الصين تواصل طمس المعالم الإسلامية في أنحاء البلاد

  • 65
الصين تزيل قباب المساجد

في محاولة جديدة من الحكومة الصينية، لطمس المعالم الإسلامية داخل البلاد، اختفت القباب الإسلامية، من مسجد تونغوان، أكبر مساجد في مدينة شينينغ، وهي عاصمة مقاطعة تشنغهاي، شمال غرب الصين، حيث أثار هدم القباب جدلًا واسعًا، وحالة من السخط العام من مسلمي الصين تجاه الحكومة الشيوعية، التي لا تراعي أدنى قواعد الاحترام المتبادل، أو التعايش الذي يتحدثون عنه.

الحكومة الشيوعية تهدم قباب المساجد.. وتطمس ديموغرافية تركستان الشرقية


يقول الدكتور مرزوق أحمد، عضو هيئة التدريس في جامعة أمستردام بهولندا، والمؤرخ المتخصص في شئون الأقليات المسلمة، إن مشاهد إزالة قباب المساجد في الصين، التي أذاعها موقع الإذاعة الأمريكية العامة "أن بي آر"، وكذلك قناة الحرة الأمريكية، هي مشاهد مؤلمة، لكل مسلم بشكل عام وكل عربي بشكل خاص.

وأضاف أحمد لـ "الفتح" أن هناك خلافًا إعلاميًا وسياسيًا شديدًا بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبين الصين، مما يدفع الإعلام الأمريكي إلى صب جام غضبه على الصين، وإظهار جرائم حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الصيني بحق المسلمين، وهذه التغطيات الإعلامية الأمريكية، ليست لنصرة مسلمي الإيجور، أو مسلمي الصين، أو غيرهم، وإنما هي سياسات إعلامية عالمية.


وأكد المؤرخ المتخصص في شئون الأقليات، أن مسجد تونغوان، الذي هدمت السلطات الصينية قبابه مؤخرًا، يرجع تاريخه إلى أكثر من 9 قرون، عندما كان المسلمون في الصين هم أصحاب الكلمة، بل كانت قباب هذا المسجد وغيره، معلمًا جغرافيًا وتاريخيًا مهمًا.

وتابع: إزالة قباب مسجد تونغوان لم تكن الأولى، وليست الأخيرة، فالحكومة الصينية تخطط لإزالة جميع المعالم الإسلامية، بما فيها المساجد والمدارس الإسلامية، وهذا هو الذي فعلته في منطقة تركستان الشرقية.


وأردف: لا بد وأن نعترف أن الحكومة الصينية نجحت تمامًا، في احتلال إقليم تركستان الشرقية، ثم تغيير ديموغرافيته، وطمس هويته الإسلامية، فجميع المناطق تم تغيير أسمائها، كما تم هدم جميع قباب المساجد التي تحمل تاريخًا عثمانيًا، أو تاريخًا عربيًا، وتغيير أشكالها إلى الأشكال الصينية الحديثة.

وأوضح أن مساجد إقليم تركستان الشرقية، الذي تمت تسميته بـ"شينيغانع"، أغلبها مساجد مغلقة، والمساجد المفتوحة، بها كاميرات مراقبة تصور جميع المصلين، لفحص "الملتحي"، وكذا من يقوم بتقصير ثوبه، أو الإطالة في سجوده، أو يحافظ على السُنة في أي صورة من صورها.


وأشار أحمد، إلى أن هناك حالة شديدة لا أقول من الخوف، بل حالة من الرعب، داخل قلوب مسلمي تركستان الشرقية، خوفًا من الصلاة داخل مساجدهم، أو إظهار أي شعائر إسلامية، فصلاة الجمعة متوقفة في أغلب مناطق الإقليم، وجميع التجمعات ممنوعة، حتى ولو لصلاة الجنازة، فضلا عن ملايين المسلمين من تركستان الشرقية داخل السجون، هؤلاء بخلاف ملايين المهجرين في منطقة الشرق الأوسط.