انحلال أخلاقي بغيض.. العلماء والدعاة يستنكرون حملات دعم الشواذ

  • 58
العلماء والدعاة يستنكرون حملات دعم الشواذ

تنظر الشرائع السماوية عامة، و "الشريعة الإسلامية" على وجه الخصوص التي تعتمد على أسس قرآنية وأحاديث نبوية إلى أن الشذوذ الجنسي خروج عن المألوف وفطرة الإنسان التي فُطر الناس عليها، حيث يصنف علماء الدين هذا الفعل المُشين خطيئة وجريمة عظيمة يجب أن يعاقب فاعلها، وذكر القرآن الكريم قصة "قوم لوط" الذين نزل بهم أشد البلاء من الله -عز وجل- في سبع آيات.

 

ترفضه الشرائع السماوية

وأكد العلماء والدعاة أن الشذوذ الجنسي مُحرم تحريمًا قطعيًا؛ لما يترتب عليه من المفاسد الكبيرة والعظيمة، فكل الأديان والشرائع السماوية ترفض مسألة المثلية الجنسية باعتبارها خروجًا عن العادات والقيم الدينية الراسخة.

وفي بيان شديد اللهجة، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى من المواد الإعلاميَّة التي تستهدف تطبيع الشذوذ الجنسي، مؤكدًا أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وإمعَانٌ في الماديِّةِ وتقديسِ الأهواء.

 

الأزهر: ليس بزواج وهو حرام شرعًا.. و "لعن الله الشواذ"

 

حملات عالمية مُمنهجة

وجاء في بيان الأزهر للفتوى، الذي نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، أنه في ظل حملاتٍ مُمنهجَة لقُوى ومُنظمات عالميَّة بما تَمْلكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحيَّة وغنائيَّة، ومنصَّات إلكترونيَّة، وتوظيف لشخصيَّات شَهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.

ويُعرب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونيَّة عن استنكاره الشَّديد لتلك الحملات غير الإنسانية، والمُخطَّطات الشيطانيَّة، وما تهدف إليه من هدم منظومة القيم الخلقية والاجتماعية لمؤسسة الأسرة، ومَسْخ هُوِيَّة أفرادِها، والعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها.

ويؤكد المركز رفضه القاطع لكل محاولات ترويج الشذوذ الجنسي وما يسمى بـ "زواج المثليين"؛ سيَّما في العالم الإسلامي، كما يُعلن رفضه القاطع تسمية هذا الشذوذ زواجًا؛ فالزواج لا يكون إلا بين ذكر وأنثى وفق ضوابط مُحدَّدة.

 

فاحشة مُنكرة

كما يؤكد أن الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرةٌ، مخالِفةٌ للفطرة الإنسانية، وهادِمة للقيم الأخلاقية، وسلوكٌ عدواني، يعتدي به فاعلُه على حقِّ الإنسانيَّة في حفظ جِنسِها البشري، وميولها الطبيعية بين نوعيها، وعلى حقِّ النشء في التربية السَّوية بين آباء وأمهات.

ثم إنه سقوط في وحل الشهوات الهابطة التي حرَّمتها وحذَّرت من ممارستها الشرائعُ الإلهية، والأعرافُ المستقيمة، والفطرةُ الإنسانية السَّوية؛ لما يؤدي إليه هذا السلوك الهمجي اللاإنساني من سَحْقٍ لكلِّ معاني الفضيلة والكرامة، واستجابة لغرائزَ وشهوات دون قيدٍ، أو ضابط، أو وازعٍ من ضمير.

 

ويشير الأزهر إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف.


نائب وزير الأوقاف الأسبق: الغرب يعاني منها.. ويريد تصديرها للعالم الإسلامي


في هذا الصدد، أكد الدكتور شوقي عبد اللطيف، نائب وزير الأوقاف الأسبق، أن الإنسان لديه الفطرة التي يميل بها إلى الجنس الآخر التي أودعها الله له منذ بدء الخليقة، كما تم بين آدم وحواء.

