الصراع في إثيوبيا.. الأمم المتحدة تحذر من تفكك النسيج الاجتماعي

  • 64
الصراع في أثيوبيا

ماذا يحدث في أديس أبابا؟ وما تأثير ذلك على أزمة السد الإثيوبي، أسئلة لطالما تناولتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بشيء من الترقب والتحليل، فسير المعارك بين الحكومة المركزية وجبهتي تحرير تيجراي والأورومو اتجه نحو العاصمة، فطالبت بعض الدول من رعاياها سرعة مغادرة البلاد حتى ولو على طائرات الشحن التجاري.

ومنتصف الأسبوع المنصرم أعلن المكتب الإعلامي للحكومة الفيدرالية استعادة مدينتي ديسي التاريخية، وكومبولشا التجارية والصناعية «حسب فرانس برس».


تفسيرات «غير موثقة» تشير إلى ضلوع قوى دولية وإقليمية تدخلت لمعادلة التحولات لصالح الحكومية الفيدرالية، رغم ما ارتكبته من مجازر دموية، أغرقت الاقتصاد وأثرت على البنية التحتية في البلاد، فيما اتهمت الجبهة جيش آبي أحمد باستهداف سد تيكيزي الكهرو مائي والواقع بين منطقتي أمهرة وتيجراي شمالي إثيوبيا.

 


وحسب «جبهات التيجراي والأورمو» فالنتائج الآنية لا تعني مطلقًا أن الحكومة الفيدرالية سيطرت على مقاليد الأمور، فالحرب الدائرة رحاها الآن منذ أكثر من عام لم تضع أوزارها بعد، ومطالب التيجراويين هي تخلي آبي أحمد عن مهام سلطاته، وترك الفرصة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية أن تتابع أعمالها لتخفيف المجازر والضرر الذي لحق بمئات الآلاف من المهجرين قسريًا على الحدود السودانية الإثيوبية مع دخول فصل الشتاء، كذلك إبعاد الإريتريين وهم العدو اللدود لشعب التيجراي عن التدخل في شئونهم.

 

نزوح أكثر من مليوني شخص.. والحكومة الفيدرالية تدفع الآلاف نحو المجاعة

 

من جهتها عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد تجاه ما يحدث على الأراضي الإثيوبية، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي الإثيوبي، خاصة أن الحرب تسببت في نزوح أكثر من مليوني شخص، وأوقعت آلاف القتلى ودفعت بآلاف الأسر نحو المجاعة.

أيًا كانت نتائج العمليات العسكرية فالفصل الأخير من الحرب الأهلية لم يكتب بعد، نظرًا للاعتبارات والاتجاهات الجيوسياسية التي تناور بها بعض القوى الإقليمية أو الدول في المنطقة.


 وإن كان لحزب الرخاء الذي يتزعمه آبي أحمد دور ظاهر في إدارة الحرب الأهلية، بيد أن مؤيديه تناسوا المصلحة العامة وراهنوا فقط على الدعم الوقتي والخارجي لتلميع رئيس الوزراء من المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبها بحق معارضيه وكسب شعبية «زائفة» ولكنها مخضبة بالدماء من أبناء شعبه. وفيما يخص السد الإثيوبي وتأثيره على دولتي المصب، فإن الخارجية الإثيوبية أعلنت على لسان المتحدث الرسمي السفير دينا مفتي، منذ أيام أن بلادهم تواصل عمليات البناء والتشييد على مدار الساعة ودون انقطاع، زاعمًا قدرة بلاده على تشغيل التوربينات خلف السد ومن ثم توليد الكهرباء في وقت قريب. فيما انتقد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية، سياسة إثيوبيا واستحواذها على نصيب الأسد، موضحًا أن مصر ليس لديها مياه خضراء أو زرقاء، كما أن تساقط الأمطار على أديس أبابا تزيد عن 900 مليار متر مكعب سنويًا، بخلاف ما تمتلكه من مياه جوفية متجددة وعلى بعد من 20 إلى 30 مترًا، سد تيكزي والبحيرات، مشددًا على أن القاهرة أبدت مرونة في التفاوض شريطة مراعاة حالات الجفاف المختلفة في ظل اعتماد مصر الرئيسي على نهر النيل، لافتًا إلى أن الاحتياجات السنوية تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنويًا مقابل ما يصل من النهر 55.5 بنسبة عجز تصل إلى 54 مليار متر مكعب.


الفتح الورقي العدد 514