ارتفاع أسعار اللحوم الحية "القائم".. وتخوفات من زيادة أثمان اللحوم الحمراء

المنوفية- فرج سلام

  • 228
أسعار اللحوم الحية "القائم

ارتفعت أسعار اللحوم الحية "القائم" خلال هذه الأيام عن الأيام القليلة الماضية؛ وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء المذبوحة في الأيام المقبلة إذا لم تتدخل الدولة لإحداث التوازن المطلوب في الأسعار.

فقد ارتفع سعر اللحم البقري الحي من 55 جنيهًا للكيلو القائم خلال الأيام القليلة الماضية إلى 65 جنيهًا حاليًا، مع توقعات بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأيام القليلة المقبلة ارتفاعًا كبيرًا إذا لم تتدخل الدولة بإحداث التوازن المطلوب واستيراد الكميات المناسبة لسد الفجوة الكبيرة ما بين إنتاج اللحوم واستهلاكها.


السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار اللحوم الحية هو تراجع استيراد اللحوم من الخارج في ظل ارتباك عمليات استيراد وتصدير اللحوم في معظم دول العالم جراء ظهور بعض الأمراض الوبائية الخطيرة؛ حيث تحظر مصر استيراد أي لحوم من أي دولة تظهر فيها أمراض حيوانية خطيرة قبل التأكد من سلامة وصلاحية اللحوم للاستهلاك الآدمي، وخلوها من أي أمراض، ومطابقتها للمواصفات المحلية والعالمية كإجراء احترازي لعدم دخول هذه الأمراض مصر، كما حدث بالفعل في حظر استيراد اللحوم من ولاية كيرالا الهندية بعد ظهور فيروس "نيباه" الخطير بها، واقتصر الاستيراد من البرازيل على المواشي صغيرة السن في الفترة الأخيرة، بحيث يكون البقر المستورد منها بعمر أقل من 4 سنوات بعد ظهور مرض جنون البقر بها الذي يصيب الأبقار كبيرة السن.


كذلك ارتفاع أسعار الأعلاف في الفترة الأخيرة، وتقلص الزراعات العلفية أجبر الكثيرين من صغار المربين على الخروج من السوق بسبب زيادة تكاليف التربية والخوف من الخسائر؛ مما قلل المعروض من اللحوم الحية في الأسواق وأسهم في ارتفاع أسعارها.

ومن المحتمل أن تشهد أيام الشتاء المقبل ارتفاعًا في أسعار اللحوم بسبب العجز الكبير في اللحوم بمصر، والذي يصل إلى أكثر من 40%، في ظل زيادة الطلب على اللحوم في فصل الشتاء، وضعف عمليات تحول اللحوم في الحيوانات أثناء البرودة عنها في الصيف، بالإضافة إلى ارتباك عمليات استيراد اللحوم من البرازيل والهند في ظل انتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على استهلاك اللحوم في شهر رمضان المبارك من كل عام وأيام الأعياد والمناسبات العامة.


قال سالم العربي، جزار من مدينة شبين الكوم محافظة المنوفية، زادت أسعار اللحوم في الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة؛ فقد وصل سعر الكيلو البقري القائم إلى 65 جنيهًا، هذا بالإضافة إلى التكاليف، كما أن كيلو اللحم بالعظم وصل إلى 115 جنيهًا؛ ولذلك وصل الكيلو الصافي إلى 150 جنيهًا، وفي بعض المناطق والمدن وصل إلى 170 جنيهًا.


وأضاف العربي في تصريح إعلامي: وبالنسبه للمعارض التي يتم الإشراف عليها من وزارة الزراعة فهذا الأمر يحتاج إلى وقفة فالأسعار تقلق، فعندما يباع كيلو اللحم بـ 90 جنيهًا 10٪ دهون، و100 جنيه دون دهون، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة بالنسبة لمصادر تلك المعارض، فمن أين تأتي بالذبائح وما حال تلك الذبائح؟ لأن الفرق كبير جدًا حتى لو كانت الذبيحة وسط أو كبيرة، ولو افترضنا أن الكيلوجرام يباع في اللحمة الصغيرة بـ 130 جنيهًا فهذا أيضا فرق كبير.


وعن نظام تلك المعارض، قال العربي: إنه يتم تأجير المكان لجزار أو شركة، ويأتي هو بالذبائح تحت اسم وزارة الزراعة، فيظن المواطن أن تلك الذبائح من إنتاج مزارع وزارة الزراعة، وهذا صعب جدا، فلو كانت الوزارة تربي فياريت تعطي فرصة الشراء لمن أراد من الجزارين.


وقال عبد السلام بدوي، مواطن من مدينة شبين الكوم محافظة المنوفية: الحياة الاقتصادية اليوم في مصر تشهد حالة من عدم الاتزان في مجالات كثيرة، حيث يوجد ارتفاع ملحوظ وغير مبرّر في ارتفاع جميع السلع من لحوم وفاكهة ودواجن وبيض وأشياء كثيرة جدًا، تؤثر بالسلب على المواطن البسيط حيث إنه بالكاد يستطيع أن يسد حاجات أبنائه من أساسيات ومتطلبات الحياة اليومية.


وأضاف بدوي: كنا بالأمس يتم ربط ارتفاع السلع بارتفاع الدولار، أما الآن فالدولار ثابت، بل وينخفض، وفي نفس الوقت ترتفع أسعار السلع، وللأسف يتم هذا في ظل غياب تام من الحكومة في مراقبة الأسعار والتجار، في حين لو تدخلت الحكومة فإن تدخلها وللأسف لتثبيت سعر المنتجات بعد الزيادة التي طرأت عليها لا من أجل خفض السعر إلى ما كان عليه، وللأسف كل هذا يقع على عاتق المواطن البسيط من محدودي الدخل الذي لا حيلة له.


وطالب بدوي الدولة بالسير في طريق متزن ما بين تقليل الاقتراض والسعي في سد الديون، وكذلك البحث عن تنمية الموارد بأفكار خارج الصندوق، أي بعيدًا عن رفع الأسعار.