بين الثلوج والأمطار.. معاناة ملايين النازحين تتفاقم شمال سوريا

الأمم المتحدة تحذر من مأساة.. وبشار الأسد يمنع المساعدات ويحاصر النازحين

  • 74
أرشيفية

ملايين من السوريين تجمعوا عبر سنوات الحرب في سوريا، وتركوا قسرًا بيوتهم التي تهدمت، هاربين من القتل والقصف أو الاعتقال أو الخطف، ليتكدس السوريون شمال سوريا على الحدود التركية، ويواجهوا أزمة جديدة بخلاف معاناة الحرب والتهجير، آلاف الخيم البالية يعيش فيها النازحين في إدلب وقرى الشمال السوري، ويحيط بهم الثلوج والأمطار والصقيع، بجانب شح الطعام والغذاء وانعدام مواد التدفئة وندرة الأدوية وارتفاع أسعارها.

الأمم المتحدة تؤكد أن ما يزيد عن ربع مليون شخص في شمال غرب سوريا تأثروا بسبب الثلوج التي تساقطت الشهر الماضي، وأن الطقس البارد جعل الحياة أكثر قسوة على النازحين في مخيمات إدلب بسوريا، وأن ظروف الشتاء القاسية في سوريا منذ يناير 2022 أثرت على أكثر من 250 ألف شخص في مئات المواقع في محافظتي حلب وإدلب.

معاناة النازحين

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن عدد النازحين داخليا في شمال غرب سوريا يقدر بـ 2.8 مليون شخص، ويوجد حوالي 1.7مليون من النازحين في 1,400موقع للنزوح، من بينهم 80 % نساء وأطفال، وأكثر من 46,000 لديهم احتياجات خاصة، وأن العواصف والرياح القوية ودرجات الحرارة المتجمدة، في صعوبات إضافية لنحو 250,000 شخص في أكثر من 120 موقعا في محافظة حلب و170موقعا في محافظة إدلب.

وأعلنت تدمر أكثر من 10,000خيمة بسبب طقس الشتاء، وأكدت المفوضية أن المساعدة النقدية ووسائل التدفئة وحصص الطعام، وإصلاح الخيام المتضررة، واستبدال الخيام المدمرة، كلها تظل من الاحتياجات ذات الأولوية، كما ناشدت وكالات أممية، دول العالم بتوفير الاحتياجات الإنسانية للمدنيين والنازحين في شمال سوريا.

وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كتس، إن المدنيين والنازحين في شمال سوريا يمرون بأوضاع كارثية، وتضاعفت الأوضاع الأمنية المتردية من معاناة السكان، وشدد على أن واحدة من بين أكثر الفئات السكانية ضعفا في العالم تعيش في تلك المنطقة".

ودعا "كتس" المجتمع الدولي إلى فعل المزيد والمساعدة في إخراج هؤلاء الأشخاص من الخيام إلى مأوى مؤقت أكثر أمنا وكرامة، وتوفير المواد الإغاثية، كالطعام والأغطية والملابس الشتوية والدواء وغيرها من المساعدات الطارئة".

سلامة الأطفال

وحذرت اليونيسف من تعرّض سلامة ما يقرب من 850 طفلا رهن الاحتجاز لخطر جسيم، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 12عاما، وتؤكد أنه يوجد عشرات ألاف من الأطفال في مخيمات النازحين ويعانون من صعوبة الحياة في خضم تفاقم الأوضاع المتردية والشتاء القارس.

وقال المحلل السوري فراس الخالدي، إن استخدام نظام الأسد لمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وتدمير البنية التحتية في المدن السورية، وتجاوز بشار لكل القرارات الأممية، وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتهجير اللاجئين والنازحين وقتل الأطفال يعني عدم اعتراف الشعب السوري ببشار الأسد.

وأوضح الخالدي في تصريحات لـ"الفتح"، إن حصار السوريين في الشمال ومنع المساعدات عن أهلها، أدى لتفاقم الوضع الإنساني الكارثي لمئات الآلاف من السوريين، لافتًا إلى أنها جرائم تخالف لكل القوانين الدولية والأعراف، مؤكدًا أن بشار ونظامه لا يملكون أدنى فكرة عن الإنسانية. 

