• الرئيسية
  • الأخبار
  • عنصرية غربية.. مَنْعُ العربِ والأفارقة من ركوب القطارات أثناء فرارهم من أوكرانيا

عنصرية غربية.. مَنْعُ العربِ والأفارقة من ركوب القطارات أثناء فرارهم من أوكرانيا

  • 95
صورة أرشيفية معبرة من الأحداث الجارية

في الوقت الذي يتعاطف فيه العالم أجمع معهم بسبب ما يتعرضون له من نار ودمار، لا يتخلى هؤلاء عن عنصريتهم البغيضة تجاه مَن يخالفونهم في اللون والدين والعرق؛ فمنذ ثلاثة أيام تبث مختلف وسائل الإعلام صورًا وفيديوهات مخزية حول كيفية خروج الأوكرانيين ومن يساكنونهم بلادهم من جحيم النيران الروسية، وكيف تعاملت معهم القوات الأمنية الأوكرانية وقوات حرس حدود الدول المجاورة.

حوادث متفرقة

أثناء محاولة آلاف الأوكرانيين والسكان المغتربين لديهم –حيث يوجد في أوكرانيا نحو 75 ألف طالب مغترب معظمهم من مصر والمغرب ونيجيريا وغانا- الفرار من البلاد وركوبهم القطارات على الحدود الأوروبية، منع الجنود الأوكرانيين المواطنين الأفارقة من الصعود إلى القطارات أولًا؛ بحجة أن الأوكرانيين أولى منهم، وبالفعل لم يصعد هؤلاء إلا بعد ركوب الأوكرانيين، أو من خلال العنف ومراوغة هؤلاء الجنود. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن قوات الأمن الأوكرانية كانت تمنع المواطنين من ذوي أصول عربية بنفس الحجة التي مُنع بها الأفارقة!

وقد منعت قوات حرس الحدود البولندية منذ يلاثة أيام مواطنين ذوي أوصول أفريقية يفرون من ويلات الحرب إلى بولندا. حتى وإن تمكن هؤلاء العرب والأفارقة من عبور الحدود الأوكرانية يفاجؤون بعنصرية من نوع آخر؛ حيث يعطي حرس الحدود الأولوية للأوكرانيين البيض ويرسلون الآخرين إلى الجزء الخلفي من قائمة الانتظار، وهو عبارة عن مساحات كبيرة قد تصل إلى كيلومترات يقطعونها سيرًا على الأقدام!

فحين يمر اللاجئون من نقطة التفتيش الأولى ينبغي عليهم السير لحوالي 4 أو 5 كم حتى يصلوا إلى نقطة التفتيش الثانية، هذا إذا كانوا من العرب أو الأفارقة أو الهنود أو أي من العرقيات الأخرى غير الأوكرانيين والأوروبيين، في الوقت الذي يعطون فيه الأوكرانيين والأوروبيين سيارات أجرة وحافلات للتنقل والسفر!

هذه التصرفات الحمقاء من الغرب دفعت شابًّا مغربيًّا أمس إلى فتح "مطواة" على باب أحد القطارات المتجهة من أوكرانيا إلى بولندا، وأكد هذا الشاب أنه لن يسمح بالمرور إلا للعرب والأفارقة؛ ما جعل الأوكرانيين يخافون ويخشون الصعود وظلوا في أماكنهم دون أن يتحرك أحد منهم لمنعه أو حتى محاولة ركوب القطار!

نقطة عنصرية أخرى، وهي أن الأوكرانيين يُسمح لهم بدخول دول الاتحاد الأوروبي دون تأشيرة دخول، على عكس غيرهم من العرب والأفارقة الذين يُطلب منهم ضرورة وجود تلك التأشيرة كي يتمكنوا من عبور الحدود الأوكرانية إلى الدول المجاورة.

عنصرية في التغطية الإعلامية

لم يتوقف الأمر على وسائل النقل فقط، بل واصلت وسائل الإعلام الغربية تلك العنصرية المتجذرة في طبائع الغرب والغربيين؛ فقد وصفت اللاجئين العرب والأفارقة بأنهم غير متحضرين، في حين وَسَمَت غيرَهم من الأوكرانيين بأنهم نازحين، وقال مراسل شبكة "CBC" الأمريكية بأن هؤلاء أوكرانيين ولسنا في أفغانستان أو العراق، وعبر نائب سابق للمدعي العام الأوكراني عن أسفه من واقع الأحداث قائلًا: «نأسف لرؤية وفاة أوروبيين ذوي عيون زرقاء وشعر أشقر»، وقال أحد المعلقين خلال حديثه مع قناة فرنسية: «نحن لا نتحدث هنا عن سوريين بل أوروبيين»، وقالت مراسلة قناة ""ITV البريطانية: «هذه ليست دولة نامية أو أمة من العالم الثالث؛ هذه أوروبا»، وقال كاتب في صحيفة "Daily Telegraph" البريطانية: «أوكرانيا دولة أوروبية، ويشاهد شعبها نتفليكس ولديهم إنستجرام»!

تفصح هذه التعبيرات الخرقاء عن عنصرية قميئة لديهم، وتثبت لنا أن الغرب لا ولن يكف عن عنجهيته وعنصريته مهما تشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فكل هذا يصبح هباء منثورًا مع أول اختبار يواجهونه؛ وما مواقفهم وتغطياتهم الإعلامية لفلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن عنا ببعيد.