أنا وابنتي أصدقاء

ٱمال عبدالله

  • 81

أحببتها منذ عَلمت أن مولودتي فتاة جميلة، فقد كانت أمنيتي أن يرزقني الله بفتاة جميلة، تكون أول حملي، وقد مَنَّ اللهُ عليّ، وحقق لي حلمي، حتى أصبحت بالنسبة لي أجمل طفلة، كنت دائمًا ألعب معها، وأحتضنها، وأقبلها على وجنتيها، وأردد معها الأناشيد، ونقرأ سويًا فاتحة الكتاب، وبعض قصار الصور.

كنتُ دائمًا أتلطف معها في الحديث، وعند النوم أجلس بجانبها أقرأ لها القصص الهادفة، وبعضًا من السيرة النبوية، كانت تكبر ويكبر معها حلمي الذي كنت أتمناه، فقد دعوت الله أن يرزقني بفتاة أرعاها وأعلمها وأربيها لله -عز وجل-.

كلما كبرت سنة كلما اقتربت منها أكثر، كنت أشتري لها ملابس أنيقة، وأهتم بنظافتها وتمشيط شعرها، وأعلمها أن النظافة من الإيمان، وحينما أتمت ٦ سنوات، جلستُ معها أتحدث عن ثياب الفتاة المسلمة، وعن حيائها.

وتحدثنا عن الحجاب أنه فرض، أمرنا الله به، فقالت لي: يا أمي أنا جميلة وشعري طويل وجميل، لماذا أرتدي الحجاب الآن، ألست صغيرة السن أنا؟، قلت لها: يا ابنتي، الحجاب فرض أمرنا الله به نحن نساء المسلمين، وحينما يأمرنا الله نقول سمعنا وأطعنا، والحجاب يا ابنتي إن كان في الصغر فهو تعود على أن نلتزم به حينما نكبر، ونرتديه امتثالًا لأمر الله -عز وجل-، فيصير عبادة وليس عادة.

فلبت النداء، وقالت: يا أمي أنا أحب الله -عز وجل-، وسوف أرتدي الحجاب لأنه أمر الله وتشبه بأمهات ونساء المسلمين.

وحينما كبرت وأتمت العاشرة من عمرها، فقلت لها: يا ابنتي الحجاب فرض وليس مقتصرًا على الحجاب فقط، وإنما هو أن تكون ملابسنا فضفاضة ليست ذات ألوان زاهية متعددة، فتصبح زينة تلفت الأنظار إليها، فما أجمل الستر يا ابنتي!

نظرت إلي وقالت: أمي الحبيبة، أشكرك من أعماق قلبي، وأشكر الله -عز وجل- أن جعلني ابنتك، فلقد قدمتِ إليّ النصيحة منذ الصغر، حتى صار الحجاب وحب الستر جزءًا مني لإرضاء ربي ولأن الجنة غالية سأسعى دائما إلى أن أكون مثلك، أدعو أصدقائي إلى حب الحجاب؛ لأنه أمر الله، وأتمنى من الله -عز وجل- أن أتشبه بأمهات المؤمنين.

منذ تلك اللحظة أصبحت أنا وابنتي أصدقاء لا تخفي عني شيئًا، وإن أخطأت يومًا أراجعها بحب وود، وأقف بجانبها كي تستمر وتسلك الطريق الصحيح.

نصيحه لكل أم: صاحبي ابنتك، وإن أخطأت يومًا وضلت الطريق ثقي أنها ستعود لأن نبتتها طيبة، مهما أخطأت احتويها بين ذراعيك، فأنت الأمان لها بعد الله -عز وجل-.

ونسأل الله أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين ويرزقهن الحياء والعفاف وأن يكن قدوة صالحة تنفع الإسلام والمسلمين.