• الرئيسية
  • الأخبار
  • تقرير- ضباب سياسي يُخيم على الأوضاع الليبية.. المليشيات والجماعات المسلحة ترفع راية "لا للتصويت"

تقرير- ضباب سياسي يُخيم على الأوضاع الليبية.. المليشيات والجماعات المسلحة ترفع راية "لا للتصويت"

تأجيل الانتخابات الليبية يدع أريكة القذافي خاوية

  • 996
أرشيفية

ضباب سياسي يُخيم على الأوضاع الليبية.. وصراع المصالح يتغلب على آمال الاستقرار

المليشيات والجماعات المسلحة ترفع راية "لا للتصويت"

تأجيل الانتخابات الليبية يدع أريكة القذافي خاوية


كتب- عمرو حسن 

تعيش ليبيا عملية مخاض سياسي طال أمدها، ما بين إجهاضٍ تسعى إليه الميليشيات المسلحة وقوى خارجية وقبائل جهوية مستفيدة من تأزم الأوضاع، وعبورٍ نحو الاستقرار والهدوء يأمله الليبيون؛ رحل معمر القذافي تاركًا ميراثًا ممزقاً لم يقوِ على لملمته السياسيون بعد، وتضعه أعين الذئاب نصب أعينها، أملًا في أن تلتهمه في مضغة واحدة.

مجتمع محليٌ منقسم بين شعب مستضعف ليس بيده أي خيارات وميليشيات مسلحة تسعى لمزيد من الفوضى، نادى الجميع بالانتخابات، إلا أن قوى الظلام كان لها رأيٌ آخر، مشهدٌ عبثي متغير بين ليلة وضحاها، فغدًا يوم الانتخابات المزعوم، فهل تمتلئ صناديق الاقتراع أم يخسر الليبيون المعركة؟

سنوات من الفوضى والنزاعات وشوارع وميادين مدججة بالسلاح، وشخصيات بارزة تمني النفس بالجلوس على أريكة القذافي الرئاسية، ورغم كثرة الأزمات والعقبات، كان عقد الانتخابات في موعدها الأمر الأقرب للتحقيق، إلا أن أصحاب السيارات المصفحة، وصناديق الرصاص اجتمعوا حول المؤسسات والهيئات العامة والخاصة، وانتشروا كالجراد في المدن الليبية، ما دعا إلى تأجيل الانتخابات في غالب الأمر، وتوعدت الميليشيات الليبيين وخاصة في العاصمة طرابلس، بتأجيل الانتخابات وغلق المؤسسات، وحاصرت مقر رئاسة الوزراء بالعاصمة طرابلس.

وهو ما أكده الهادي الصغير رئيس مفوضية الانتخابات بمجلس النواب الليبي، حيث شدد على أن مجلس النواب قرر عقد جلسة في 27 ديسمبر الجاري برئاسة عقيلة صالح، وستخصص لاختيار حكومة جديدة لتسيير الأعمال، بدلا من الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

ووفق اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، فإن بعض القوى والشخصيات الليبية تُفضل مصالحها الشخصية على المصلحة الليبية، وأن الشعب الليبي هو من يعاني بسبب الأزمات والخلافات

ما دفع مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة؛ لبحث آخر المستجدات في ليبيا، بعد زيادة الشكوك في إمكانية إقامة الانتخابات والتسليم بتأجيلها، وحذرت واشنطن وإيطاليا من الوضع الحالي في ليبيا، وعقدت فرنسا وروسيا لقاء مشتركًا حول الأزمة، كما ناقش الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، آخر التطورات على الساحة الليبية، خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، في القاهرة.

وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التطورات الليبية تعكس صعوبة إجراء الانتخابات، مضيفًا أنه من غير المتوقع أن تسير الانتخابات في ظل التيارات المتصارعة في ليبيا، مشيرًا إلى تنوع الرؤى، وكثرة وانتشار الميليشيات المسلحة في طرابلس والغرب الليبي، وكذلك القبائل والجماعات الفئوية في جنوب ليبيا، والتي تؤيد نظام القذافي ممثلًا في ولده سيف الإسلام.

وأكد مساعد وزير الخارجية في تصريح خاص لـ "الفتح"، أن تدخل البرلمان الليبي لمحاولة إيجاد حلول والخروج من الموقف أمر محمود، واحتواء لازم لما وصلت إليه الأوضاع في طرابلس، لافتًا إلى أنه يمثل حلًا عمليًا ومناسبًا لإدارة الأمور في الفراغ الدستوري وفراغ السلطات ويساعد على العودة لمسار إجراء الانتخابات مرة أخرى، مشترطًا أن يتم تحرك البرلمان بشكل إيجابي من كل الأطراف، محذرًا من أن يكون علاجًل مؤقتًا.

وشدد القويسني على أن قرار البرلمان نحو تعيين حكومة جديدة لحين المضي في الانتخابات سيكون خيارًا موفقًا إلى حد كبير لو استطاعت النخبة الليبية المضي لنهايته إذا بقيت سلطة البرلمان، واستطاعت القضاء على الأزمات الليبية ولعل أبرزها انتشار السلاح والمرتزقة في الأراضي الليبية.

وقال السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه لابد من توحيد الرؤى والاستراتيجيات للخروج من الأزمة الليبية الراهنة، وأن يكون هناك موقف مشترك لعلاج الأزمات، وحذر من دور الميليشيات السلبي الذي أثَّر على إجراء الانتخابات الليبية في موعدها، مشددًا على أن كثيرًا من المعارضين والجماعات يريدون تعطيل الانتخابات.

2.5 مليون ناخب ليبي، كانوا ينتظرون الانتخابات، لعبور مرحلة اللا دولة، وبلوغ الاستقرار، وبدء مرحلة البناء والأمان، بعد 10 سنوات من العنف والانتهاكات بحق الليبيين، منذ الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي عام 2011، واليوم يعود الليبيون لنقطة الصفر، فماذا سيحدث على الصعيد السياسي، وكيف ستخرج ليبيا من تلك المعضلة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.