ما الذي يؤخر فتح باب العمرة حتى الآن ؟.. الفتح تكشف التفاصيل

  • 66

يضرب الشوق قلوب المحبين الذين تتوق أنفسهم لزيارة بيت الله الحرام ولأداء العمرة، ومن ثم يترقب الجميع فتح باب رحلات العمرة وإعلان الضوابط المنظمة لها، لاسيما بعدما أعلن الجانب السعودي عن استعداده لاستقبال المعتمرين من خارج المملكة، بعدما كان الأمر مقتصرا خلال السنوات الأخيرة على المواطنين السعوديين والمقيمين بالمملكة.

بارقة أمل

وتجدد الأمل، عندما أعلنت المملكة العربية السعودية فتح الطيران المباشر بين مصر وبين المملكة، بعد توقف دام طوال فترة جائحة كورونا، إذ كان غير المسموح للمصريين السفر المباشر إلى السعودية، وإنما كان يلجأ البعض إلى زيارة الإمارات أو الأردن أولا فيما يعرف باسم "ترانزيت".

وبالأمس أعلنت المملكة العربية السعودية تفعيل السيستم أمام مصر، حيث أصبح بإمكان المصريين توثيق العقود وتأشيرات العمرة، ومن المتوقع أن تبدأ رحلات العمرة مع بداية شهر يناير المقبل.


موسم استثنائي

قال باسل السيسي، رئيس لجنة إدارة غرفة شركات السياحة، إن المملكة العربية السعودية أعلنت فتح باب العمرة، كما أنها أعلنت تفعيل السيستم أمام المصريين، وهذا يسمح لنا بتوثيق العقود، مؤكدا أن ذلك الإعلان يعد مرحلة مهمة جدا كنا ننتظرها، بالإضافة إلى أن ذلك الإعلان يعد تمهيدا لمرحلة إصدار الضوابط المنظمة لرحلات العمرة التي تصدر عن وزارة السياحة.

وأكد السيسي في تصريحات لـ "الفتح" أن الضوابط المنظمة لرحلات العمرة لم تصدر بعد، ومن المتوقع أن يتم إصدارها خلال الأسبوع المقبل على الأكثر، موضحا أن تأخر وزارة السياحة في إعلان تلك الضوابط يضر بالمواطنين الذين يرغبون في العمرة، كما يضر بشركات السياحة أيضا.

وطالب رئيس لجنة إدارة غرفة شركات السياحة، مسؤولي وزارة السياحة بسرعة الإعلان عن الضوابط المنظمة لرحلات العمرة، مؤكدا أن هذه الضوابط موجودة ومصاغة بالفعل ومعدة من قبل، مشيرا إلى أن التأخير قد يكون تحسبا لصدور أية قرارات جديدة، موضحا أنه لا يمانع هذه القرارات، لكنه يرى ضرورة إعلان الضوابط بشكل واضح وصريح حتى لا يقع الضرر على أحد.

ولفت السيسي إلى أن وزارة السياحة المصرية كانت تبرر تأخرها بأن الجانب السعودي لم يمنح مصر الموافقة، ولم يعلن عن القواعد المنظمة لرحلات العمرة، لكن الآن قد أدى الجانب السعودي ما عليه وأعلن فعليا عن موافقته وفتحه باب العمرة، ومن ثم فلا مبرر لتأخر وزارة السياحة في إعلان الضوابط أكثر من ذلك.

انتظار الضوابط

رحب عمرو فاروق، صاحب إحدى شركات السياحة، بقرار المملكة العربية السعودية بتفعيل وفتح السيستم الإلكتروني للعمرة أمام الشركات السياحية المصرية، مؤكدا أن السعودية أدت ما عليها من خلال هذا القرار، ويبقى القرار معلقا على تحرك وزارة السياحة المصرية.

وأوضح فاروق في تصريحات لـ "الفتح" أن جموع المواطنين تنتظر بفارغ الصبر، تلك الضوابط التي سوف تعلن عنها وزارة السياحة، مشيرا إلى أن تلك الضوابط هي التي سوف تحدد كل ما يتعلق بمواسم العمرة، سواء الأسعار الخاصة بتلك الرحلات أو حتى فيما يتعلق بالموعد.

