عاجل

«صفر نتائج».. الجولة السابعة من مفاوضات النووي الإيراني بفيينا لم تقدم شيء

تقرير – محمد عبادي

  • 35
مفاوضات النووي الإيراني

رغم الزخم الذي سبق الجولة السابعة من المفاوضات بين إيران ودول (4+1) في فيينا، إلّا أن المفاوضات لم تحقق أي تقدم يذكر، تضع إيران بنود الاتفاق النووي في عام 2015 نصب أعينها، وترفض مغادرته لمناقشة أي ملف، ومع ذلك تضع آليات جديدة لتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو أمر يزعج المجتمع الدولي.  وأكدت الخارجية الأمريكية أن الإدارة الإيرانية الجديدة لم تأتِ إلى فيينا بمقترحات بناءة، وأن مقاربة إيران هذا الأسبوع لم تحاول حل القضايا المتبقية، مشيرة إلى أن الأمل معقود على التوصل لمقاربة دبلوماسية، كخيار أفضل لكنه لن يبقى متاحًا للأبد. وقال دبلوماسيون من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إن طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل ويونيو منددين بـخطوة إلى الوراء. من جهته، أعلن علي باقري، كبير المفاوضين الإيرانيين، أنه قدم اقتراحين أحدهما حول رفع العقوبات والآخر يتعلق بالأنشطة النووية، في حين وصف حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني عملية التفاوض بأنها جيدة لكنها عمومًا بطيئة، متوقعًا التوصل إلى اتفاق جيد، لكن ذلك يستدعي تغييرًا في مقاربة بعض الأطراف الذين عليهم التخلي عن تصريحاتهم ذات الطابع التهديدي واختيار وثائق تركز على التعاون. وتعود الوفود إلى عواصمها وستستأنف المفاوضات في منتصف الأسبوع المقبل لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلافات يمكن التغلب عليها أم لا، وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون أنه ليس من الواضح كيف سيكون ممكنًا سد هذه الفجوة في إطار زمني واقعي على أساس المشروع الإيراني.


ملفات محددة

قال طاهر أبو نضال الأحوازي، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن إيران ذهبت إلى هذه المفاوضات بأطروحة واضحة وهي رفع العقوبات عن اقتصادها مقابل العودة عن الانتهاكات الخاصة ببرنامجها النووي، والعودة إلى بنود الاتفاق الموقع في عام 2005، دون الالفتات لأي مناقشات أخرى كالبرنامج الصاروخي أو دعم الوكلاء أو حتى الحالة الحقوقية في الداخل الإيراني.

 

طهران تتمسك ببنود اتفاق عام 2015 وتطالب برفع العقوبات

 

ولفت أبو نضال إلى أن العودة صفر اليدين من هذه الجولة السابعة كانت متوقعة، خاصة مع وجود معارضة جمهورية قوية للرئيس الأمريكي جوزيف بايدن فيما يتعلق بأي تسهيلات يمكن منحها لإيران، وسط تقدمها في تخصيب اليورانيوم، وتهديد العالم بامتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أنّه يمكن الأخذ في الاعتبار أن كبير المفاوضين الإيرانيين باقر كني كان من الرافضين للاتفاق النووي القديم، متسائلًا: فهل هذا شخص من الممكن أن يقدم تنازلات في أي ملفات جديدة لم تشملها مفاوضات 2015؟ وشدد المحلل السياسي الأحوازي على أنّ إيران -بالتزامن مع عقد جولات المفاوضات- تستمر في انتهاك الاتفاق النووي،وتزيد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، التي وصلت إلى نسبة 60% وهذا الأمر المعلن، وما خفي كان أعظم، مؤكدًا أنّ هذا النهج قد يؤدي إلى موجة تصعيد كبيرة في المنطقة في نهاية الأمر، متوقعًا استغلال إيران للمفاوضات واستمرارها في تخصيب اليورانيوم.


تجاهل داخلي

من جهته، قال محمد عليّ، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إنّ إيران على المستوى الداخلي لا تنشغل بالمفاوضات، رغم أوضاعها الاقتصادية الصعبة، أو حتى رغم الأزمات التي تلاحقها على أكثر من صعيد، وآخرها أزمة المياه والعطش التي تضرب محافظات إيرانية، ودفعت الجماهير إلى الخروج في مظاهرات حملت مطالب سياسية كالهتافات ضد المرشد الإيراني عليّ خامنئي.  ولفت «عليّ» إلى أن إيران تملك خيارات عدة لخلط الأوراق، على رأسها تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم، وتهديد العالم بامتلاك قنبلة نووية، والأمر الثاني هو إعطاء الضوء الأخضر لميليشياتها لتهديد السلم والأمن في المنطقة، عبر استهداف الممرات المائية أو مقرات الشركات الاقتصادية والنفطيّة، مشيرًا إلى أن إيران تستثمر في الميليشيات ليوم كهذا، تأمر فيطيع الجميع، من «حزب الله» في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، أو ميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق المتهمة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء في العراق لمجرد خسارتها في الانتخابات البرلمانية.


تساهل دولي

أما أحمد العناني، الباحث في العلاقات الدولية، فيرى أن التساهل الأمريكي والغربي في التعامل مع السلوك الإيراني العدائي هو السبب في حالة التعالي الإيراني في التعامل مع ملفات المفاوضات، مشيرًا إلى أنّ طهران لا تنوي تقديم تنازلات في الملفات التي تمثل معضلة أمام تقدم المفاوضات، مثل البرنامج الصاروخي الإيراني المرعب، أو دعم الميليشيات والإرهاب في دول المنطقة.  وأشار العناني إلى أنّ هناك أمرًا مهمًا جدًا دافعًا لسير أو تعثر هذه المفاوضات، وهو الأموال الإيرانية المجمدة، التي طالبت إيران بالإفراج عنها أكثر من مرة قبل المفاوضات، والأمر الثاني هو ضمانات أمريكية حتى لا يتكرر انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.


وطالب الباحث في العلاقات الدولية من الدول العربية ضرورة بلورة موقف موحد من هذه المفاوضات، وفرض الشروط العربية وخاصة الخليجية على أي طاولة مفاوضات؛ لأن الخطر الإيراني يهدد دول الجوار ومصالحها في البداية، وهي النقطة الأهم في المفاوضات، خاصة مع اقتراب إيران من حيازة سلاح نووي وسط تسريع تخصيب اليورانيوم في المفاعلات النووية الإيرانية.

 الفتح الورقي العدد 514