خامنئي: التفاوض لا يعني الاستسلام.. وباقري: بدء العد التنازي للاتفاق

  • 36

الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا

خامنئي: التفاوض لا يعني الاستسلام.. وباقري: بدء العد التنازي للاتفاق

الضغط الاقتصادي الإيراني والانشغال الأمريكي بالتصعيد في أوكرانيا وتايوان يُعجّل بالاتفاق 

انتقادات حادة للدور الروسي في المفاوضات.. تعمل لصالح واشنطن على حساب إيران

الخطط البديلة كارثية وتعني الذهاب إلى الاشتباك العسكري

باحث في الشأن الإيراني: أمريكا وإيران لديهما رغبة حقيقية في الوصول إلى اتفاق حتى لو بشكل مؤقت.. واشنطن مُثقلة بكاهل الانسحاب المذل من أفغانستان


المفاوضات أمل إيران في رفع العقوبات والإفراج عن أموالها المجمدة.. وواشنطن ترمي لتجميد طهران برنامجها النووي.. والاستعدادات للسيناريو الأصعب جاهزة


تقرير- محمد عبادي

أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، بدء العد التنازلي للتوصل لاتفاق نهائي بين إيران والقوى الدولية الكبرى بشأن الاتفاق النووي وذلك خلال المفاوضات التي تستضيفها فيينا، مشيرًا إلى أن الخلافات في مفاوضات رفع العقوبات (فيينا) آخذة في التراجع، وأن معظم المشاركين في المفاوضات يؤكدون بحذر التطور الحاصل في المفاوضات.

وتركز طهران خلال المحادثات على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.

وفي ذات السياق، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: "إن التفاوض في فترة ما لا يعني الاستسلام للعدو"، ويأتي خطابه بينما تتحدث إيران عن تقدم في مفاوضات فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي.

ولم يتطرق خامنئي في خطابه بشكل مباشر إلى مباحثات فيينا، إلا أنها المرة الأولى التي يقارب فيها مسألة التفاوض بشكل عام منذ استئناف مباحثات إحياء الاتفاق النووي في فيينا أواخر نوفمبر.

وتخوض إيران في الوقت الراهن مباحثات في فيينا، تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في هذه المباحثات.

وخلال الأيام الماضية، عكست تصريحات المعنيين بالمفاوضات، سواء أكان من الجانب الإيراني أو الروس والصينين، تحقيق بعض التقدم في المباحثات، بينما تحدث الغربيون بقليل من التحفظ عن التقدم.


استدعاء التاريخ

يشير محمد علي الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن الاستدعاء التاريخي لمواقف السلام أو المقاومة، أمر اعتادت عليه القيادة الإيرانية، لافتًا أن المرشد الإيراني في محاولة لتبرير المفاوضات مع أمريكا التي يصفها دائمًا بالشيطان الأكبر، يستدعي موقف الإمام الحسن -رضي الله عنه- في الصلح التاريخي. 

وشدد الباحث في الشأن الإيراني، أنّ أمريكا وإيران لديهما رغبة حقيقية في الوصول إلى اتفاق حتى لو بشكل مؤقت، يرفع عن كاهلهما الحرج، مؤكدًا أن الاقتصاد الإيراني يعاني حالة من التردي، سيحتاج معها إلى الإفراج عن الأموال المجمدة، أما واشنطن فمُثقلة بكاهل الانسحاب المذل من أفغانستان، وبالصدامات المتوقعة مع روسيا والصين، في أوكرانيا وتايوان.

وتابع عليّ أن الاتفاق سيوفر لكلا الطرفين فرصة لالتقاط الأنفاس، وترحيل القضايا العالقة والشائكة التي تؤرق حلفاء واشطن في الإقليم، مثل الطائرات المسيرة والبرنامج الصاروخي، فضلا عن دعم الميليشيات التي تنفذ عمليات إرهابية وتشكّل خلايا تجسس للإضرار بمصالح الدول العربية.


خطط بديلة

رغم التصريحات الرامية إلى انفراجة في المفاوضات، إلّا أن سيناريو فشل المفاوضات لا يزال قائمًا، وهو ما يستدفع إلى مزيد من التعقيد، والخيارات الصعبة، التي يتحاشاها الجميع منذ انطلاق المفاوضات.

