ما هي تقنية الـ5G.. ولماذا تخشاها شركات الطيران الأمريكية؟

  • 579
أرشيفية

التكنولوجيا باتت تسيطر على عالم اليوم، والهواتف والحواسيب المحمولة والإنترنت أصبحوا أيقونة الوقت الحاضر والمستقبل، وبات شباب اليوم يستيقظ كل يوم ويبحث ما الجديد على حساباته الافتراضية داخل عالم التكنولوجيا، والتواصل الاجتماعي أضحى شيئًا لا غنى عنه، وبالتالي أصبحت سرعة عمل الهواتف من الأمور بالغة الأهمية، ولذا فإن شركات التكنولوجيا كل مجموعة من السنوات تطور من سرعة وتنفيذ الأوامر والاتصالات عبر أجهزة التكنولوجيا.

ما هي تقنية الـ5G  

يُقصد بتقنية 5G الجيل الخامس من التكنولوجيا الخلوية. وهي مصممة لزيادة السرعة وتقليل زمن الاستجابة وتحسين مرونة الخدمات اللاسلكية. تتمتع تقنية 5G بسرعة قصوى نظرية تبلغ 20 جيجا بايت في الثانية، بينما تبلغ السرعة القصوى لتقنية 4G 1 جيجا بايت في الثانية فقط، وتعد شركة 5G أيضًا بتقليل زمن الاستجابة، ويمكن أن يحسن ذلك أداء تطبيقات الأعمال والتجارب الرقمية الأخرى

الفرق بين 4G و 5G

سرعة قياسيّة في شبكات الجيل الخامس: تختلف الشبكات في كلّ جيل لناحية السرعة أوّلًا، حيث أن سرعة شبكات الجيل الرابع كانت تصل إلى 100 ميجابايت في الثانية، بصورة تتجاوز السابقة منها. وستكون شبكات الجيل الخامس أو 5G أكثر سرعة بالطبع، حيث يعد خبراء التكنولوجيا بأنها أسرع 100 مرّة، مقارنة بـ4G.

وقت الاستجابة: يشير إلى الوقت الذي يستغرقه نقل حزمة من المعلومات بين نقطة وأخرى؛ كلّما قلّ الوقت المذكور، كانت الشبكة أفضل؛ حسب خبراء التكنولوجيا، فإن معدّل توقيت الاستجابة في شبكة 4G يصل إلى 50 ميللي ثانية، أما في شبكات الـ5G فيحكى عن 1 ميللي ثانية في حدّ أقصى. لكن، كان أوضح الخبراء أن هناك مجموعة من التطبيقات التي تحتاج إلى وقت وصول أقل من العادي، مثل تلك التي تعتمد على تسجيل البيانات اعتمادًا على السحابة.

التغطية: من المميّزات التي تجعل 5G مختلفة عن 4G، مع أفضليّة للأخيرة، هي قوّة التغطية المكانيّة للشبكات؛ تُسيطر شبكات الجيل الرابع راهنًا على أغلب مدن العالم، الأمر الذي سيؤثّر سلبًا في سرعة انتشار الـ5G. في هذا الإطار، يرجّح خبراء أن الأمر قد يستغرق أكثر من عامين على الأقلّ، حتى تحقّق شبكات الجيل الخامس انتشارها في دول العالم. لذا، تعمل 5G في عدد قليل من الدول، راهنًا. مثلًا: تتوافر تقنيّة الـ5G في 100 مدينة بالولايات المتحدة الأميركيّة حصرًا، الأمر الذي يُغضب حاملي الهواتف التي تدعم 5G!

ويتوقّع الخبراء أن يكون نطاق شبكات 5G أكبر مقارنةً بنطاق 4G؛ يرجع ذلك إلى أن تقنية 5G ستتيح استخدام درجة عالية من الكفاءة من الطيف المتاح، بخلاف 4G التي تستخدم شريحةً ضيّقة من الطيف المُتاح. تتراوح الشريحة من 600 ميجاهرتز إلى 2.5 جيجاهرتز.

ستدخل تقنية 5G تحديثات عبر بنية الشبكة. وسيغطي معيار 5G New Radio، وهو المعيار العالمي الذي يوفر واجهة 5G لاسلكية هوائية أعلى قدرةً، أطيافًا لا تستخدم في شبكات 4G. وستضم الهوائيات الجديدة تقنية تُعرف باسم تقنية MIMO (الدخل المتعدد، الخرج المتعدد) الضخمة، والتي تمكّن العديد من أجهزة الإرسال والاستقبال من نقل مزيد من البيانات في الوقت نفسه. ولكن تقنية 5G لا تقتصر فقط على الطيف اللاسلكي الجديد. بل إنها مصممة لدعم شبكة متقاربة وغير متجانسة تنطوي على تقنيات مرخصة وغير مرخصة. وسيزيد ذلك النطاق الترددي المتاح للمستخدمين.

