استشارة نفسية.. كيف تواجهين الشعور بالقلق من أخبار الموت؟

فاطمة أحمد صابر

  • 63

"كثرت أخبار الموت، الكبير والصغير والمريض والصحيح، أشعر بحزن وقلق داخلي، أجد شيئًا داخلي لا أستطيع وصفه، ماذا أفعل وكيف أخرج من تلك الحالة؟".

غاليتي: أقدر شعورك بالحزن لأجل ما تشعرين به من فقد، حتى وإن لم يكن بشكل قريب، بعض الناس يأتيهم ما يشبه الصدمة من جراء كون الوفيات التي كانت أمرًا متوقعًا من الكبار أو المرضى وعلى فترات كبيرة صار أمرًا يوميًا، لا يفرق هذا، يحتاج منك إلى تقبل مرورك بمشاعر مختلطة، وبعض التيه بينها كالحزن والاستياء أحيانا والخوف إذا استطعتِ تحديد مشاعرك، وفهم رسالتها سيساعدك على الوصول للقبول وفهم أكبر للحياة، لكن يظل الحزن يخبرنا عن الفقد في حياتنا، ما عليكِ سوى أن تتركي الحزن يأخذ وقته وسيرحل هو فقط يساعدك على تقبل الحدث.

أما الخوف من الفقد مع تكرار الوفيات بشكل يومي فيحتاج أن تُطمئني نفسك أن الملك لله -عز وجل- الرحمن الحكيم اللطيف الخبير، وأنه ليس بيدك شيء أمام قدر الله، اللهم إلا بذل الأسباب الصحية والاحترازية المعروفة.

كذلك يُطمئنك كمسلمة أن أمر الله كله خير، وأنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها؛ فإن قدّر -سبحانه وتعالى- على أحد أمرًا فإن ذلك خيرًا له في الحال أو في المآل أو كليهما، فينبت الرضا في قلبك خطوة خطوة.

وكلما ورد عليكِ القلق مرة أخرى تثبتيه بالمعاني حتى يستقر في قلبك، وذلك يحتاج لصبر وجهد ومثابرة، لكنه يثمر حسن عاقبة الدنيا والآخرة.

أخيرًا إذا زاد القلق وتحول لنوبات هلع لدى سماع أخبار الوفيات فيحسن أن تراجعي الطبيب، فالدواء سيساعدكِ مع استمرارك على المهارات العملية

اللهم ارزقنا الطمأنينة بك وبذكرك وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.