الإعلام الغربي وتضليل اليهود.. من يقود عقول العالم ويتحكم في مدارك البشر؟

هرتزل ومردوخ وديزني وبيكس.. يهود دمَّروا ثقافة الناس وعقائد المجتمعات

  • 566
أرشيفية

يخشى البشر الحروب والمعارك، ويرتعدون من الأسلحة وأصوات القذائف وطلقات الرصاص، ويظنون أن الذخيرة أسوأ ما قد يواجهون، إلا أن الكلمة أشد فتكًا من أعيرة البارود والنار، فالكلمة تقوم بها الحروب، وتُشَن بها المعارك، ولعل الأكثر تهديدًا من النزاعات المسلحة تأليب الشعوب والقوميات على بعضها البعض، وبث الضغينة والبغضاء بين المجتمعات، وتقديم أولويات على أخرى، وتسليط الأضواء على أهداف غير حقيقية، وبناء أحلام من السراب تسير ورائها الشعوب؛ فتنسى تاريخها ولا تعيش حاضرها وتُضَيِّع مستقبلها وتفرط في عقيدتها.

الإسلام وتوجهات اليهود

يختلف المؤرخون حول وقت أول إصدار صحف العالم، هل كان في نهايات القرن السابع عشر أم في بدايات القرن الثامن عشر؟ إلا أن تلك الفترة تعد بداية ظهور الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، حيث يعود تاريخ التلفزيون إلى عام 1884 على يد الألماني بول نيبكو، وفي هذا القرن التاسع عشر، بدأ اليهود بالتفكير في تكوين إعلام قوي ومنتشر يسود العالم ويوجهه نحو آراء واعتقادات ومفاهيم لا تناسب الأمتين الإسلامية والعربية، ولعل إبداع المسلمين على مدار قرون في مختلف نواحي الحياة وسيادة العالم منذ بزوع فجر الإسلام، هو ما أثار أحقاد اليهود، فسارعوا للبحث عن ألة تعينهم على قلب الحقائق وتزييف المفاهيم والعبث بتاريخ المسلمين المُشَرِّف، فوجدوا ضالتهم في الإعلام بكافة أنواعه.

الإعلام ودعم الصهيونية 

منذ نشأة الحركة الصهيونية وهي تسعى لتضليل الشعوب الإسلامية والعربية، للترويج فيما بعد للصهيونية ولدعوة اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، ولنشر الإدعاءات عبر إعلامهم أنها أراضيهم وبلادهم، ولهذا بدأ الصهاينة بتأسيس إعلامها الضخم، وقال هرتزل في افتتاحية العدد الأول من أسبوعية الحركة الصهيونية "دي وولت"، عام1897، "يجب على هذه الصحيفة أن تكون درعًا للشعب اليهودي، وسلاحًا ضد أعدائه". 

وهذه الفترة نشطت "إذاعة الاحتلال"، وأربع عشر صحيفة صهيونية منها أربع صحف ناطقة بالعربية، موجهة للفلسطينيين والغرب، ومنها "صحيفة هآرتس ويديعوت أحرونوت ومعاريف ودافار"، والصحف الناطقة بالعربية هي، "بريد السلام، وصحيفة السلام، واتحاد العمال، وحقيقة الأمر"، وكانت مهمة تلك الصحف الدعاية لهجرة اليهود إلى فلسطين، وزرع بذور الخوف في قلوب الفلسطينيين.

روبرت مردوخ وسيطرة اليهود

عام 1952، ورث الأمريكي الأسترالي "روبرت مردوخ" أكبر شركات الإعلام في العالم -نيوز ليميتد-، وهنا بدأت أخطر مراحل الإعلام الغربي في تضليل العالم الإسلامي والعربي، وتنفيذ سياسات اليهود، أسس حينها مردوخ شركة نيوز كوربوريشن للإعلام الدولي، وهي أكبر تكتل إعلامي ينصر اليهود ويناصب العداء للفلسطينيين، وينبع من شركة نيوز كوربوريشن، قناة فوكس نيوز الإخبارية الشهيرة، ومؤسسة الأخبار نيوز كورب وشركة فوكس للقرن 21 للأفلام الأمريكية.

نَفَّذَ مردوخ سريعًا استراتيجيته بالاستحواذ على عشرات الوكالات والصحف في أمريكا وبريطانيا، وأستراليا ونيوزيلندا، مثل نيوز أوف ذه ورلد، وذا صن، وصحيفة ذي تايمز، وشركة هاربر كولينز، وصحيفة وول ستريت جورنال، ونيويورك بوست، وشركة سكاي البريطانية، وشبكات البث الفضائي في آسيا، وأمريكا الجنوبية، وفي عام 2000، باتت شركات مردوخ، تمتلك 800 شركة في أكثر من 50 دولة في العالم بأكثر من 5 مليارات دولار، وواجه مردروخ قبل موته اتهامات بالتجسس على هواتف مشاهير، وحكام دول ومواطنين.

