وقتك الضائع

فاطمة أغا

  • 55


لأننا لم نُخلق عبثًا في هذا الكون، بل خلقنا لغاية وهدف، للعبادة وعمارة هذه الأرض، ولكننا نواجه مشكلة كبرى وهي وقتنا الضائع بلا فائدة، ساعات طوال في النظر للهاتف، الصلاة نؤديها بتكاسل، نسهو عن الأذكار، ليس هناك وقت مع أن هناك وقتًا ولكننا لم نُحسن استغلاله، فالمرأة التي تشكو من قلة وقتها والشعور الدائم بأنها تدور في دائرة واحدة ولا تنجز شيئًا، نقول لها إذا كنتِ أمًّا فلا تلومِي نفسك فوقتك ليس بضائع، من تهتم بطفل وترعاه ليل نهار هذا جُل الفائدة، ولكن عليك الاحتساب لله.

أما الطالبات اللاتي يستسهلن الخروج بغير حاجة، وتضيع أوقاتهن في الشاشات والأحاديث التي بلا فائدة، نذكرهن بحديث النبي ﷺ: "نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ، والفراغُ" وقال ﷺ: "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ...." هذا الوقت الضائع سنسأل عن كل دقيقة فيه فيما أضعناه، هل في عمل صالح أم في اللهو ؟!

الدنيا لن تعطيكِ الوقت المناسب للبداية في التغيير واستغلال الوقت، نحتاج أن نبدأ من الآن، أن نحدد الأولويات والأهداف، وأن ننظم ونكتب كل ما نشعر بالتقصير فيه، ونستعد بكل دقيقة في حياتنا بأن نذكر أنفسنا أننا ربما لن نكون في هذه الدنيا غدًا، يقول الدكتور أحمد خليل: إن أكثر ما يواجه الوقت الغفلة، نغفل عنه، وأن هناك أناسًا تغيرت حياتهم بساعة الفجر وما بعدها "التماس البكور" لأن البركة في هذا الوقت غير عادية، لذا نحتاج لتطبيق عملي لاستغلال الوقت.

فإذا كانت هناك نصيحة شاملة كافية فعليكم بالقرآن فإن فيه بركة وقربًا وتدبرًا من الله -عز وجل-، ومع القرآن هناك تفسير وتدبر، وهناك دروس للفقه والعقيدة، والأحاديث وسيرة خير الخلق، هذا جانب العلوم الشرعية، ومعه جانب من علوم الدنيا النافعة، وبر بالآباء وصلة الرحم، وممارسة الرياضة، وتقديم المساعدات للغير..

 وكما أشار الدكتور أحمد خليل في حديث له: "أن مثلت النجاح في استغلال الوقت المحاسبة، والمجاهدة، والملاحظة، أن يكون لك هدف وحلم، وتهديف الحياة واغتنام الوقت هو الذي ينجيك من المقت".