تعاطف شعبي ورفض حكومي.. ما هو الحل لأزمة الطلاب المصريين العائدين من اوكرانيا ؟

  • 97

لا زالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على كافة الأصعدة، وكما لها تداعيات اقتصادية فإن لها تداعيات أخرى، وفي مقدمتها الأزمة المتعلقة بالطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون في أوكرانيا.

وكنتيجة حتمية للحرب، توقفت الدراسة في اوكرانيا سواء للطلاب الأوكرانيين او الوافدين إليها، ومن بينهم الطلاب المصريين.

تعاطف شعبي
وحظيت ازمة الطلاب المصريين العائدين من اوكرانيا بتعاطف شعبي؛ مما دفع العديد من أعضاء مجلس النواب للتقدم بطلبات الإحاطة، حيث طالب النواب بالسماح لهؤلاء الطلاب باستكمال دراستهم في مصر وبالجامعات المصرية.

وبرر النواب مطالبهم بأن السماح لهم باستكمال دراستهم حتى لا يتضرر مستقبلهم، مشيرين إلى أن السماح لهم بالدراسة في مصر سوف ينقذ الموقف.

رفض حكومي
بدورها، رفضت وزارة التعليم العالي السماح للطلاب المصريين العاىدين من أوكرانيا الالتحاق بالجامعات المصرية، حيث تساءل الدكتور خالد عبد الغفار كيف اسمح لطالب حصل على 55% ان يدخل كلية طب ؟!.

مقترحات للحل

من جانبه، قال النائب فايز بركات، رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب السابق، إنه يؤيد كلام وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار عن استكمال الطلاب المصرين العائدين من أوكرانيا لدراستهم في الجامعات المصرية، موضحا أن رفض الوزارة السماح لهؤلاء الطلاب الالتحاق بكليات الطب في مصر أمر جيد، لكنه يجب أن ينطبق على الصفوف الدراسية الأولى فقط.

ويرى بركات في تصريحات لـ "الفتح" أنه لا يمكن السماح لطلاب الصفوف الأولى، وخاصة طلاب الصف الأول والثاني من الطلاب المصريين بأوكرانيا، أن يستكملوا دراستهم هنا في الجامعات الحكومية المصرية، موضحا أن هؤلاء الطلاب مجامعيهم منخفضة ولم تنطبق عليهم شروط الالتحاق بالجامعات المصرية، ومن ثم لا يجوز قبولهم الآن.

وأشار رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب السابق، إلى أنه يمكن السماح لطلاب الصفوف النهائية من كليات الطب أو غيرها أن يستكملوا دراستهم في مصر، مبررا ذلك بأن طلاب هذه الصفوف قد درسوا بالفعل الطب وأساسياته عندما كانت دراستهم منتظمة في أوكرانيا، وبالتالي فإنهم لن يبدأوا من البداية، بل ستكون لديهم محصلة علمية حصلوا عليها من خلال دراستهم.

الجامعات الأهلية

قالت بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، إن الجامعات الأهلية قد تكون هي الحل الأنسب للتعامل مع ازمة الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا، خاصة ان القبول بهذه الجامعات يكون بمجموع درجات أقل.

وأضافت عبد الرؤوف في تصريحات للفتح انه قد يكون من المقبول أن يلتحق هؤلاء الطلبة بالجامعات الأهلية لأن بها أماكن كثير خالية، بالإضافة إلى أن هذه الجامعات خفضت المجاميع بشكل ملحوظ لكن مرفوض تماما أن يلتحقوا بالجامعات الحكومية ويتساووا مع طلابها.

وأوضحت الخبير التربوي أن بعض هؤلاء الطلاب يكونوا راسبون في بعض المواد، ومع ذلك يلتحقوا بكليات الطب هناك في اوكرانيا، موضحة أن هذا امر غير مقبول لدينا ولا يتماشى مع النظام هنا.

وترى عبد الرؤوف ان الجامعات الأهلية هي الحل الأقرب لهؤلاء الطلبة، خاصة ان تلك الجامعات خفضت مجاميع القبول بها، حيث تقبل كليات الطب من حصل على 85% بينما تقبل كليات الهندسة من حصل على 75% .

وأشارت الخبير التربوي إلى أن من حصل من الطلاب المصريين بأوكرانيا على نفس هذه المجاميع يكون من المقبول التحاقهم بالجامعات الأهلية او الجامعات الخاصة، لكن التحاقهم بالجامعات الحكومية هو امر مرفوض.

استثناءات مرفوضة
قالت بثينة عبد الرؤوف، الخبير التربوي، إن السماح للطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا سيفتح الباب أمام الاستثناءات أمام مشاكل لن تنتهي قريبا.

وأكدت عبد الرؤوف في تصريحات للفتح، أن أمر تحويل الطلاب بهذه الصورة كان يحدث من قبل، موضحة ان هذا الموضوع كان موجود قديما، حيث كان الطالب يخرج سنة للدراسة بالخارج ثم يعود لاستكمال دراسته الآن، وحدثت مشكلة كبيرة بسبب هذا الأمر حينها إلى أن تم إلغاؤها بنص القانون.

وأشارت الخبير التربوي إلى أننا نتعاطف جميعا مع الطلاب المصريين بالخارج، لكن التعاطف شيء والقبول بالأمر شيء، مؤكدة أن القبول سيفتح باب الاستثناءات مرة أخرى وهو أمر مرفوض.