اعتداءات متتالية للاحتلال على الأراضي السورية.. وحرب صهيونية إيرانية في الداخل والخارج

السوريين يرفضون أن تكون بلاد الشام ملعبًا لكلا المنبوذين

  • 980
أرشيفية

 اعتداءات متتالية للاحتلال على الأراضي السورية.. وحرب صهيونية إيرانية في الداخل والخارج 

السوريين يرفضون أن تكون بلاد الشام ملعبًا لكلا المنبوذين

نيويورك بوست تكشف عن "جيش" من الجواسيس للموساد في إيران   


كنب- عمرو حسن


لم يقف العدوان الصهيوني عند انتهاك الأراضي الفلسطينية واحتلالها منذ ما يربوا على المائة عام، قرنٌ من الزمان والمستعمر البغيض يرتع في أرض غيره، يقتل ويعذب ويأسر الفلسطينيين ويهدم منازلهم، ويُوطْن في ترابهم اليهود، فالاحتلال يرى في المنطقة العربية امتدادًا لظله، ومستقبل أحلامه، ويخطط وينفذ فيها كيف ما شاء ووقتما يحلو له، فالقصف الصهيوني على المدن السورية يتواصل بشكل شبه يومي، وكأن سوريا باتت قطعًة من ميراث أبناء صهيون.

غضب سوري

السورييون يعلمون أن الاحتلال الصهيوني يقصف أماكن احتشاد الميليشيات الإيرانية جنوب سوريا، وفي تخوم الجولان، وأن الكيان الاستيطاني يلحق الضرر بالمستعمر الشيعي في سوريا، إلا أنهم يكرهون كلا المنبوذين في عالم اليوم.

كما يرفضون أي اعتداء على السيادة السورية، وإن وهنت بفعل بشار الأسد، كما يتفهون أنه لولا وجود الأسد ومن قبله عائلته الكريهة، لما استطاع أذيال الشيعة أن تطأ أقدامهم بلاد الشام، ولا تجرأ صهاينة اليهود من قصف موانئهم ومدنهم الأبية، ويرفض السوريين أن تكون سوريا ملعبًا للمخططات والاستراتيجيات السورية والإيرانية، كما لا يقبلون أستخدام أراضيهم في لتنفيذ مصالحهم وأهدافهم، وألا يكونوا طرفًا في العلاقات الصهيونية الإيرانية المشبوهة

قصف جنوب سوريا

وكانت الاحتلال قصف مدينة حمص السورية أكثر من مرة الأيام الماضية، كما أطلق صواريخه منذ يومين على ميناء اللازقية، واستهدف ميليشيات إيرانية والكثير من شحنات الأسلحة وغيرها من تحركات ميليشيات طهران جنوب سوريا وفي منطقة الجولان، كما قصف الاحتلال عدة تحركات إيرانية في مطارات وموانئ سورية، تستخدمها طهران لنقل الميليشيات والسلاخ من إيران ولبنان والعراق لوريا والعكس.

جواسيس الموساد

ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن الاحتلال نفذ 3 عمليات ضد المواقع النووية الإيرانية، بمشاركة ألف عنصر من الموساد وجواسيس داخل طهران، واستخدم أسلحة عالية التقنية، بما في ذلك طائرات بدون طيار وطائرة كوادكوبتر - وجواسيس داخل أماكن شيعية إيرانية، وفي المنشأت النووية"، وأن الموساد بنى قدرات واسعة في إيران خلال السنوات الأخيرة"، بحسب تأكيدات الصحيفة.

ونحو ذلك السياق، قال عبد الرحمن ربوع الباحث والمحلل السياسي السوري، إن قصف الاحتلال الصهيوني لسوريا، يعد اعتداء صريح على السيادة السورية، التي أضعفها وأهانها بشار الأسد قبل أن يغير عليها المعتديين الصهاينة والإيرانيين والروس وغيرهم، لافتًا أنه لا علاقة للقصف الصهيوني على اللازقية وحمص وغيرهما بالسوريين، 

وأكد، الباحث والمحلل السياسي السوري، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن القصف المتواصل لأكثر من موقع مثل حمص واللازقية وبعض المطارات، هو استهداف لمواقع وعمليات إيرانية داخل سوريا، مثل تدريب الميليشيات والأسلحة، وتخزين أنواع متعددة من الأسلحة والصواريخ داخل سوريا.

وأوضح المعارض السوري، أن الصراع الإيراني الصهيوني يتواصل على النفوذ والسيطرة في سوريا، مضيفًا أن هذا يحدث رغم كل التطمينات الإيرانية للاحتلال والعلاقات المستقرة فيما بينهم، مشيرًا إلا أن الاحتلال يعلم جيدًا أن وجود ميليشيات طهران في سوريا يضر كل دول الجوار وعلى رأسهم الاحتلال، مشددًا على أنها تخشى من نتائج وجود إيران بالقرب من حدود فلسطين المحتلة.

