وسط انشغال العالم بالأزمة.. الكيان الصهيوني يشجع هجرة يهود أوكرانيا إليه

  • 43
صورة أرشيفية معبرة

وسط كل تلك الأحداث المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، والصخب الإعلامي الدائر حولها، والقلق من تداعياتها على العالم أجمع، لا يقف الكيان الصهيوني المحتل مكتوف الأيدي ولا يكف عن التفكير في كيفية استفادته، ويسعى دومًا لتحويل كل شيء لصالحه؛ فها هو الآن يفتح أبوابه على مصراعيها لاستقبال آلاف المهاجرين من يهود أوكرانيا إليه.

البداية

خلال اليوم الثاني للغزو الروسي لأوكرانيا أعلن "ليؤور خياط" المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن أي يهودي يود الهجرة إلى إسرائيل سيكون موضع ترحيب في بلاده. بل إنه قدَّر أعداد اليهود الموجودين في وأكرانيا بما يتراوح بين 120- 200 ألف شخص. وبعد ذلك أعلنت الوكالة اليهودية في الكيان المحتل عن تدشينها خطًّا ساخنًا للطوارئ وللإجابة عن تساؤلات اليهود المقيمين بأوكرانيا بخصوص كل ما يتعلق بهجرتهم؛ من أجل تزويد اليهود الأوكرانيين بالإرشادات والمعلومات المتعلقة بهجرتهم إلى إسرائيل. وفي اليوم التالي قُدمت العديد من طلبات اليهود المقيمين في أوكرانيا للوكالة اليهودية كي تسمح لهم بالهجرة، وبعد ذلك بيومين وصل أكثر من 100 يهودي أوكراني إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم توالت هجرات مئات اليهود منذ بداية الحرب.

بل إن إسرائيل أعلنت حالة طوارئ منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتتضمن هذه الخطة الاستعداد والتحضير لاستقبال حوالي  5 آلاف يهودي أسبوعيًّا. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها نشرت مندوبين تابعين لها وللوكالة اليهودية والمنظمة الصهيونية العالمية كذلك عند المعابر البرية في أوكرانيا، التي يستخدمها الفارون من الحرب ويعبرون من خلالها إلى الدول المجاورة؛ وذلك لتسجيل العائلات اليهودية ومساعدتها على هجرتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وليست المؤسسات الإسرائيلية وحدها التي تدعم هذا العمل وتيسره، بل هناك مؤسسات خارج حدود إسرائيل تسعى لجمع التبرعات لأجل هذا الغرض مثل الاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية، و"كيرين هايسود" وهي أكبر منظمة رسمية لجمع التبرعات لإسرائيل، ولها فروع في 45 دولة، بالإضافة إلى دعم المانحين والأصدقاء للكيان المحتل من جميع أنحاء العالم.

القانون الإسرائيلي

يسمح القانون الإسرائيلي لليهود فقط بالهجرة إلى إسرائيل، الذي ينص في بنده الخامس المسمى بـ"العودة" على أن: «لكل يهودي الحق في الهجرة لإسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية في إطار القانون». وينص كذلك في بنده السادس تحت عنوان "تجميع الشتات والمستوطنات اليهودية" على أن: «تعمل الدولة على تجميع شتات اليهود في الخارج وتعزيز المستوطنات الإسرائيلية في أراضيها وتوفير الموارد لذلك». وينص أيضًا في بنده السابع تحت عنوان "التواصل مع الشعب اليهودي في الشتات" على أن: «تعمل الدولة بقوة على تعزيز أواصر الصلة بين إسرائيل واليهود في الشتات، وتساعد الدولة اليهود الذين يعانون المحن أو الأسر في أنحاء العالم».

دبلوماسية حذرة

تتمتع دولة الكيان الغاصب بعلاقات دبلوماسية قوية مع كلا الدولتين المتنازعتين حاليًّا (روسيا وأوكرانيا)، وتعلم يقينًا مدى قدرات الروس على إيقاع الإيذاء بهم إذا اتخذت أي قرار أو موقف يعادي موسكو، ومنها على سبيل المثال قدرة روسيا على تعزيز التعاون النووي مع إيران، أو إرسال أسلحة متطورة إلى سوريا، وغير ذلك مما في إمكان الروس القيام به، إضافة إلى وجود أكثر من نصف مليون يهودي داخل الأراضي الروسية؛ لذلك فحتى الآن سياسة إسرائيل تتعامل بحذر شديد مع تلك الأزمة.

ويعيش في روسيا نحو 570 ألف يهودي، وتستعد وزارة "استيعاب المهاجرين" في دولة الكيان المحتل بشتى الطرق والوسائل لاحتمالات زيادة أعداد اليهود الراغبين في الهجرة من روسيا إلى إسرائيل، خاصةً في ظل تفاقم الأزمة وتدهور العلاقات مع الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ الذي نجم عنه فرض عقوبات اقتصادية خانقة على موسكو؛ ما سيؤثر على سكان روسيا مباشرة سواء من الروس أو غيرهم، وهذا سيساعد على جدية تفكير يهود روسيا في الهجرة إلى إسرائيل.