وأكد السياسي السوري، أن بشار لا يخشى المجتمع الدولي ولا يجد من يردعه، بسبب الدعم الروسي والإيراني، وأنَّ الحصار الذي يستخدمه بشار، ومنع دخول المساعدات يدل على عجز الأسد، وأنه يستخدم الحصار ليجوع النازحين.

وأضاف الخالدي، أن الأسد يسعى لإذلال الشعب السوري وتركيعه، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة أكدت أنَّ بشار الأسد يعرقل دخول المساعدات ويمنع الغذاء والدواء عن الشعب السوري، وأنَّه السبب الرئيسي في تدمير الأراضي السورية وقتل وتجويعه السوريين عمدًا. 

وأكد الخالدي أن المجتمع الدولي لو أراد مساعدة السوريين سيلقي عليهم المساعدات بالطائرات، وسيواجه الأسد بطرق أكثر حزمًأ من ذلك، متهمًا المجتمع الدولي بأنه ليس لديه النية لإنقاذ السوريين من بطش الأسد وحلفائه، مستنكرًا صمتهم أمام معاناة ألاف الأطفال بسبب النقص الحاد في الطعام والدواء.

وقال عادل الحلواني مسئول مكتب المعارضة السورية بالقاهرة، إن المجتمع الدولي ضعيف في مواجهة الأسد وروسيا وإيران، مؤكدًا غياب الإرادة الدولية عن الأزمة السورية وعدم قدرتها على الحل السياسي للأزمة، متهم الغرب بأنهم منحازون للأسد ضد حياة السوريين، وأنهم تخلوا عن ضماناتهم، رافضًا الهجوم الصهيوني والإيراني على الأراضي السورية.

وشدد الحلواني في تصريحات لـ"الفتح"، على أنَّ الأوضاع الإنسانية شمال سوريا خطيرة للغاية لافتًا إلى أوضاع النازحين، وأنَّ الحصار تسبب في غياب الغذاء الأساسي والدواء، بسبب منع بشار لدخول المساعدات ولا يوجد أي ضامن لدخول مساعدات، وارتفاع الأسعار ونقص الطعام.

وأضاف المعارض السوري، أنَّ الأسد يواصل حصار النازحين بالجوع والفقر وزيادة المعاناة، لتركيع السوريين، وتابع "لن يكون هناك أي حل للأزمة السورية دون توافر إرادة دولية قوية لإنقاذ السوريين من بطش الأسد وأعوانه".

وهاجم عادل الحلواني مسئول مكتب المعارضة السورية بالقاهرة، ضعف الدور الدولي في مواجهة جرائم الأسد، منددًا بحصار النازحين في الشمال، مؤكدًا غياب الإرادة الدولية عن الأزمة السورية وعدم قدرتها على الحل السياسي للأزمة، وأنهم منحازون للأسد ضد حياة السوريين. 

وأكد الحلواني في تصريحات لـ"الفتح"، أنَّ الأوضاع الإنسانية شمال سوريا كارثية، وأنَّ إدلب مليئة بالمصابين والقتلى والمعاقين، والمرضى، وأنَّ الحصار تسبب في غياب الغذاء الأساسي والدواء، بسبب منع بشار لدخول المساعدات.

وأضاف المعارض السوري، أنَّ الأسد يسعى بكل قوة لاسترداد إدلب والشمال، وتابع "لن يكون هناك أي حل للأزمة السورية ولأوضاع النازحين واللاجئين وغيرها دون توافر إرادة دولية قوية لإنقاذ السوريين من بطش الأسد وأعوانه.

وتظل أزمة السوريين أمام مرأى ومسمع العالم، ومعاناتهم تفضح مدى خزي الزاعمين تشبثهم بحقوق الإنسان، ولأكثر من 10سنوات متواصلة يموت آلاف السوريين من بينهم أطفال ورضع كل عام جراء البرد القارس والثلوج التي تتراكم خارج وداخل الخيام، ولا مأوى لهؤلاء الضعفاء إلا داخل قطع القماش المتردية.