استشارة أسرية

إعداد/ فاطمة أحمد صابر

  • 24

"أنا أم لطفلين ٨ سنوات و٤ سنوات.. مشكلتي في ابني الأكبر، فهو عنيد ويصرخ دومًا ونظراته حادة كوالده، مما يشعرني بالغضب الشديد.. مهما تفاهمت معه لا يتغير حاله، ويتهمني أنني أحب أخاه الأصغر أكثر، لكني أشعر معه بإرهاق شديد وأقل شيء يجعلني غاية في العصبية، في حين أنني قد أمرر أفعالًا شبيهة للأصغر.. لقد أرهقت وتعبت فماذا أفعل؟".

 الاستشارة:

غاليتي بداية أقدر إرهاقك ومحاولاتك لتحسين العلاقة مع ابنك وحرصك على احتوائه وسلامه النفسي.

عامة شخصيات الأبناء تختلف وبالتالي ليس كل تعامل يصلح لطفل يصلح لآخر، فيظهر أن ابنك صاحب شخصية قيادية مما يجعله عنيدًا إذا ما حوصر بالأوامر وكثر الرفض دون اقتناع منه على غير عادة أخيه الذي قد يكون ودودًا مسالمًا، لكن حين تجد الأم أن الطفل يستهلك طاقتها بهذا الشكل دون وجود شيء من حب وحزم فهذا يعني أن هناك حاجزًا نفسيًا بينك وبينه، وهذا ما أشرتِ إليه بقولك إنه يشبه والده في تصرفات تضايقكِ منه.. وأنه قد يحصل نفس الفعل من أخيه فلا يضايقكِ بنفس الشكل.

أتفهم أن ذلك يحدث دون وعي، وهو سبب إرهاقك فأنت تشعرين أنك تبذلين كل ما تستطيعين ولا نتيجة لذلك، فيحتاج ذلك لجلسة مع نفسك حتى تكتبي فيها ما يضايقكِ منه بالتفصيل؛ ما المعنى الذي تشعرينه في نبرته أو نظرته أو عناده، هل هذا المعنى خاص به أم أن رفضك لذلك هو رفض لشيء في شخص زوجك فحينها عليكِ ألا تُحَمِّلين الطفل ما لم يفعله، أم أن هذا المعنى لشيء خاص بك كما لو أنكِ تكرهين الفشل أو تكرهين أن يُرَى من أطفالك ما يُفْهَم منه سوء سلوكهم فترفضين ذلك فيه.

حينما تفهمين المعنى وتدركين أن الأمور ليست بذلك السوء سيجعلك أكثر قبولًا له، ثم ثانيًا: ابدأي بكتابة مميزات طفلك، اكتبيها واجعليها أمامك لفترة؛ ذلك سيزيد من تقبلك له وسيقلل حدة الخلاف.

حينما يرى بعينيه حبك له سيهدأ بعض الغضب لديه؛ فأحد أسباب شعوره أنك تحبين أخاه أكثر منه هو في التفاصيل اليومية، التي تطغى فيها العصبية على المواقف الجميلة؛ وغالبًا طفلك بصري يريد أن يرى في عينيك حبه ويرى ابتسامة وجهك لرؤيته..

 كذلك الطفل العنيد يريد إثبات شخصيته، لذلك مما يفيد جدًا في تفهمه أن تدركي اهتماماته وتنميها ليبرع في أحدها، فتشجعينه ويجد نفسه مميزًا بها واثقًا بنفسه فلا يلفت النظر في رفض أو عندٍ بلا سبب.

 أخيرًا التربية والتزكية تحتاج لزاد لك كأم ومربية لأطفالك، ادعمي نفسك روحيًا وجسديًا، اجعلي لك متنفسًا في بعض الوقت؛ لتكوني قادرة على حمل الأمانة والبذل فيها بما يقتضي.

 اللهم أصلح لنا ذرياتنا.