تقرير..إدانات واسعة واستنكار لاتفاقية الرباط مع الاحتلال الصهيوني

  • 44
صورة الاحتجاجات المغربية

إدانات واسعة واستنتكار للتطبيع المغربي مع الاحتلال الصهيوني

المغرب يسلك طريق الخزي والعار.. ويبيع القضية الفلسطينية بتعاون مع الاحتلال الصهيوني


كتب- عمرو حسن


عقود من الإرهاب والانتهاكات والمعاناة والفقدان والأسر، وألم فلسطيني يسكن كل بيت، وقصص شهداء حفرتها حجارة الأطفال في قلوب الأمة الإسلامية والعربية، قبل أن تزينها الصواريخ في قراهم وشوارعهم وجدران منازلهم، ومئات الألاف من القتلى والضحايا والإصابات البالغة التي يتناساها كل من يسعى لتطبيع مخزٍ مذل، مع مستعمرٍ صهيوني كريه، وملايين الأسرى في السجون منذ حرب فلسطين وحتى اليوم؛ مأساة عاصرها عشرات الأجيال من الأطفال قبل الكبار، واستنكرها الغريب قبل القريب، وعدوان ندد به العالم ورفضه كل لبيب ذي عقل، يحفظ بين جنبيه نسمات من الرحمة والرفق، بل يكرهه كل من له مثقال ذرة من قلب.

المغرب تلك البقعة التي لطالما زَخُر تاريخها بعز الإسلام، وكانت منبعًا للمقومة، وموطن دولتي المرابطين والموحدين اللاتي أنقذتا الأندلس وكتبتا تاريخًا عريقًا عن قوة ومنعة المسلمين في الغرب؛ تناست أنها بلد مسلم عربيٌ عريق، الرباط أغفلت تاريخ العدوان الصهيوني على المسلمين والعرب، وأرض فلسطين المحتلة التي يضج الاستيطان مضاجعها، ويؤرق حلم استقلالهم.

المغرب سارت على درب الإمارات، وعقدت اتفاقيات أمنية وعسكرية مع الاحتلال، واستقبلت الرباط أحد صهاينة سلطة الاحتلال - بيني غانتس-، استقبالًا رسميًا وأعلنت عن عدة اتفاقيات وعلاقات طبيعية فيما بينهم، منتهكين كل الروابط الدينية والتاريخية والإنسانية والاجتماعية بينهم وبين العرب والمسلمين عام.

وأدانت كثير من المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية، استقبال المغرب لوزير صهيوني، وعقد اتفاقيات عسكرية وأمنية، وتطبيع للعلاقات فيما بين المغرب والاحتلال الصهيوني، وعلى رأسهم منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس، وجمعية العدل والإحسان المغربية بهذا التطبيع، وخرجت مظاهرات في المغرب رافظة ومشددة على رفض التطبيع، كما هاجمت الجزائر التطبيع المغربي من الاحتلال الصهيوني.

وفي ذلك السياق، قال بركات الفرا، سفير فلسطين الأسبق في القاهرة، إن الاحتلال المستفيد الأول والأخير والوحيد من التطبيع مع المغرب أو الإمارات، مستنكرًا سياسة الرباط نحو التطبيع، معتبرًا إياه جريمة لا تغتفر بحق الشعب الفلسطيني وكافة المسلمين والعرب، متعجبًا التودد والتقرب من العدو الصهيوني ونسيان الصراع العربي الممتد مع المستعمر الاستيطاني.

وأكد سفير فلسطين الأسبق في القاهرة، في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن الاحتلال يستغل سذاجة المُطبعين وتغافلهم عن جذورهم وقضايا العربية، ليتغلغل في العمق العربي من الخليج وحتى إفريقيا، مضيفًا أن الاحتلال عصابات مستعمرة لن يأتي من التحالف معها خير، متسائلًا كيف لعربي مسلم، أن يضع يده في يد صهيوني استعمر أرض فلسطين، وقتل الأطفال والنساء.

 واندهش الدبلوماسي السابق، من تهافت دول عربية كالمغرب والإمارات، لكي تصير علاقتها جيدة مع الاحتلال، ويقومون اتفاقيات تعاون ودفاع، مشددًا على ضرورة وجود موقفًا عربيًا صلبًا لردع كل من تسول له نفسه مصلفحة المحتل، وإقامة علاقات ومعاملات معه.

لافتًا إلى أن كل من يُطبع العلاقات مع الاحتلال خاسر لا محالة، ويضر بالقضية الفلسطينية، وبمستقبل الفلسطينين، ولا يزعجه تدنيس اليهود والصهاينة للمسجد الأقصى الشريف والمقدسات الإسلامية التي أقر الله سبحانه وتعالى بقدسيتها وحرمتها.

وقال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن اتفاق الدفاع المشترك بين المغرب والاحتلال الصهيوني يعني أن الاحتلال سيرتع في المغربي المغربي، مضيفًا أنها اتفاقيات ذات خطر كبير على دول الجوار المغربي، لافتًا  إلى أن الجزائر استشعرت ذلك الخطر، وأن رئيس الجزائر تحدث مؤكدًا، أن من يحاول الاقتراب من الجزائر لن وسيواجه بكل قوة.

وأكد، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن اتفاق الاحتلال الصهيوني والمغرب هو اختراق خطير للأمن القومي العربي عن طريق المغرب، مطالبًا جامعة الدول العربية وفلسطين بضرورة سحب صندوق القدس من رئاسة خادم المملكة المغربية محمد السادس، وهي لا تقدم شيئ للقدس، ومن العار أن يستمر محمد السادس رئيسًا لصندوق القدس، وهو ينفذ اتفاق العار، وتطبيع مخزي يجب ألا يصمت عليه العرب.

وأشار خبير العلاقات الدولية والباحث الفلسطيني، أن اتفاقيات التعاون والتطبيع التي أجرتها المغرب والإمارات، وتسير على دربها البحرين والسودان، لن تجلب لهم سوى الخراب والعار وسيتذكرون ذلك ولكن بعد فوات الأوان، مستنكرًا مفاوضات او اتفاقيات أو تعاون مع العدو الصهيوني المستعمر.