تأمل إيران في رفع العقوبات عنها، والإفراج عن أموالها المجمدة، فيما ترمي واشنطن إلى تجميد طهران لبرنامجها النووي، والتراجع عن الانتهاكات السابقة المقررة في بنود اتفاق عام 2015. ومع ذلك فإن الاستعدادات للسيناريو الأصعب جاهزة. 

من جهته يؤكد طاهر أبو نضال الأحوازي، المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، أنّ هناك خططًا بديلة لدى واشنطن وذراعها الطولى في المنطقة إسرائيل، لافتًا أن من بين هذه الخيارات توجيه ضربات انتقائية للبنى التحتية للبرنامج النووي الإيراني، وتنفيذ عمليات اغتيال نوعيّة، من نوعية اغتيال أبي القنبلة النووية الإيرانىة، محسن فخري زادة. هذا فضلا عن الهجمات السيبرانية التي تمثل مجالًا حيويًا للاشتباك بين الطرفين.

وتابع أبو نضال أن إيران ستضغط بأدواتها خاصة تحريك الميليشيات لاستهداف المصالح الأمريكية، وإيران لديها فائض من الميليشيات في سوريا والعراق واليمن، مشيرًا إلى تهديد الملاحة البحرية والممرات المائية عبر دعم التمرد الحوثي بالطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية.


ضغط روسي

انتقد موقع نور نيوز المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني المبعوث الروسي إلى مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، الذي صرح أن روسيا والصين أجبرتا طهران على التخلي عن مطالبها المتطرفة، والبدء بالمحادثات على أساس المسودة التي تم التوصل إليها في عهد حكومة حسن روحاني.

وأشار موقع نور نيوز إلى أنّ روسيا تسعى لتحقيق مصالحها في مفاوضات فيينا، لذلك لا يمكن اعتمادها على مصالح البلاد، لان أولويتها ومصالحها أهم من مصالح إيران بالنسبة لها. وحذر الموقع أن في حال استمرت الوساطة الروسية الصينية ما بين طهران وواشنطن في فيينا سيتم عقد صفقة أولويتها تأمين مصالح بكين وموسكو على حساب مصالح إيران.

كما شن القيادي المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني حسين علائي هجومًا على  الرئيس إبراهيم رئيسي الذي ينوي زيارة موسكو لتوقيع اتفاقية استراتيجية لعشرين عامًا ما بين البلدين، ويذكّره بقائمة من المواقف الروسية السلبية تجاه طهران، منها تمرير قرارات ضد إيران في فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، واستخدام النظام الإيراني كورقة رابحة في حلحلة مشاكلها مع واشنطن.

كما حمّل حشمت الله فلاحت بيشة المندوب السابق في البرلمان الإيراني حكومة إبراهيم رئيسي مجلس الأمن القومي الإيراني مسؤولية ضعف فريق المفاوض الإيراني في فيينا، واتهم أوروبا بلعب دور الشرطي السيئ، ووصف دور فرنسا بالمدافع عن مواقف إسرائيل والدول العربية في المفاوضات النووية.

من جهته قال حسن راضي، المحلل السياسي الأحوازي، إن تلك الأصوات التي بدأت تعالى في إيران دليل على التنازلات التي قدمتها طهران في فيينا من جهة، واستخدام موسكو ورقة مفاوضات فيينا لصالحها من أجل تسوية مشاكلها مع واشنطن على حساب مصالح إيران من جهة أخرى.

وتابع راضي أنه وفقا للأصوات المعارضة لمفاوضات فيينا النووية التي تحقق مصالح روسيا، فسيكون بانتظار خامنئي كأس روسي ليتجرعه هذه المرة، وسيكون أمام خامنئي خياران لا ثالث لهما أما تجرع ذلك الكأس الذي يعده ميخائيل أوليانوف في فيينا، أو مواجهة الخيار العسكري الذي بدأ يلوح بالأفق في حال فشلت مفاوضات فيينا، بعد أن أصبح عامل الوقت يطارد الجميع ويضعهم في سقف زمني قصير بعد غياب ذلك العامل سنوات عديدة.