تحدٍّ واضح لأمريكا.. كوريا الشمالية تُجري تجربة صاروخية جديدة وتطوِّر علاقاتها مع روسيا

  • 45
صورة أرشيفية معبرة

دأب العالم على مشاهدة كيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية وهو ماضٍ في طريقه ولا يعبأ بما يقوله أو يفعله العالم، ويضرب بالتهديدات الأمريكية والغربية عرض الحائط؛ فمنذ يومين أجرى تجربة جديدة لصواريخ متوسطة المدى من قاذفة متعددة، واعتبرتها جارتها كوريا الجنوبية تهديدًا حقيقيًّا لها وانتهاكًا لاتفاقية الحد من التوتر العسكري بينهما التي وقعاها في عام 2018م وتنص على وقف جميع الأنشطة العدائية التي قد تؤدي إلى ترترات عسكرية بين البلدين.

تجارب بيونج يانج

لم تكف كوريا الشمالية في أي وقت عن تطوير برنامجها النووي وتجاربها الصاروخية، حتى وإن ادعت غير ذلك أو حاولت إخفاءه إعلاميًّا، وبالفعل منذ بداية العام الجاري أجرت كوريا الشمالية تجارب على صواريخ باليستية فائقة السرعة، إضافة لأخرى قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وخلال منتصف الشهر الجاري. وتمتلك بيونج يانج صواريخ من نوعية "هواسونغ-14" الذي يبلغ مداه 8 آلاف كيلومتر وقد يصل إلى 10 آلاف كيلومتر في أقصى إطلاق؛ ما يعني قدرته على الوصول إلى نيويورك.

وهناك صاروخ آخر اسمه "هواسونغ -15" يبلغ مداه 13 ألف كيلومتر، إضافة إلى صاروخ باليستي جديد –لم يُذكر اسمه بعد، ولم يكشف عنه حتى الآن- يفوق ذلك المدى ويعمل بالوقود السائل ويمكنه حمل عدة رؤوس حربية بما فيها النووية، وباستطاعته الوصول إلى أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية. وتوجد كذلك صواريخ باليستية تُطلق من الغواصات، وأعلنت كوريا الشمالية في شهر يناير من العام الماضي أنه يعد أقوى سلاح في العالم. علاوة على صاروخ آخر أُطلق في شهر الماضي وُصف حينذاك بأنه قذوف تكتيكي موجَّه جديد، يكمنه حمل وزن 2.5 طن متفجرات، وقادر على حمل رأس نووي.

وقد أجري اختبار صاروخ "كروز" بعيد المدى في شهر سبتمبر الماضي؛ ما يعد مزيدًا من التحديات لأنظمة الدفاع الكورية الشمالية لأنه ليس من الضروري أن تتبع هذه الصواريخ مسارًا مستقيمًا، ويمكن برمجتها لتفادي اكتشافها. وهذا الصاروخ قادر على قطع مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر؛ أي أن مساحة كبيرة من اليابان ستكون في نطاق مداه. ويمكن للصاروخ الذي اختبرته كوريا الشمالية في شهر سبتمبر الماضي أيضًا وتفوق سرعته سرعة الصوت أن يقطع مسافات بسرعات أعلى بكثير، ويمكنه تفادي اكتشاف الرادار لفترة أطول مقارنة بالصواريخ الباليستية.

رسالة إلى أمريكا

هذه السياسة التي تنتهجها بيونج يانج واستمرار تطويرها قدراتها العسكرية لا سيما النووية تعد بمثابة رسالة شديدة اللهجة إلى واشنطن مفادها أننا هنا وماضون في طريقنا ولن توقفنا عقوباتك وتهديداتك. وبالفعل فإن عقوبات مجلس الأمن الحالية لا تمنع كوريا الشمالية من اختبار صواريخ "كروز" أو غيرها.

يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية وروسيا إلى تطوير العلاقات في ظل التوترات الدولية الآنية، كنوع من محاولة الخروج من العزلة عليهما بسبب العقوبات الأمريكية، لا سيما موسكو التي تصاعدت حدة العقوبات الغربية عليها بسبب غزوها كييف؛ ما يعد تحديًا آخر من الدولتين للولايات المتحدة الأمريكية، ورسالة أخرى تحمل نفس مضمون الرسالة الأولى؛ فقد اجتمع اليوم سفير كوريا الشمالية في روسيا مع نائب وزير الخارجية الروسي لبحث هذا الأمر.