ما هي أسلحة فرط الصوتية التي يستخدمها بوتين بأوكرانيا؟

  • 1058
أرشيفية

 منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، تستخدم روسيا صواريخ أسرع من الصوت "تعجز عن رصدها كل أنظمة الدفاع الجوي"، واستخدمت موسكو تلك الصواريخ في تدمير مستودع كبير تحت الأرض للصواريخ وذخيرة الطيران للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ كينجال، كما تم تدمير مراكز استخبارات إذاعية وإلكترونية للقوات المسلحة الأوكرانية في فيليكي دالنيك وفيليكودولينسكو بإقليم أوديسا، بواسطة صواريخ باسيتون".

وذكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ذلك الأمر متباهيًا: "لقد قلت دائما، ويمكنني أن أكرر ذلك الآن، إن الدول العسكرية الرائدة في العالم ستمتلك بالطبع نفس الأسلحة التي تمتلكها روسيا اليوم"، وأضاف: "أعني الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن منذ عام 2018 عندما كشفت روسيا النقاب عن أسلحتها الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لم تطور أية دولة أخرى هذا السلاح حتى الآن. وستفعل ذلك في النهاية، لكنني أعتقد أننا سنكون قادرين على إقناع شركائنا بحقيقة أنه عندما يحصلون على هذا السلاح، سيكون لدينا على الأرجح وسائل لمواجهته".

ورجح خبراء استخدام روسيا أسلحة فرط صوتية لعدم قدرتها على الوصول للأهداف عبر طيران قريب، كما أنه بمثابة رسائل لأوروبا والناتو"، واستعراض لصواريخها وتجربتها في ميدان المعركة"، كما أن روسيا باتت غير قادرة على الذهاب بغارة جوية مباشرة في ظل وجود صواريخ (ستينجر) القادرة على اصطياد الطائرات، كما لم يكن لروسيا القدرة على الوصول بريا، بالإضافة إلى الإمدادات القادمة لأوكرانيا من الغرب".

ما هو السلاح فرط الصوتي؟

السلاح "فرط الصوتي" عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة "5 ماخ" أي أسرع خمس مرات من سرعة الصوت على الأقل، مما يعني أن بإمكانه اجتياز ميل في الثانية الواحدة، ويعتمد الصاروخ على الإطلاق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ثم ينفصل منه الرأس الحربي فرط الصوتي بسرعات هائلة نحو مستويات أدنى إلى الأهداف المحددة، ويمكن لهذا النوع من الصواريخ حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي ينطلق بسرعات هائلة لتدمير أهداف بدقة شديدة دون الحاجة لوقود دافع، بل باستخدام الطاقة الحركية فقط.

ومن أبرز الأسلحة فرط الصوتية التي تمتلكها روسيا هو "أفانغارد"، الذي يتميز بقدرته الفائقة على المناورة لمنع وسائل الدفاع المعادية من تحديد مساره، وإرسال معلومات عنه لاعتراضه، وتبلغ سرعته، وفقا لتقارير روسية، 20 ماخ، وقد تصل إلى 27 ماخ، أي ما يعادل 27 مرة سرعة الصوت وأكثر من 33 ألف كيلومتر في الساعة، وهو قادر أيضا على تغيير الاتجاه والارتفاع، مما يجعله "لا يهزم"، إضافة إلى صاروخ "تسيركون"، وهو صاروخ روسي مجنح وفرط صوتي، قادر على القيام برحلة طويلة المدى مع القيام بمناورة في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، باستخدام قوة الدفع لمحركه الخاص، على طول مسافة التحليق بأسرها.

الخنجر القناص

وتصل السرعة القصوى للصاروخ إلى 9 "ماخ" (9 أضعاف سرعة الصوت)، نحو 2.65 كلم/ ثانية على ارتفاع 20 كلم، أي أكثر من 10 آلاف كلم في الساعة، ويبلغ مداه الأقصى ألف كلم، وهو قادر على ضرب الأهداف الموجودة على سطح الماء وعلى البر بالفعالية نفسها، وكشفت روسيا تفاصيل جديدة عن صواريخ "كينجال" المحدثة، حيث يقدر الصاروخ الروسي على الطيران بعشرة أضعاف سرعة الصوت، 

و"كينجال" تعني "الخنجر القناص"، واسمه "الكودي" هو "كيه اتش 47 إم 2 كينجال"، تحمله طائرات "ميغ -31 كا" وتصل سرعته إلى 12 ألف كلم في الساعة، وهو قادر على تدمير الأهداف على مدى يصل إلى ألفي كلم، ويزن رأسه 500 كلغ، ومتخصص في تدمير الأهداف الأرضية والبحرية، ويمكن للصاروخ القيام بمناورات خلال كل مرحلة من مراحل طيرانه، ودخل الخدمة الفعلية في الجيش الروسي عام 2017، وفي مارس 2018، أعلن بوتن، في رسالة إلى الجمعية الفدرالية الروسية، أن اختبارات منظومة "كينجال" تكللت بنجاح تام، مشيرا إلى أنه "لا مثيل لهذه المنظومة في العالم"، وأوضح بوتن أن المواصفات الفنية والتكتيكية للطائرة السريعة (التي تشكل جزءا من المنظومة) تمكنها من الوصول بالصاروخ إلى نقطة إطلاقه الجوية خلال دقائق معدودة.

أما الصاروخ الذي يحلق بسرعة تزيد بـ10 أضعاف عن سرعة الصوت، فيقوم بمناورة في مراحل مساره كلها، مما يمكنه من اجتياز كل منظومات الدفاع الجوي والدرع الصاروخية المعاصرة والمستقبلية، كما يمكن أن يحمل الصاروخ رؤوسا نووية وغير نووية إلى مسافة تصل إلى ألفي كلم.