لماذا ترفض إسرائيل منح أوكرانيا القبة الحديدية؟

  • 33
صورة أرشيفية معبرة للقبة الحديدية

تواصل أزمة أوكرانيا سيطرتها على الأحداث العالمية، وتتوالى التجاذبات والمواقف دولية؛ فبالأمس رفضت تل أبيب منح "كييف" منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، بعدما طلبتها أوكرانيا التي تسعى حاليًّا لتسليح جيشها بمختلف أنواع الأسلحة العالمية الحديثة خوفًا من غزو روسي محتمل.

موسكو كلمة السر

الكيان المحتل يخشى من اضطراب علاقته مع روسيا، خاصةً بعد توتر الأجواء معها بسبب الملف السوري، ومنظومة الدفاعات الجوية الروسية التي تسبب اضطرابًا في الملاحة الجوية لديها؛ بسبب الأنظمة الدفاعية المتطورة التي يستخدمها الجيش الروسي في قاعدة "حميميم"، والتي تعطل الموجات الكهرومغناطيسية الخاصة بسلاح طيران دولة الاحتلال الصهيوني.

وموطن الخلاف يكمن في أن روسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتزوده بمختلف الأسلحة لتعزيز قدراته الدفاعية، وهذه الأسلحة تسبب قلقًا لإسرائيل؛ لذلك رفضت طلب أوكرانيا بعد مباحثات أمنية ومشاورات متعددة. وفي أعقاب التصعيد الروسي الأوكراني ينشغل الكيان المحتل بمباحثات بخصوص آثار الوضع عليها من مختلف الأصعدة، لا سيما في أي دراسة أي موقف للولايات المتحدة الأمريكية، ويعتقد قادة الكيان أن زيادة سيطرة ونفوذ روسيا في سوريا يعقد موقفهم من الأزمة الأوكرانية الراهنة؛ لذلك تتعالى أصوات كثيرة داخل دولة الكيان وترفض تدخل إسرائيل في هذه الأزمة، إضافة إلى أن تل أبيب تسعى بجد ودأب ألا تكون في موقف حرج بين الغرب وأوكرانيا من جهة، والروس من الجهة الأخرى.

طلبت أوكرانيا تزويدها بالقبة الحديدية الصاروخية مرتين حتى الآن؛ فالعام الماضي طلبته كذلك من دولة الكيان المحتل، لكن طلبها رُفض حينذاك أيضًا مثلما رُفض اليوم وبسبب التفكير الإسرائيلي نفسه؛ فموسكو هي كلمة السر في ذلك الموقف الرافض، وجرت مباحثات عسكرية وسياسية كذلك حينها بين القادة الروس والإسرائيليين.

موقف أمريكا

لقد طُورت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيليلة ضد الصواريخ وقذائف الهاون "القبة الحديدية"، لكنه مشروع مشترك يتم بالتعاون والتنسيق مع وزارة الدفاع الأمريكية، والاتفاق بينهما لا يسمح ببيع تلك المنظومة لدولة ثالثة دون موافقة مشتركة (أمريكية- إسرائيلية)؛ وبِناءً عليه يسعى الأوكرانيون لإقناع مشرعين أمريكيين بالموافقة على تزويد بلادهم بتلك المنظومة الصاروخية المتطور. بل إن كييف تقدمت بطلب رسمي للإدارة الأمريكية بشأن نقل صواريخ باتريوت و"القبة الحديدية" إليها منذ ثلاثة أشهر تقريبًا، وآنذاك لم يكن الغزو التهديد الروسي يلوح في الأفق مثلما هو الآن، لكن رغم ذلك فضَّل نواب في الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين الاتجاه نحو تخفيف حدة التوتر مع موسكو؛ لأن تسليح "كييف" بتلك الأسلحة يعني تصعيد موجة العداء مباشرة مع روسيا التي تتحفز لكل تصرف أمريكي في المنطقة بل والعالم أجمع؛ من أجل ذلك أقنعوا إدارة بلادهم بعدم منح أوكرانيا تلك القبة حتى الآن. وفي الوقت ذاته صرحت القيادة الإسرائيلية للمسؤولين الأمريكيين بأنها لن تستطيع الموافقة على تلك القبة بسبب حرصها على علاقاتها مع روسيا.

رفض دبلوماسي أنيق

وكذلك لا تسعى دولة الكيان المحتل إلى خسارة كييف، بل تدعي على لسان وزير خارجيتها  يائير لبيد أن رفضهم مشروع القبة الحديدية سببه وجود جاليتين يهوديتين كبيرتين في روسيا وأوكرانيا على حد سواء، لكن رغم ذلك فإنها تدرس الطلب الأوكراني الخاص بالحصول على مساعدات عسكرية، وتتفاوض معها كذلك من أجل تسهيل عودة مواطنيها إليها حال اندلاع حرب أو حدوث أية توترات تؤثر في أمنهم وأمانهم، ويوجد في أوكرانيا 15 ألف مواطن إسرائيلي 2000 طالب تقريبًا، اتفقت الدولتان على استكمال تعليمهم حاليًّا من خلال تطبيق "ZOOM"  عبر الإنترنت بسبب الأوضاع السياسية والعسكرية الراهنة.