الحوثي يواصل ضم الأطفال للصراع المسلح.. وشبكة وسطاء تمد الميليشيا بالسلاح وأنظمة عسكرية

تقاير دولية تشير إلى انتزاع 40 ألف طفل ووضعهم في معسكرات تدريب

  • 81
إرهاب الحوثيون

لا تزال جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد الشعب اليمني، ومن بينها تجنيد الأطفال، حيث تواصل الميليشيا الدفع بهم في أتون الصراع العسكري مع الدولة، من خلال تجنيد الآلاف منهم، واستخدام المدارس والمستشفيات كمخازن للسلاح وأوكار لتدريب الميليشيا وتعذيب اليمنيين.

ودمر الحوثيون أكثر من ألفي مدرسة، حرمت ما يقرب من 5 ملايين طفل من التعليم، وأجبرتهم على حمل السلاح ودخول سوق العمل دون مراعاة حقوقهم وأعمارهم الصغيرة، ولم تنتهِ المعاناة عند هذا الأسى؛ بل زاد طغيان الحوثيين إلى قنص الأطفال في مدن وقرى اليمن "السعيد سابقًا".

وأكد تقرير للأمم المتحدة، أن الحوثيين استخدموا المدارس والمساجد لتجنيد الأطفال، وأنهم عام 2020، جندوا أكثر من ألفٍ وأربعِمائة طفلٍ تتراوح أعمارهم بين العشرة إلى سبعةَ عشر عاما قتلوا خلال المعارك، وأفاد التقرير الأممي بأن جميع القوات الموالية للحوثي تنتهك الحظر على السلاح، وشدد التقرير على أن شبكة من الوسطاء يدعمون الحوثيين بأسلحة وأنظمة عسكرية تستخدم لقتل اليمنيين والاعتداء على بلاد الحرمين والمنطقة العربية، وشدد تقرير الأمم المتحدة أن الحوثيين، يقومون بتجميع المسيَّرات وطائرات الدرونز والصواريخ والعبوات الناسفة في مناطق سيطرتهم في اليمن بعد استلامها من الوسطاء، وأن الميليشيا الإيرانية ألقت كميات كبيرة من الألغام البحرية عام 2021.

وقال نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة مروان نعمان، إن الميليشيا جندت أكثر من 35 ألف طفل، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل على الجبهات، ووثقت شبكات حقوقية أكثر من 20 ألف واقعة انتهاك طالت الأطفال اليمنيين، بجانب تهجير وتشريد أكثر من 43 ألف طفل، من قبل الميليشيا منذ يناير 2017 إلى مارس 2021. 

وكشفت الأمم المتحدة أن 2000 طفل يمني جندهم الحوثيون، ولقوا حتفهم في ساحة القتال بين يناير 2020 ومايو2021، كما أوضحت لجنة الخبراء أنها تلقت قائمة تضم أسماء 1406 أطفال جندهم الحوثيون لقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020، وقائمة تضم 562 طفلًا جندتهم الميليشيا أيضا وقتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021، وأكدت الأمم المتحدة أن الميليشيا لا تزال مستمرة في تجنيد الصغار، عبر إقامة معسكرات ودورات لدفعهم للقتال في معسكرات صيفية في المدارس والمساجد.

وكان تقرير قديم لهيومن رايتس وتش، أفاد أنَّ ميليشيات الحوثي جندت أكثر من 23 ألف طفل، منذ بداية الحرب في اليمن عام 2014 وحتى 2017، ودربتهم عنوة على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ووزعتهم على الجبهات للمشاركة المباشرة في العمليات القتالية، وأشار التقرير إلى أنَّ الحوثيين يختطفون الأطفال من المدارس والمساجد والشوارع والأسواق لدفعهم إلى القتال عنوة.

وأوصى تقرير خبراء الأمم المتحدة باليمن، بعقوبات على الانقلابيين جراء تجنيد الأطفال وقتلهم بالحرب الحوثية، وخص بالذكر محمد ناصر العاطفي المعين وزير للدفاع بحكومة الانقلاب الحوثي، ووزير التعليم يحيى الحوثي، شقيق زعيم رئيس الميليشيا محمد علي الحوثي، وتحت عنوان "قتل الطفولة" استعرض تقرير جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق الطفولة في محافظة مأرب خلال الفترة منذ أكتوبر 2014، وحتی ديسمبر 2021، وتراوحت تلك الجرائم ما بين القتل والإصابة والاعتداءات وتعذيب واعتقالات وزراعة الألغام وتجنيد الأطفال من المدارس والاختطاف والإخفاء والتهجير القسري لهم، وأكد مدير مكتب حقوق الإنسان بمأرب عبدربه جديع، رصد مقتل 296 طفلاً وإصابة 732 آخرين بصواريخ وألغام ومتفجرات الحوثي خلال السنوات السبع الماضية، وجند الإنقلابيون 1748 طفلًا منهم 124 طفلاً قُتِلوا، وأصيب 529 طفلًا، فيما لا يزال نحو 472 طفلاً يقاتلون، ونحو 323 طفلاً مصيرهم مجهول، بحسب التقرير، كما اختطفت الميليشيا 148 طفلًا منهم 45 طفلًا لا يزالون مختفين في سجون ومعتقلات الإنقلابيين.

وفي هذا السياق، قال محمود الطاهر الباحث السياسي اليمني، إن تقرير الأمم المتحدة يعد تأكيدًا دوليًا أن إيران تنتهك قرارات مجلس الأمن تحديدًا القرار 2216، فيما يخص توريد الأسلحة إلى اليمن، وهو ما يثبت أن طهران تدعم الحوثيين بالسلام، لدعم ذراعها في اليمن لاستكمال السيطرة عليها وتشكيل قوة لما بعد احتلال اليمن، إن استطاعت ذلك. 

وأشار في تصريحات لـ "الفتح"، إلى أن خبراء الأمم المتحدة جاملوا الحوثي في هذا التقرير، وحاولوا أن يمسكوا العصا من المنتصف، خاصًة في استخدام المدارس والمخيمات الصيفية لتجنيد الأطراف، مؤكدًا أن دعوة الأمم المتحدة للطرفين في اليمن لوقف التجنيد، فهو بذلك يتهم الحكومة والحوثيين بتجنيد الأطفال، مشددًا على أن من يقيم أنشطة صيفية وتجمعات للأطفال هم الحوثيون وليست الحكومة الشرعية. 

وأكد أنه منذ التقرير الذي أصدره العام الماضي، حتى ساعة الانتهاء من صياغته، توقفت العمليات الجوية للتحالف العربي بشكل كامل، كان هدف التحالف هو منح الفرصة للمجتمع الدولي لإقناع الحوثيين بعملية السلام.

وأفاد الطاهر أن الأرقام التي تتداولها المنظمات الدولية والأمم المتحدة عن أعداد الأطفال الذين جندهم الحوثيون غير حقيقية وقليلة تمامًا عن الواقع، وأنَّ عدد الأطفال الذين زُج بهم عنوة للحرب أكثر من 100 ألف طفل، مؤكدًا أنَّ الحوثيين يعتقلون الأطفال ويخطفونهم من المدن والقرى، ويقايضون أولياء الأمور إما الأطفال أو حرمناهم من المال والطعام والوظائف، وأصبح المال مقابل مشاركة الموظفين وأطفالهم في القتال.

ويبقى وقف عدوان الحوثيين قيد تدخل المجتمع الدولي الصامت عن الإرهاب الإيراني بميليشياته والمرتزقة التابعين له في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.