ويرى فاروق أن تأخر وزارة السياحة في إعلان الضوابط الخاصة برحلات العمرة، يعود إلى التخوفات التي لدى الوزارة، وأهمها ذلك التخوف من عودة تفشي فيروس كورونا مرة أخرى، وكذلك التخوف من الأمور المالية المتعلقة بالسيولة، موضحا أن تلك التخوفات يمكن تجاوزها من خلال وضع بعض الضوابط والقواعد.

وأشار فاروق إلى أنه يمكن التغلب على التخوفات المتعلقة من تفشي الفيروس، وذلك بإتباع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها، أما فيما يتعلق بالتخوفات من السيولة، فأوضح أن الأمور أصبحت تحت السيطرة وتتم بشكل أكثر دقة، وذلك بعدما أصبحت تلك المعاملات تتم بشكل رسمي من خلال البنوك والمصارف المالية الرسمية، وأن الأمور المالية أصبحت تخضع لإشراف الدولة بشكل تام.

وطالب فاروق وزارة السياحة بسرعة الإعلان عن الضوابط الجديدة المنظمة لرحلات العمرة، مؤكدا أن هناك رغبة عارمة لد الكثيرين المتشوقين لزيارة البيت الحرام، ومن ثم لابد من الإسراع في إزالة العوائق التي تعوق تنظيم رحلات العمرة مرة أخرى، خاصة أن الجانب السعودي أدى ما عليه وفتح المجال أمام المصريين حتى يتمكنوا من أداء العمرة.

الموعد والأسعار المتوقعة

توقع عمرو فاروق، صاحب إحدى شركات السياحة، أن تشهد رحلات الحج والعمرة ارتفاعا في الأسعار عما كان مقررا لها من قبل، موضحا أن هناك عدة أسباب هي التي ترجح حدوث هذا الارتفاع المتوقع، حيث أن الضوابط الجديدة التي تم وضعها لمن يرغب في أداء العمرة هي التي دفعت نحو تحريك الأسعار.

وقال فاروق في تصريحات لـ "الفتح" إن أي شركة سياحة لا تملك المعرفة الكاملة عن طبيعة رحلات العمرة المقبلة ولا عن تكلفتها، مشيرا إلى أن ذلك كله يتوقف على الضوابط الجديدة التي سوف تعلن عنها وزارة السياحة المصرية، موضحا أن الوزارة هي من ستحدد الملامح الأساسية لرحلات العمرة من خلال إعلانها للضوابط الجديدة.

وأكد فاروق وجود بعض المؤشرات والأسباب التي ترجح ارتفاع أسعار العمرة، ومنها الاشتراط بأن يكون هناك 2800 جنيها كبوليصة تأمين، بالإضافة إلى حتمية إجراء 2 تحاليل pcr  لمن يرغب في إجراء العمرة، علاوة على القيمة المضافة التي أعلنت عنها الحكومة، وبخلاف الإجراءات الاحترازية التي تمنع أن يكون هناك أكثر من شخصين في الغرفة الواحدة، وهو ما يعني اختفاء الأسعار الاقتصادية حيث كانت تضم الغرفة الواحدة عددا كبيرا من المعتمرين.

وأشار فاروق إلى أن ذلك لا يعني أن الأسعار سترتفع تماما، مؤكدا أن رحلات العمرة تدار بعناية ربانية قبل أي شيء، متوقعا أن يحدث هناك نوعا من التوازن في الأسعار، كأن تعلن الفنادق مثلا عن عروض تخفيض في أسعار الغرف وفي أسعار الإقامة، موضحا أنه يتحدث عن الأسباب المتوقعة لكنه لا يجزم بشيء نهائيا.

وعن موعد انطلاق رحلات العمرة، توقع فاروق أن تبدأ الرحلات إلى السعودية في بداية شهر يناير المقبل أو في منتصفه على أقصى تقدير، مؤكدا أن الأمر متوقف على إعلان وزارة الساحة المصرية، لتلك الضوابط المنظمة لرحلات العمرة.