وأردف ربوع، أن الاحتلا يصر على مغادرة الإيرانيين سوريا أو على الأقل الابتعاد بقواتهم ومليشياتهم مسافة كافية ليكون الاحتلال خارج مدى الصواريخ الإيرانية، مضيفًا أن روسيا تشارك الاحتلال وجهات النظر وتريد إبعاد طهران عن أماكن وجودها، لافتًا إلى أن روسيا تخشى من تأثر جنودها من الصواريخ الصهيونية في مواقع تمركز الميليشيات الإيرانية   

قال عادل الحلواني مسئول مكتب القاهرة بالائتلاف الوطني السوري، إن  الاحتلال الصهيوني لا يتعمد قصف قوات بشار الأسد أو الجيش السوري، مضيفًا أن الاحتلال والعالم باتوا يعلمون جيدًا أنه لايوجد جيش سوري، بعدما انهار على يد بشار الأسد، متابعًا، " الاحتلال وغيره يعلمون علم اليقين أنه لم يعد يوجد للجيش السوري أي قوة تستطيع أن تؤثر على الاحتلال أو بالإحرى إنكشفت حقيقة هذا الجيش بتعاطيه خلال إحدى عشر سنة مع الشعب السوري، حتى دمر سوريا والسوريين".

وأكد مسئول مكتب القاهرة بالائتلاف الوطني السوري، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن ميليشيات بشار الأسد لا تقوى إلا على الشعب السوري المستضعف، مشددًا على أن الاحتلال يقصف إيران وميليشياتها والمرتزقه التابعين لها بجنسياتهم المختلفة، لافتًا إلى أن الاحتلال الصهيوني يحقق من ضرباته لميليشيات طهران الامن الوقائي لها.

وأضاف الحلواني، أن وجود المرتزقة في سوريا يجعل الاحتلال يتعمد الاعتداء على المدن السورية، مشيرًا إلى أن الأسباب وراء القصف لا تعطي الاحتلال مبررات للقصف على سوريا، مشددًا على أنه اعتداء غير مقبول لدى السوريين، لأنه قصف لأراضي سورية لها سيادتها، كما يكر ويضجر السوريين من كلا المحتلين الصهيوني والإيراني

واختتم الحلواني تصريحة، أن الشعب السوري لا يرضى أو يقبل بأي اعتداء أجنبي، أو تواجد لمحتل في بلاده، كما يحمل جميع السوريين العبث بسوريا ومدنها وشعبها لبشار الأسد الذي ضيع المقدرات السورية، وأهان سوريا وبلادها وشعبها وسيادتها. 

وقال الدكتور هاني سليمان الباحث في الشؤون الإيرانية، ومدير المركز العربي للدراسات، إن قصف الاحتلال لحمص السورية وميناء اللازقية الهدف منه استهداف الميليشيات الإيرانية بشكل أساسي، مضيفًا أن الاحتلال يقوم بشكل دوري بقصف أعمال إيرانية في الجولان والجنوب السوري، مثل عمليات نقل السلاح وتدريب الميليشيات.

وأكد مدير المركز العربي للدراسات، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن الاحتلال يرى في العمليات الإيرانية في سوريا تهديد مباشر له، ولذلك يقصفها بالصواريخ، وأن سلطة الاحتلال لا تقصد من ذلك السوريين، ولا حتى نظام بشار الأسد، وأن كل ما يعنيها التخلص من التهديدات القائمة من ميليشيات إيران، لافتًا إلى وجود اتفاقيات سرية بين الاحتلال وإيران في كثير من الاتجاهات.

وشدد الباحث في الشأن الإيراني، على أن قصف الاحتلال لأهداف إيرانية في اللازقية والمطارات السورية والجولان لايعني أن بينهم عداء، ولكنها اختلافات مصالح وأهداف، وتابع، "الاحتلال وإيران كما بينهم مصالح واتفاقيات، بينهم كثير من الاختلافات والأهداف غير المشتركة، ولديهم حروب غير مرئية، مثل حرب الناقلات والهجمات السيبرانية والاستهداف المختلف على المنشاءات النووية الإيرانية.

وأضاف سليمان أن إيران تستغل المدن السورية مثل حمص والجولان في تدريب ميليشيات إيرانية كبيرة، وتخزين كميات كبيرة من الأسلحة، وكذلك في بيع النفط الإيراني عبر الأراضي السورية، موضحًا أن قصف الاحتلال لحمص يستهدف إيران بشكل واضح ومباشر.