والد الطالبة "شيرين" في حواره للفتح: تفوقت على نفسها وبيئتها في مسابقة حفظ القرآن الكريم

  • 29

حصدت الطالبة شيرين محمد عبدالله على المركز الأول على مستوى العالم فرع الناشئة في المسابقة العالمية الـ28 لحفظ القرآن الكريم لعام 2021، التي شارك فيها 74 متسابقًا من 42 دولة، بالإضافة إلى 12 محكمًا منهم 7 محكمين من جمهورية مصر العربية، و5 محكمين من خارج مصر، وتأتي المسابقة تحت رعاية السيد عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وإشراف وزير الأوقاف.

ونظرا لدور الأسرة الأساسي في تربية الأبناء، وتوجيه قدراتهم العقلية والفكرية تجاه كل ما هو إيجابي، قامت "الفتح" بحوار صحفي مع والد الطالبة شيرين، وذلك للتعرف على حياتها وطرق التربية التي أدت لهذه النابغة الحافظة لكتاب الله.

- في البداية.. نود التعرف على أسرتك؟


أنا اسمي محمد عبدالله بدوي، وعندي من الأولاد أربعة، وأعيش في بيت ريفي صغير مع والدتي وأسرتي، وأعمل في سوبر ماركت.


- حدثنا عن عروس القرآن شيرين؟


شيرين بنتي، أصغر أبنائي، وهي في الحقيقة من أميزهم، وتفوقت على نفسها وظروف بيئتها، وتخطت جميع الصعاب وحفظت كتاب الله، وليس هذا وحسب، بل أنها لا تحملني مصاريف، بالعكس تماما تكاد أبواب الرزق تفتح لي من أجلها، حتى أنها في الدراسة التعليمية المقررة متفوقة جدا، ولا تأخذ دروس تقوية أو غيرها، بل هي في البيت تسمى النابغة.


- ما الذي دفعك أن تحفظ ابنتك القرآن الكريم؟


في الحقيقة الأولاد ما هم إلا مشروع ويعتبر هذا المشروع هو الأول والأخير، إن لم تستثمر مشروعك في الخير جلب عليك الشر، ونحن فقراء في الدنيا والآخرة وليس لنا إلا الله.


- ما الدور الذي تكفلته على نفسك مع شيرين؟


دوري كان متمثلًا في توفير الدعم اللازم، ودور الوالدة في المتابعة والتشجيع، وأشهد الله أني ما قصرت رغم ظروف المعيشة الصعبة وضغوط الحياة، إلا أن الهدف أعظم، والمسئولية أكبر، وأنك تستشعر أنك مؤتمن على إنسان فهذه مسئولية كبيرة، وقد رزقني الله الأبناء للحفاظ عليهم، وتحفيظهم كتاب الله هو شكر للنعمة التي رزقني الله بها.


والدور الحقيقي يبدأ من البيت والتربية، فكنت أخاف الله حتى يرزقني البر في أبنائي، وكنت بارًا بأمي خشية من انتقام ربي في أبنائي، كلها معادلات إذا صلح أولها صلح آخرها، ولا يمكن إهمال أي طرف من أطراف المعادلة الدنيوية، والتحديات صعبة والأصعب منها حمل المسئولية.


- هل حملك تحفظيها القرآن أعباء؟


القرآن لم يكن يومًا حملًا ثقيلًا على أحد، فالقرآن بركة ورزق، ولما لا نقول أن البركة في بيتي بسبب وجود القرآن، وكما قلت الدنيا مظاهر، والمظاهر لا تبني بيوتًا ولكن الناس من يبنونها ومن يبني الناس إيمانهم بربهم.


- حدثنا عن الجانب التعليمي في المدرسة؟


شيرين دائما ما تحصل على المراكز الأولى في الدراسة، ولدينا العديد من الشهادات التقديرية من المدرسة نتجية تفوقها، وهذا أمر طبيعي لما يفعله القرآن بأهله.


- كلمة توجهها للآباء والأمهات؟


إننا تحملنا المسئولية يوم أن خلقنا الله، فماذا سنقول للمولى سبحانه وتعالى حينما نعرض عليه يوم القيامة؟، وماذا سنقول للدين حينما يسير بين الخلائق ويقول يا رب هذا نصرني ويارب هذا خذلني؟، فلنا أن نتخير نحن من أي الفريقين، كما يجب علينا أن نعي أن الدنيا ليست مجرد متاع وزواج وأموال، وإنما نحن رعاة من الله مسئولون أمامه على رعيتنا.