والت ديزني وتضليل الأطفال

تسيطر على العالم اليوم شبكات الإعلام المرئي وقنوات التليفزيون التي تعرض آلاف المسلسلات والأفلام الجاذبة للصغار قبل الكبار، وتؤثر في مداركهم، مثل والت ديزني ونتفليكس إتش بي، وغيرهم العشرات من القنوات في أمريكا والعالم، وباتت تلك الشركات تصنع أحلام الناس وتقود أفكارهم وتبني ثقافات مزيفة، أخذت المسلمين والعرب بعيدًا عن هويتهم ودينهم، وعلى رأسهم والت ديزني التي أضحى أبطال أعمالها الدرامية قدوة صغار اليوم، رغم أنهم أبطال وهمية لا وجود لهم.

تأسست والت ديزني على يد اليهوديين والت وروي ديزني، وتمتلك أكبر استوديوهات أمريكا والعالم، وعلى رأسها استويدوهات بيكسر و مارفل، وآلاف الأفلام والألعاب للصغار والكبار، ولديهم شبكة ديزني للقنوات التليفزيونية، بل وتمتلك مدن ديزني الشهيرة صحفًا ووكالات ومواقع انترنت، ومدير ديزني ابن أخ المؤسس والت ديزني، ويرأس مجلس إدارة المجموعة اليهودي روبرت إيجر.

اليهود وشركات صناعة الرأي العام

اليوم تمتلك 6 شركات عالمية القدرة على تحريك مشاعر وقلوب مليارات البشر نحو ما يريدونه من قضايا ومفاهيم ومعلومات مغلوطة أو موجهة بقدر يغير من صحتها، ولعل أبرز القواسم المشتركة بين تلك الإمبراطوريات الستة أن ملاكهم جميعًا يهود، وعلى رأسهم إمبراطورية تايم وارنر، أكبر شركات الترفيه والإنتاج في العالم، ويرأس مجلس إدارتها حاليًا رجل الأعمال والملياردي اليهودي جيفري بيكس، الذي يملك تايم وارنر وسي إن إن، ويعمل بيكس على دعم الكيان الصهيوني.

وإمبراطورية نيوز كورب التابعة لليهودي روبرت مردوخ، التي تمتلك 175صحيفة عالمية شهيرة حول العالم، وبعدها تأتي شبكات سى بى إس CBS، التي تمتلك عشرات من وكالات الأنباء وشركات الإنتاج الإعلامي ومواقع الإنترنت وقنوات التليفزيون المتعددة، ويدير الشركة اليهودي سامنر ريدستون، و شركات كومكاست تمتلك العديد من الوكالات وشركات الإنتاج والقنوات، ومنها شبكة "NBC" التليفزيونية الشهيرة، وهي من أكثر الشبكات مشاهدة في العالم، وكومكاست هي أكبر مزود إنترنت في العالم، ويديرها اليهودي الأمريكي برايان روبرت.

صحف عالمية يملكها اليهود

البداية عند الصحيفة الأشهر، رويترز، مملوكة لشركة تومسون رويترز، أسسها ذو الخلفية اليهودية الألماني جوليوس رويتر، أو كما يطلق عليه بول رويتر عام 1851، ويذكر أن الوكالة تعاونت لسنوات مع وكالة المخابرات الأمريكية، منذ نهايات القرن العشرين، ونأتي بعد ذلك لواشنطن بوست، الصحيفة الأمريكية الشهيرة التي يمتلكها اليهودي الأمريكي جيف بيزوس، صاحب أمازون وأثرى رجال العالم، والصحيفة لديها إصدارات شهيرة مثل مجلة نيوزويك، وعلى غرارهم مئات الصحف والوكالات التي يملكها يهود، ويوجد وكالات شهيرة يملكها الأجانب سواء شركات أو أفراد مثل بي بي سي وأسوشيتيد برس وغيرهم، ولا يعرف من المالك أو الممول الحقيقي.

في النهاية تكثر المعلومات والحقائق عن تلك الوكالات والصحف والشبكات التليفزيونية، وتختلف تلك الشركات في أسماء ملاكها وتمويلاتهم وجنسياتهم ومواقعم، إلا أن تلك الشركات تتفق جميعًا في أن أصحابها ومديريها يهود، يدعمون جميعيًا قضايا واحدة وتوجهات مشتركة، ولهم أهداف متشابهة وواضحة.