الرفق مع الأطفال

حليمة فاروق

  • 55


  

إنَّ للرفقِ صورًا عديدةً في ديننا، بل أنَّ ديننا كله رفق ولين ورحمة، قال الله تعالى: { فبمارَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فاعفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، فديننا يأمرنا بالرفقِ واللين لاسيما مع الأطفال الذين هم أولى الناسِ بها لصغرهم وعدم تفهمهم ووعيهم لكثيرٍ من الأشياء.

فالرفقُ مع الطفل يبدأ منذ الصغرِ الباكرِ، حين ينمو في مهده، فيجب تنشئة الأطفال وتربيتهم باللين حتى نخلق بداخلهم نفسًا سويةً لا يشوبها تشويه ولا نقص.

وهم في صغرهم يحتاجون للحنانِ والأمانِ والمودةِ والترفق أكثر من أي شيء آخر، فالأطفال دائمًا يميلون لمن يدللهم ويتلطف معهم، وذلك لا يُكلفك المال ولا الإسراف، فاللين والرفق طباع لابد أن نتحلى بها مع أطفالنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا"، رواه الترمذي، وأحمد

فالرفق واللين لا يتسببانِ أبدًا في خلقِ طفل مدلل لا يعي همًا ولا يُلقي بالًا، ولا يخلقانِ طفلًا منعدم الشخصية كما نسمع، وإنما يربيانِ طفلًا بالحبِ والرحمة حتى حين يكبر ينعكس ذلك على رحمته بوالديه وبمن حوله.

وكما قال نبينا صلى اللّٰه عليه وسلم: "إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ".

ولتعلم أنه لا يرحمُ أحد طفلًا كان أو كبيرًا إلا وأتاه اللّٰه الخير ومَنَّ عليه بالرحمةِ، ومَن لا يتحلى بالرفقِ والرحمةِ فلا خير له ولا فيه كما قال حبيبنا صلى اللّٰه عليه وسلم: "مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ"

ولكن لابد من الوقوفِ جانبًا لطريقةِ الرفقِ واللين ذاك، فلا تكونَ في كل التعاملات مع الأطفال، لاسيما الأطفال الذين بدأ الوعي والإدراك لما حولهم يكبر ويستقر، فلابد من الحزمِ أحيانًا حتى تستقيم بذلك تربية طفلك تربية سليمةً سوية، ولا تخلق فيه رعونةً وجبنًا، ولنتذكر أخيرًا قول الحبيب المصطفى صلى اللّٰه عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه" رواه مسلم.