جرائم جديدة للصهاينة بحق إخواننا الفلسطينيين

  • 34
صورة أرشيفية معبرة

لا يكفُّ الصهاينة أبدًا عن خستهم وحقارتهم، وكل يوم يزيدون صفحاتهم السوداء قتامةً من خلال أفعالهم الشاذة التي يندى لها جبين الإنسانية؛ فمنذ أسبوع اعتدوا على شاب فلسطيني من ذوي الهمم لمجرد أنه هتف للقدس والشيخ جرَّاح، وبعدها بخمسة أيام زادت وقاحتهم واعتدى ثلاثة جنود بالضرب على فتاة في حي باب العامود بمدينة القدس المحتلة، وهذا ليس غريبًا على قتلة الأنبياء مُخلفي العهود.

احتجاجات "باب العامود"

تصاعدت الأزمة حينما اعتدى جنود الاحتلال الصهيوني على شاب من إخواننا الفلسطينيين المشاركين في الاحتفال بإحياء ذكرى الإسراء والمعراج بحي باب العامود؛ أصيب بسبب ذلك، بعدها حدثت مواجهات بين عدد من الشباب الفلسطينيين وجنود الاحتلال نتج عنها اعتقال عدد من هؤلاء الشباب، وإصابة البعض الآخر بلغ أكثر من 31 مصابًا، كان من بينهم طفل (رضيع) عمره 6 أشهر، وفتاة من ذوي الهمم أصيبا في وجهيهما بقتبلتي صوت أطلقتهما عليهما قوات الشرطة المحتلة، ثم اندلعت المواجهات بين الجانبين.

وقد سجلت عدة مقاطع فيديو اعتداء جنود الاحتلال بوحشية على الشبان والفتيات، وكذلك وهم يلاحقون إخواننا من الفلسطينيين والفلسطينيات في الشوارع القريبة من حي باب العامود كشارعي نابلس والسلطان سليمان.

سبب الأزمة

بدأت هذه التوترات منذ أسبوعين تقريبًا في حي الشيخ جرَّاح نتيجة لاقتحام إيتمار بن غفير -عضو "الكنيست"- الحيَّ وإقامته مكتبًا برلمانيًّا له في أرض عائلة سالم العربية المهددة بالمصادرة،  ولم يكتفِ بذلك فحسب بل أصرَّ على البقاء في الحي رغم ما حدث من توتر أدى في نهاية الأمر إلى وقوع مواجهات واسعة في الحي، تبعه تحذيرات من مسؤولين إسرائيليين من أن هذا التوتر قد ينتج عنه تصعيد كبير في الضفة الغربية، وينتقل تباعًا إلى قطاع غزة مثلما حدث في شهر مايو من العام الماضي قبل حرب غزة التي استمرت أحدَ عشر يومًا.

نفاقٌ غربي

كان بإمكانه إطباق فمه وعدم التفوه بشيء، لكن كيف يُعقل هذا لا بد من تصريح ينال به رضا رفقائه؛ فمنذ ثلاثة أيام ادعى رئيس الوزراء الفرنسي جان جاستكس أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، خلال مشاركته في العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا "CRIF". كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا؛ بل القدس عربيةٌ إسلاميةٌ كانت وستظل أبدَ الدهر هكذا، هذا الهراء يؤكد لنا أننا في عالم احترف الكذب والخداع فأي عاصمة تلك التي تُوهب لمغتصب محتل؟! وأين أصحاب الأرض الحقيقيين؟! وأين التاريخ من كل ذلك؟!

الكيل بمكيالين

الغرب دائمًا وأبدًا يطبق سياسة "الكيل بمكيالين" فيما يخص قضايا العرب والمسلمين، ولا يعترفون إلا بمنطق المصالح والقوة. وبطبيعة الحال يقارن المتابع للأحداث الحالية على مستوى العالم وصراخ الدول الغربية مما يحدث في أوكرانيا، وتحالفهم ضد روسيا بمختلف الوسائل والأدوات، وتدفق مساعداتهم وتواصلها على "كييف"، وموافقهم المخزية طوال الدهر خاصةً منذ عام 1948م وحتى الآن مما يفعله الصهاينة المحتلون في إخواننا الفلسطينيين، وتثور في نفوسنا تساؤلات مفادها: أليس هؤلاء بشر أيضًا يشملهم قانون حقوق الإنسان الذي يتشدَّق به الغرب ليل نهار؟! أم أنه كما طالعتنا إحدى مراسلات واحدة من أكبر وسائل الإعلام الغربية بكل فجاجة موضحة سبب انتفاض العالم الغربي لما يحدث في أوكرانيا، وفتْح جميع الدول المجاورة لاستقبال الأوكرانيين- قائلة: «هؤلاء بيض مسيحيون، ويشبهون مواطني هذه البلدان ويسيرون وسطهم دون أي فروق بينهم»؟!

من أجل ذلك يجب ألا ينتظر العرب والمسلمون إنصافًا من الغرب والمجتمع الدولي إطلاقًا، بل الواجب عليهم هو أخذ الدروس والعبر مما حدث قديمًا ويحدث الآن؛ من خلال التكاتف والتآزر في وجه كل الظروف والعقبات، وأمام كلِّ أحد وأي أحد، ولا يزال حُلم "الاتحاد العربي" يداعبنا على غِرار الاتحاد الأوروبي؛ فنحن إخوة في الدين واللغة والعرق والعادات والتقاليد، وما يجمعنا أكثر مما يُحصى، وما يفرِّقنا لا يعْدو مجرد خلافات في وجهات النظر.