علماء الأزهر يجددون رفضهم لنشر الشذوذ: تنكر للدين والفطرة.. و"فؤاد": نجوم السماء أقرب إليهم من أن نقبلها

  • 157
علماء الأزهر

جدد علماء ودعاة الأزهر الشريف رفضهم لدعوات الترويج للشذوذ الجنسي، وتداول عدد منهم تصريحات سابقة للدكتور أحمد الطيب في هذا الشأن، ويأتي ذلك في خضم حملة الاستنكار الواسعة لأحد الأفلام التي شارك فيها عدد من الممثلين المصريين، وتروج للشذوذ والخيانات الزوجية.


تعدي على حق الشرق في اتباع الدين

وأعاد رواد السوشيال ميديا نشر تصريح، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذي قال فيه إنه على الرغم من أن الحضارة الشرقية والغربية لا يتشابهان وبينهما الكثير من الاختلافات في الأصول والقيم، إلا أن هذا لا يمنع تقاربهما وانفتاحهما للحوار والعيش معا، بشرط أن يأتي ذلك في إطار احترام الثقافة والقيم الشرقية، وتفهم طبيعة الاختلاف الذي سنه الله لتسيير أعمال هذا الكون.

وأكد شيخ الأزهر ، أن ما نشهده الآن من غزو ثقافي غربي لمجتمعاتنا الشرقية والذي هبّ علينا كالغيوم السوداء الداكنة بدعاوى الحقوق والحريات؛ لتقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار غير المقبولة شرقيا ولا دينيا ولا إنسانيا؛ لهو سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله، وازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة. 


المجتمع المصري يرفضه

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العلمي على أروقة الأزهر وأستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن استنكار المجتمع للأعمال الفنية المنافية للآداب العامة وتروج للشذوذ، علامة مضيئة في سماء مصر وفي حياتنا الأخلاقية، مشيرًا إلى أن مجتمعنا قائم على الأخلاق والقيم ولنا عادات وتقاليد نفخر بها.

وأكد "فؤاد"، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن الذي يجري على الساحة الآن يخالف كل الأديان السماوية ويخالف حتى طبيعة البشر، موضحًا أن ما يُنشر الآن من مثلية وشذوذ جنسي والحديث عنها بكل ثقة ولا استحياء، دليل على أن القيم يُراد لها أن تُمسك بعصا ترحالها لتخرج من بيننا.

وأشار "فؤاد"، إلى أن الاستنكار يدلل على أننا والحمد لله فينا أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، والله يقول :وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ، مؤكدًا على أن نشر المخالفات بلا استحياء دليل على خفة الوازع الإيماني لدى الذين يروجونها.

ودلل المشرف العام على أروقة الأزهر، على عدم حياء من ينشر هذه المخالفات بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:".. والحياء شعبة من شعب الإيمان"، مؤكدًا أن المجتمع المصري لا يقبل هذا الغزو الفني المتطرف، وأننا نحترم الفن الهادف الذي ينير ولا يثير.


نجوم السماء أقرب إليهم

وأوضح مشرف عام أروق الأزهر، أن الذين يريدون إخراجنا عن ما نحن فيه نجوم السماء أقرب إليهم من ذلك، ومصر دائمًا بخير لأن النبي وصى بها صحابته، فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما"، موجهًا نصيحة للشباب المصر بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحفاظ على القيم والأخلاق والثبات عليها.

وأضاف عبدالمنعم فؤاد، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن الدستور المصري ينص على أن كل ما يخالف الشريعة الإسلامية مرفوض، فنحن لسنا بحاجة إلى تشريع أو قانون جديد وإنما نحتاج إلى وعي فكري، مشيرًا إلى أن هذا الوعي يحتاج إلى تضافر الجهود الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية، ويحتاج إلى عقل جمعي يواجه هذا الغزو المتغول على عقول شبابنا.


تَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية: إنه في ظل حملاتٍ مُمنهجَة لقُوى ومُنظمات عالميَّة بما تَمْلكه من وسائل إعلام، وبرامج ترويحيَّة وغنائيَّة، ومنصَّات إلكترونيَّة، وتوظيف لشخصيَّات شَهيرة، وغير ذلك من الأساليب؛ بهدف الترويج لفاحشة الشُّذوذ الجنسي، وتقنين انتشارها بين الراغبين في ممارسة هذا الانحراف في مختلف المجتمعات حول العالم، بما فيها المجتمعات العربيَّة والإسلاميَّة.

وأشار المركز إلى أن محاولات فرض ثقافة الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التَّلاعب بالألفاظ، والتَّنكُّرِ للدِّين والفِطْرة والقيم الإنسانية، والعودةِ إلى عهود التَّسلط الفكري في أزمنة الاستعمارِ وفرضِ الوصاية على الشُّعوب والأمم؛ مُشدّدًا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسُّك المُجتمعات الإسلامية والعربية بهُوِيَّتها، وقِيَمِها، وتعاليم دينها الحنيف، فليس كل ما تراه الكياناتُ المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمةً من القيم، هو كذلك في واقع الأمر!!، فقد ترى هذه الكياناتُ بعضَ السلوكيات حسنًا وهو في ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، في مُنتهى السوء والقُبح.


نصيحة للشباب

وقال  المشرف العام على أروقة الأزهر وأستاذ العقيد بجامعة الأزهر، لـ"الفتح"، إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أهمية التمسك بمبادئنا وأخلاقنا، مستشهدا بقوله:"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"، مؤكدًا أن الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل هو ما يجب أن يُذكَر به الشباب لمواجهة الفتن التي تحيط بنا، وكذلك الخوف على قيم البلاد والتماسك المجتمعي في عاداته وتقاليده.

وأكد الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية أن على شبابنا في الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكّل حائط صدٍّ لوقايتهم من هذه الأوبئة التي تهبّ عليهم بين الحين والحين ممن لا يُقيمون أي وزنٍ لهَدْي السماء، ودعواتِ المُرسلين والأنبياء، وحِكمةِ العقلِ، ونداءاتِ الضَّميرِ.

كما شدُّد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أيدي الآباء والأمهات، والقائمين على المُؤسسات الإعلامية والثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء بما يُعزِّز قِيمهم الدِّينية والمُجتمعية القَويمة والرَّاقية، ويُحَصِّنهم من الوقوع في براثن هذه الهَجَمَات.