كما أتوجه إلى الآباء خاصة، الله الله في بناتكم وفي رعيتكم، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وقدم اليوم لتجد الغد، والقبر مفتوح وكل يوم ينادي، وستدخله بعملك، والمسئولية على عاتقك، والأمة الإسلامية تنتظر منا المزيد، فماذا قدمنا لها، ولنعلم جيدًا أن حالة الغناء والصخب التي أصبح فيها أبناؤنا ما هي إلا علامات خزي ووصمة عار في جبين كل مسلم يعيش على وجه هذه الأرض.


ونظرًا لدور دار عاصم لتحفيظ القرآن المهم في مسيرة شيرين التقت "الفتح" مع رئيس مجلس إدارة الدار:


في البداية نود التعرف عليك؟


أنا اسمي الشيخ عبد المنعم منصور أبوتلت، رئيس مجلس إدارة الدار، وهي تابعة للجمعية الشرعية، ويرجع الفضل في تأسيسها إلى الله ثم إلى الشيخ سعيد أبو تلت عليه رحمة الله.


- حدثنا كيف كانت البداية في إنشاء الدار وما الدوافع لها؟


البداية كانت رغبة وأمنية عندنا في أن يكون لدينا حفظة لكتاب الله في القرية، وتم العمل على تحقيق هذا الهدف، واستعنا بمشايخ من القرى المجاورة، على رأسهم الشيخ جمال الصعيدي.


- كم عدد الطلاب الذين بدأت بهم الدار.. وكم وصل العدد حاليًا؟


قامت دار عاصم في البداية بـ 100 طالب وطالبة، إلى أن وصل العدد الآن إلى أكثر من 3000 طالب وطالبة، ونتمنى من الله أن يصل العدد إلى أكثر من ذلك ليصل القرآن إلى جميع البيوت في القرية، وكذلك هناك 177 عاملًا ومحفظًا لكتاب الله يقومون بخدمة الحفظة.


- هل هناك إقبال من الأهالي والأطفال على حفظ القرآن بالدار؟


بفضل الله هناك إقبال شديد من أهالي القرية على تحفيظ أبنائهم القرآن بدليل ما وصلنا إليه من عدد الآن، وننظر المزيد من الأهالي، لأن ما يهمنا هو إدخال القرآن الكريم جميع البيوت بدلا من وسائل التواصل العنكبوتية والتلفزيون وغيرها من ملهيات العصر.


- هل هذه المسابقة الأولى التي تشترك فيها دار عاصم؟


نحن بفضل الله نشارك في المسابقات التي تقوم بها الدولة والمحافظة منذ 7 سنوات، ومن ذلك الحين ونحن نحصد المراكز الأولى.


- كيف كان ترشيح شيرين للمسابقة العالمية التي فازت بها؟


تم ترشيح شيرين وفق للسن الملطوب والكفاءة المقررة، وتوافر معظم الشروط الخاصة بالمسابقة، بالإضافة إلى أنها طالبة مميزة وعلى خلق كبير، ومن ثم تم العرض على الأكاديمية التابعة لوزارة الأوقاف، وبفضل الله لم تخيب أملنا فيها، وجاءت بما ننتظره منها وعلمناه عنها من قوة حفظ وإتقان وتدبر لآيات القرآن الكريم.


ونتمنى من المسئولين زيادة الاهتمام والدعم بهذا الجانب المهم الذي يحيي النفوس ويعيد المسئولية، ويركز القيم الصالحة في المجتمع، لأن القرآن الكريم به تحيا القلوب والنفوس ويستقيم حال الأمم.


- كلمة توجهها للأهالي؟


أذكر نفسي والآباء والأمهات أن الدنيا أصبحت مليئة بالملهيات والفتن، وأن المسئولية الكبيرة على الأمة الإسلامية تبدأ من البيت الصغير، وإياكم وإهمال الأبناء، لأن أبناءكم اليوم هم أبناؤهم غدًا، والنواة الحقيقية هي التي نغرسها، والقرآن بيئة المؤمن وحصنه، والإنسان ليس له إلا الله يتوجه إليه ويلجأ له بكلامه وحده سبحانه وتعالى.


وأوكد لا يغرنكم كثرة الفتن وانتشار الباطل، فمهما على الباطل سيأتي يوم ويقع ويذهب مع الذين ذهبوا، والحق أحق أن يتبع مهما كان قلة أتباعه، والشرف الحقيقي والعزة في تعليم أبنائنا الدين، وغرس القيم الإيمانية فيهم.