سيكون بنيان 5G عبارة عن واجهات محددة بالبرامج تُدار فيها وظيفة العمل بواسطة البرامج وليس الأجهزة، وستمكّن التطورات في الخدمات الافتراضية والتقنيات المستندة إلى السحابة الإلكترونية تكنولوجيا المعلومات والأعمال شبكة 5G من أن تصبح شبكة رشيقة ومرنة وتوفر إمكانية الوصول للمستخدمين في أي وقت ومن أي مكان.

ويمكن أن تنشئ شبكات 5G تركيبات شبكية فرعية محددة بالبرامج تُعرف باسم شرائح الشبكة. تمكّن شرائح الشبكة هذه مشرفي الشبكة من تحديد وظائف الشبكة استنادًا إلى المستخدمين والخدمات.

وتعزز تقنية 5G أيضًا التجارب الرقمية عبر التعلّم الآلي. وتستلزم تلبية متطلبات تسريع أزمنة الاستجابة كي تصبح ضمن نطاق أجزاء من الثانية (كما في السيارات ذات القيادة الذاتية) أن تدمج شبكات 5G مع التعلّم الآلي ومع التعلم العميق والذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف. وإن توفير حركة مرور البيانات والخدمات والإدارة الاستباقية لهما سيحدّ من تكلفة البنية التحتية وسيعزّز تجربة الاتصال.

تقنية 5G والطيران

 عشية بدء تشغيل شبكات الاتصال من الجيل الخامس 5G في بعض المطارات الأمريكية، حذرت بعض شركات الطيران من خطورة ذلك على الملاحة الجوية، ما أثار التساؤلات حول سبب هذا التحذير ودوافعه.

شبكة الـ5G هي الجيل الخامس من تكنولوجيا الهاتف المحمول، ومثل 4G قبلها هي تقنية تتصل بها الهواتف والأجهزة اللوحية للوصول إلى شبكة الهاتف والإنترنت عبر موجات الراديو.

ومن المقرر أن تنشر شركتا الاتصالات الأمريكية "فيرايزون" و"آي تي أند تي" شبكة الجيل الخامس في نطاق 3.7 إلى 3.98 جيجا هرتز على الطيف المعروف بالنطاق "سي"، في حين تعمل أجهزة قياس الارتفاع في نطاق 4.2 إلى 4.4 جيجا هرتز. 

وما يقلق شركات الطيران أن الترددات التي ستنتشر في نطاقها شبكة الجيل الخامس، قريبة من الترددات التي تعمل عليها أجهزة قياس الارتفاع التي تقيس المسافة التي تقطعها الطائرة فوق سطح الأرض، مما يسهل من عمليات الهبوط الآلي والمساعدة في رصد تيارات الرياح الخطرة. 

وقد أعربت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية (FAA) عن مخاوفها من أن شبكات 5G سوف تتداخل مع أجهزة تحديد الارتفاع (radar altimeter) المجهزة بها بعض الطائرات، وهو أمر ضروري للهبوط في حالة ضعف الرؤية وللطائرات الهليكوبتر التي تحلق على ارتفاع منخفض.

ومع ذلك، فقد سمحت لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC) بنشر هذه الشبكات، بما في ذلك قرب المطارات.

وحذر رؤساء شركات الطيران الأمريكية الكبرى في رسالة موجهة إلى وزير النقل بيت بوتيدجيج، ومسؤولين حكوميين من اضطرابات كارثية في قطاعي النقل والشحن في حال تشغيل شبكات الجيل الخامس دون وضع ضوابط لمحطات الإرسال الواقعة قرب المطارات.

وكانت إدارة الطيران الفدرالية قد أكدت الأحد الماضي أنها أعطت موافقتها على تشغيل بعض محطات الإرسال داخل مناطق سيتم نشر الجيل الخامس فيها، بحيث تم تأمين "ما يصل إلى 48 من المطارات الأكثر تأثرا بتداخل الترددات من أصل 88".

ونشرت اللجنة الفنية الراديوية للملاحة الجوية، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقريرا في عام 2020 خلص إلى أن خطر الـ5G "واسع النطاق، وله لتأثيرات واسعة النطاق على عمليات الطيران في الولايات المتحدة".