تعددت الحكومات ومصر واحد

  • 139

عاشت مصر سنين طويلة تحت وطأة الظلم والطغيان والنهب والأنانية حتى افتقد شعبها لما كان يستحقه من مقومات حياة كريمة نزعت منه انتزاعا وسلبت منه سلبا
تعددت حكومات واحدة تلو الأخرى منذ عهد 23 يوليو وقبله وبعده حتى وصلنا لعامنا الحالي 1435 هـ 12013 م، ولم تر هذا البلاد نور الحياة بعينها بل يزداد ضعف بصرها يوما بعد يوم .. وكلما جاء حاكم لها وعد أهلها بما سيروه من خيرات، ولكن بعد فترة وجيزة جدا على حكمه سرعان ما يتحصل وحده وأسرته الكريمة على كل تلك الخيرات دون مراعاة لشعور الناس .. بل يبدأ في المن عليهم بأنه يحكمهم وليحمدوا ربهم أنه حاكمهم وحاميهم من الانفلات والضياع والتفكك وهلم جرا ..
تتشابه الحكومات المصرية في شخصياتها وعملها وآدائها تقريبا بينما تختلف الظروف اختلافا كأنك في عدة دول وليس دولة واحدة .. قامت ثورة قعدت ثورة، نامت ثورة استيقظت ثورة .. كل شئ في بلادنا يبدوا كما هو ..إلا الشعب الذي صار أكثر ثقافة أكثر عنفا أكثر أنانية أكثر فقرا..
ليس هناك فروق تذكر بين حكومة واخرى حتى التي جاءت على عهد ما عرف بالإسلاميين فمثلها مثل غيرها لأن عملها وهدفها لم يتغير كثيرا عن ما قبلها..
فرئيس وزراء لا يعرف شيئا عن أمور الوزراة والحكم، ورئيس دولة ليس متفرغا للحكم، وحكومة تسعى بكل ما تملك لكي تقضي على ثورات الشعب،،
ماذا يجب علينا في ظل هذا كله؟

أولا : أن نقدم لهذه البلد ما نستطيع بصرف النظر عن حكومة من غيرها فعلت أم لا،
ثانيا : أن نساعد تلك الحكومات إن استطعنا، إن لم تتغير لأي سبب وهذا مساعدة منا لأنفسنا ولبلدنا،
ثالثا : توفير المناخ المناسب للعمل دون التشغيب الذي لا يثمر ولا يغني من جوع إلا إذا كان ضغطا لتغيير حكومة فاشلة لا يشعر الحكام حجم فشلها .. فكأنه مساعدة منا للحاكم،
وما ذكرته ليس من باب التأييد أو المعارضة لكنه من باب التوضيح والمعاضدة لينهض بلد طالما أريد له ألا ينهض.