نشطاء يتداولون صورًا لمعتقلات الإيجور

  • 113

نقلا عن الورقي..

متخصصون: الصين تبيد مسلمي تركستان الشرقية تحت ساتر "معسكرات التثقيف"

تقرير – أحمد عبد القوي

أثار تداول بعض الصحف الإخبارية صورًا تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، نقلًا عن ناشط صيني مقيم في تايوان، قام بتوثيقها ونشرها عبر موقع يوتيوب، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت الصور توثيقًا أكبر للوحشية التي يقوم بها النظام الصيني تجاه الأقلية المسلمة في إقليم شينغيانغ، الواقع الآن تحت سيطرة الصين، الذي عدلت الصين اسمه الأصلي "تركستان الشرقية"، وقد كان إقليمًا مستقلًا يتمتع بثروات هائلة، وأغلبية مسلمة كاسحة، قبل الاحتلال الصيني له.

يقول الدكتور إحسان الحق إسحاق، الباحث الإندونيسي المتخصص في الدراسات الآسيوية، إن الصور التي نشرها الناشط الصيني الذي أطلق على نفسه عبر يوتيوب اسم "غوان غوان"، أثارت انتشارًا واسعًا لدى المهتمين بأحوال الأقليات خصوصًا، حيث أظهر جزءًا صغيرًا في الحقيقة من الجريمة التي ترتكبها الصين، تجاه شعب الإيجور المسلم.

وأضاف إسحاق لـ "الفتح": في البداية لا بد وأن أؤكد على أن ما تقوم به الصين، والذي ازداد بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة، وسكوت العالم عن هذه الجرائم، هو خطة ممنهجة، لإبادة مسلمي تركستان الشرقية، بشكل نهائي، لا يتمكن فيه نشطاء الإيجور، من استعادة بلادهم مرة أخرى، أو حتى التفكير في ذلك.

وتابع: لدرجة أن الصين الآن تولي أطفال الإيجور اهتمامًا بالغًا، لتنشئتهم بشكل لا يدركون معه أي تاريخ قديم، أو أي هوية إسلامية كان الآباء والأجداد يتمتعون بها.

وحول الصور الأخيرة التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية، قال إسحاق: إن دخول الناشط الصيني إلى إقليم تركستان الشرقية، واستمرار زيارته لفترة طويلة، بتأشيرة سياحية كما أكدت ذلك صحيفة "الجارديان"، أدى إلى توثيق جزء من الجريمة التي تقوم بها الصين.

وأوضح أن الجريمة ازدادت وضوحًا، بعد أن وثق "غوان"، سجون الاعتقالات التي زاد عن عددها عن 18 سجنًا، تم توزيعها على 8 مدُن صينية، وليست مدينة واحدة، مما يعني أن الحكومة الصينية قامت بعمل تفريق بين الأسر، في أكثر من 8 مدن، بين كل واحدة والأخرى مسافات شاسعة، مما أدى إلى تمزيق الجسد الإيجوري، فالأب لا يتمكن من الوصول لأبنائه، والعكس.

وأشار الباحث المتخصص في الشئون الآسيوية، إلى أن من أبرز ما وثقه الناشط الصيني، هو منع أي صحفي من دخول شينغيانغ، بالإضافة للمنع التام لتداول أي كلمات للغة الإيجور في مدارسهم، أو في شوارع تركستان الشرقية، أو أسماء المناطق والطرقات التي كانت بالإيجورية.

وأردف: لم تكن الأزمة في أن تُصدر الصين قرارًا بمنع لغة الإيجور، ومنع الشعائر الإسلامية فقط، وإنما ازدادت الأزمة بشكل أكبر من خلال خطة ضخمة لمراقبة أهل تركستان الشرقية، وتوثيق حركاتهم وسكناتهم، في شوارعهم، بل وفي ومنازلهم، وما تبقى من مساجدهم، فقد أغلق النظام الصيني أغلب المساجد، وحوّل بعضها إلى متاحف، في الوقت الذي تم فيه منع الأذان تماماً، ومنع صلاة الجمعة والأعياد، وصلاة الجنازة، وأي تجمعات للمسلمين.

وأكد إسحاق أن هذه الرقابة الشديدة تمت من خلال عدة جوانب، أولها تجنيد بعض الجواسيس الذين يعملون بالمال، من عرقيات شيوعية وبوذية، كارهة لمجتمع الإيجور المسلم، وثانيها من خلال كاميرات مراقبة قامت الحكومة بتركيبها في جميع طرقات وشوارع وأماكن تجمعات مسلمي الإيجور، وقد تم تركيب هذه الكاميرات بمسلسل رقمي سري، ونظام مرتبط ببعضه البعض، إذا تم تحويل اتجاه كاميرا واحدة إلى اتجاه آخر، يُصدر النظام الإلكتروني صافرات إنذار مدوية، ليتجه الجنود إلى أماكن هذه الكاميرات، والتحقيق في سبب تحويل اتجاهها.

وأشار إلى أن من أبرز ما وثقه الصحفي الصيني، سجن ضخم، بمدينة "دابانتشنغ"، خارج العاصمة أورومتشي، والذي ظهر في صوره بشكل كبير جدًا، وقد تم بناؤه بشكل محكم، وتم ترحيل عشرات الآلاف من مسلمي الإيجور إليه، بالإضافة إلى سجن مدينة "يانكي" الذي تم تصميمه على طراز حديث جدًا، بأبراج مراقبة ضخمة، وأنا أزعم أن هذين السجنين فقط، يضمان أكثر من نصف المليون تقريبًا، من مسلمي الإيجور.

واختتم إسحاق بقوله: أنا في الحقيقة أرى أن هذا التوثيق الذي نقله الصحفي الصيني التايواني، هو جزء صغير من حقيقة مُرّة، يقوم بها النظام الصيني الشيوعي، تجاه شعب مسلم لتجريده من دينه وهويته، وسرقة ثرواته، باسم "التثقيف" و"التأهيل" و"محاربة الإرهاب"، وغير ذلك من مصطلحات جميلة، لكنها مصطلحات مطاطة، تستخدمها الصين وفقًا لما تريد.