نصف الأزمة

  • 152

هناك أزمة حاليا في مصرعلى نطاق واسع أزمة بين جزئين من الشعب.. أزمة كبيرة وشديدة..

جزء من الشعب المصري يدعم الفريق أول عبد الفتاح السيسي ويريده أن يتولى رئاسة الجمهورية وجزء يؤيد الدكتور محمد مرسي ويريد عودته لحكم الجمهورية .. وكل فريق يحمل عداءً شديدا للفريق الآخر.. ويحمل كرها وبغضا ونفورا وهجوما واتهاما للفريق الآخر.
وهذا نصف الأزمة!

ونصف الأزمة الآخر هو العداء بين أبناء التيار الإسلامي بعضهم ضد بعض.. وهناك اختلاف في وجهات النظر، اختلاف في الرؤى، اختلاف في الاجتهادات، اختلاف في الحكم على الأحداث، اختلاف في طريقة النظر والتفكير وكل فريق يخطئ الآخر ويتهمه ويغلظ عليه ويعاديه ويقسو عليه ويهاجمه فحدث الشقاق الواسع بين أبناء التيار الإسلامي والبغض والكراهية والقطيعة والمحاربة والانقسام الشديد وهذا نصف الأزمة..
وأريد أن أقول لأبناء التيار الإسلامي يجب أن تتجاوزوا الأحداث الماضية، اتركوا الأحداث جانبا، وعودوا لجولة جديدة من المحاولات، وعودوا لوحدة الصف عودوا للتعاون، كل فريق يلتمس للفريق الآخر الأعذار ويحسن به الظن ويحترم اجتهاده ووجهة نظره ويقدرها ويثمنها، لا داعى للتخوين والاتهامات لابد من تصحيح المسار ولملمة الجراح وتحديد الأهداف وتوحيد الغايات.
لابد من الاتحاد والتعاون والتقارب وإلا فالانقسام يضعف الصف ويسبب الخسارة والفشل، لابد من كف اللسان تماما ضد بعضنا، لابد من التفكير سويا وفتح قنوات للاتصال ومد جسور للتواصل، لابد من تغير إيجابي، لا بد من جديد، وإلا فالاستمرار على ما نحن عليه الآن مصيبة وهو خسارة وهو مزيد من التراجع، سأحترم اجتهادات الآخرين وأقدرها وأفهمها وأحسن الظن بهم وألتمس لهم الأعذار، وأطلب من الآخرين أن يحترموا وجهة نظري واجتهادي ويحسنوا بي الظن ويلتمسوا لي الأعذار.
لن أهاجمهم علنا ولن أنتقدهم علنا إلا لو اتهموني علنا وطعنوا في وحاولوا هدمي .. فدفاعا عن نفسي سأبين ولو كان السكوت أفضل وأحسن سأسكت .. ولو كان السكوت أسوأ فسأتكلم ... ولكن عندي الاستعداد للتهدئة .. وأريد من غيري أن يبادلني نفس الاستعداد.. أريد التعاون أريد التنسيق .. وعلى غيري أيضا أن يريد مثلي التعاون والتنسيق.. أتمنى أن نراجع مواقفنا ولا نصر على رأي رأيناه وإلا فلو كل اتجاه أصر على موقفه وتشبث بفكرته وتمسك برؤيته فالنتيجة هي استمرار الأوضاع على ما هي عليه .. بل زيادتها سوءا وتدهورا وهذا خطر كبير.
التحديات القادمة صعبة بل أصعب مما مضى.
ويمكن إذا تغيرنا أن نعوض جزءًا مما فات من الخسارة.. لذا فالتقارب والتفاهم والتعاون مهم جدا.. وإن لم يحدث هذا فسينقسم أبناء التيار الإسلامي أكثر وأكثر.. فإذا كنا اليوم خمسة أوستة أوسبعة تكتلات فسننقسم ونصبح عشرة أو خمسة عشر أو عشرين تكتلا صغيرا.. سنتفتت أكثر وأكثر وسنفترق أكثر وأكثر.. وهذا ما لا نريده ولا نحبه ولا نسعى إليه بل يسعى إليه أعداء الإسلام. فساعدني أخي القارئ في التهدئة.. وساعدني في التقارب.. وساعدني على إصلاح ذات البين ولم الصف وبناء الجدار الصلب.. لنصبر جميعا ونغير أسلوبنا ولهجتنا.. وليخفف بعضنا عن بعض لننظر إلى القادم..إلى المستقبل ولنغير مواقفنا إلى الأحسن لابد من تغيير .. لابد من تغيير .. لابد من تغيير.. ومراجعة ومحاسبة.. وإن لم نفعل هذا فسنرجع إلى الوراء ونتقهقر..

نصف الأزمة الحالية بين أبناء التيار الإسلامي.
بعضهم ضد بعض لو عالجنا هذه الأزمة فسنعالج النصف الآخر إن شاء الله .. وإن لم نعالج هذا النصف فستتفاقم الأمور وتتدهور أكثر وأكثر.. ومهمة كل واحد أن يضيق الهوة ولا يوسعها.. وأن يسكن الأوضاع ولا يهيجها وأن يطفئ نيران الغضب ولا يشعلها.. وأن يهدئ النفوس الغاضبة ولا يفجرها .. أطفئوا نيران الفتنة رشوا عليها الماء حاصروها. لاتتسببوا في زيادتها ...... وإلا.....
وأول خطوات التغيير هي إمساك اللسان .. وقلة الكلام .. ثم تخطئة كل واحد لنفسه وليس للآخرين .. ثم العزم على الإصلاح ثم الأخذ بالأسباب.