عودة بنكيران إلى قيادة حزب العدالة والتنمية المغربي

  • 23
عبد الإله بنكيران

 خمس ساعات هي مدة المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، والذي أعاد عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، إلى قيادة التنظيم، بعد خمس سنوات توارى فيها إلى الوراء عقب إعفائه من رئاسة الحكومة.

 وعكس أغلب التوقعات التي كانت تتحدث عن نهاية بنكيران السياسية، ساهمت النتائج الكارثية وغير المتوقعة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في انتخابات 8 سبتمبر في عودته إلى الواجهة، باعتباره مهندساً لانتصارات الحزب الانتخابية في ولايتين متتاليتين.

 ويرجح المتابعون أن غضب قواعد الحزب ضد قيادته، وتحميل سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق للحزب، مسؤولية الهزيمة في الانتخابات، كلها عوامل جعلت الكفة تميل لصالح بنكيران.

 وكان أول امتحان واجهه بنكيران هو مقترح الأمانة العامة القاضي بتأجيل المؤتمر العادي للحزب لمدة سنة فقط، وهو ما رفضه علانية في بث مباشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وخير أعضاء الحزب بين عودته وبين تبني قرار الأمانة العامة المدعومة بأغلبية أعضاء المجلس الوطني.

 في هذا الصدد، يؤكد مصدر من داخل المؤتمر الاستثنائي أن مقترح تأجيل المؤتمر لمدة سنة فقط حظي بدعم أعضاء الأمانة العامة والمجلس الوطني، إلا أن باقي المؤتمرين الموزعين على 80 مقرا إقليميا كان لهم رأي آخر، إذ رفضوا المقترح بـ901 صوت مقابل تأييد 374 صوتا، بحسب وكالة الأنباء المغربية.

 أما الامتحان الثاني الذي واجهه بنكيران فكان لحظة التداول بشأن المرشحين لمنصب الأمانة العامة، إذ رفض عدد من أعضاء الأمانة العامة المستقيلة الذين تناولوا الكلمة خلال هذه المرحلة التي دامت حوالي خمس ساعات عودة بنكيران، ودعموا عبد العزيز العماري لتولي المنصب، "باعتباره شخصية تنظيمية غير صدامية يمكنها توحيد الحزب والإعداد للمؤتمر العادي".

 وقد تناول الكلمة خلال مرحلة التداول من أعضاء الأمانة كل من نجيب بوليف وبسيمة الحقاوي، بينما فضلت باقي القيادات المستقيلة الصمت.

 ودعا كل من نجيب بوليف وبسيمة الحقاوي ورضا بوكمازي المؤتمرين إلى التصويت على عبد العزيز العماري، واستبعاد بنكيران؛ بل إن نجيب بوليف اعتبر أن "قيادة الحزب لا تتم عبر، اللايفات'".

 مقابل ذلك، دعت أغلب المداخلات التي تجاوزت 70 مداخلة إلى التصويت على بنكيران.

 وحظي بنكيران بتأييد من أعضاء المجلس الوطني للحزب بالخارج، وهو ما كان له تأثير كبير على اتجاه التصويت، قبل أن يتم المرور إلى مرحلة التصويت، حيث أعلن فوز بنكيران بـ1012 صوتا مقابل 221 صوتا لعبد العزيز العماري و15 صوتا لعبد الله بوانو.