وأضاف عبد اللطيف في تصريح لـ "الفتح": أن الأنبياء والرسل كانت لهم أزواج وذرية إلا القليل، لقوله سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾؛ لذا فقد جاء الإسلام ليؤكد هذه الفطرة النقية.

وتابع: "كما بيّن -سبحانه وتعالى- أن الخارج عن هذه الفطرة شاذ، مستشهدًا بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، مما يؤكد أنها لا بد أن تتم وفق نظامًا إلهيًا معينًا وهو الزواج الشرعي بين النساء والرجال وليس الرجال مع الرجال كما يفعل الغرب".

واستطرد: كما قال النبي: "الزواج سُنتي فمن رغب عن سُنتي فليس مني"، وقول المولى سبحانه: {وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ}، لافتًا إلى أن الرجل ينبغي أن يوظف شهوته نحو الأنثى؛ لقوله: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ}، فالإسلام وضع أسسًا ونظمًا لتنظيم هذه الفطرة في خلقه.

وأردف: أن كل هذه الآيات والبراهين تدل على أنه لا يجوز أن يأتي الرجل غير المرأة؛ ومن هنا أوجب حقوقًا وواجبات في علاقة الرجل والمرأة، حيث فضل الرجال على النساء لقوله: {ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۢ}؛ مما يؤكد أن الرجل له خصال معينة، في حين أن المرأة لها أمور وخصال أخرى.

محاولة ضرب الاستقرار الإسلامي

وأشار نائب وزير الأوقاف الأسبق إلى انحياز الغرب لهذه القضية التي تخالف كل الشرائع؛ بسبب أنه يعاني من مثل هذه الفِعلة الفظيعة التي أضرت بمجتمعاته، فهو يعاني جراء هذا الفعل المشين الذي تأباه الشرائع والذوق العام؛ وبالتالي يريد أن يصدره إلى الدول الإسلامية التي بها القيم والأخلاق الحميدة ليفسدها مثلما حدث لديه.

واختتم شوقي عبد اللطيف حديثه بالقول: كما أن المجتمع الغربي يرفض الاستقرار الذي يراه عند الأسر والأفراد الإسلامية، إضافة إلى أن غير الأسوياء دينيًا ونفسيًا في مجتمعاتنا يُغذون مثل هذه الأفكار المحرمة شرعًا، ولكن مع وجود حكومات عربية رشيدة وعلماء الدين والأزهر فلن يحدث إن شاء الله مثل هذه الفواحش البغيضة والمنكرة.


"النور": تبًا وسحقًا لحضارة هذه أخلاقها وقيمها


من جهته، قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن دعم الإعلام الغربي والمؤسسات الغربية لترويج الدوري الإنجليزي للشذوذ الجنسي، لهو موقف كاشف للأزمة الأخلاقية والانحراف السلوكي الذي تعاني منه الحضارة الغربية، والذي تحاول تصديره وفرضه على المجتمعات الأخرى خاصة العالم الإسلامي تحت مسمى الحرية.

وتابع مخيون: "فتبًا وسحقًا لحضارة هذه أخلاقها وقيمها، التي لا تصادم ما جاءت به كل الشرائع السماوية فقط بل والفطرة الإنسانية السوية أيضًا، مشيرًا إلى أنه يجب أن نكون يقظين ومنتبهين لما يراد بنا، وأن نحصن أبناءنا ومجتمعنا من هذا العفن، ولا يكون ذلك إلا بالتربية على معاني الإيمان والعفة والطهارة والاعتصام بالوحي المُنزل من عند الله، والاعتزاز بالإسلام الذي يحفظ على الإنسان كرامته وإنسانيته ويعصمه من التردي في خبال الرذيلة وأوحال الخطيئة والشهوات الحيوانية الدنيئة.

واختتم رئيس حزب النور تصريحاته قائلًا: وصدق ربنا إذ يقول: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، رحم الله كل من وقف في وجه هذا الباطل ولو بكلمة.

الفتح الورقي العدد 514

  • كلمات دليلية
  • حملات الشذوذ