إثيوبيا تواصل التعنت وتستعد للملء الثالث لـ "سد النهضة"

مساعدة وزير الخارجية: أديس أبابا لن ترضخ للمفاوضات دون ضغط

  • 3257
سد النهضة

لازال المشهد الضبابي يسيطر على أزمة سد النهضة، وما بين إثيوبيا التي تواصل البناء وإطلاق التصريحات المتتالية التي تؤكد بدء انتاج الكهرباء والملء الثالث، وتمسك القاهرة والسودان بالحلول الدبلوماسية والسياسية للأزمة؛ تضيع حقوق دولتي المصب مصر والسودان، ورغم تشكيك كثير من المسئولين والخبراء في تصريحات أديس أبابا حول تخزين أكثر من 18 مليار متر مكعب من المياه، وكذلك التشكيك في ملئ 10 مليار متر مكعب من المياه في المرحلة الثالثة،  يظل سد النهضة يمثل معضلة كبيرة  لمصر والسودان، خاصةً في ظل التأكيدات بأن بناء السد يفتقد لعوامل الأمن والسلامة.

وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن المشهد المتعلق بسد النهضة وتحديدًا الملء الثالث ضبابي، حيث يتبقى على الملء الثالث 40 يوماً، بينما تحتاج أديس أبابا إلى 70 يوماً للوصول إلى تعلية قدرها 20 مترًا لتخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب، موضحًا أنَّ الشواهد تؤكد نية إثيوبيا في الاستمرار في أعمال البناء والتخزين دون التواصل مع دولتَي المصب.  

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ هندسة الجيولوجيا بجامعة القاهرة وخبير الموارد المائية، إن إثيوبيا انتهت من تفريغ منطقة وسط سد النهضة؛ استعداداً لعملية الملء الثالث، بهدف تخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب، مؤكدًا أن أن التصريحات الإثيوبية تتناقض تمامًا مع الواقع أو ما سيتم تخزينه، مشددًا على أن سرعة عملية البناء والتخزين عشوائية وتفتقر إلى عوامل الأمان والسلامة.

وأكد أستاذ الجيولوجيا، أن إثيوبيا تواجه كثير من المشكلات الفنية في يناء السد، وتصريحاتها لها أهداف سياسية، موضحًا أن إثيوبيا تروج لاكتمال الملء الثالث لسد النهضة بتخزين مياه قليلة الأحد   

ونحو ذلك السياق، قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية سابقًا، إن مجرى الأحداث السابقة على مدى سنوات يدل على أنه ما لم يكن هناك عنصر قوة وضغط على إثيوبيا فإنها لن تستجيب، ولن تتحرك قضية سد النهضة للأمام، مؤكدة أن مصر غالبًا لا تحل أزماتها بالقوة العسكرية وتظل أخر خيار.

وأكدت مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، في تصريحات لـ"الفتح"، أنه لابد من عنصر جديد يدخل في المعادلة ليرغم إثيوبيا على الجلوس على مائدة المفاوضات وقبول حلول تضمن حماية مصالح الدول الثلاث، سواء كان عن طريق الاتحاد الأفريقي أو الأوروبي.

وأشارت منى عمر إلى أنها لا تتوقع أي خلخلة للوضع القائم في أزمة سد النهضة ما لم يدخل عنصر قوة جد، موضحة أنها لا تقصد القوة العسكرية، وشددت على ضرورة وجود ضغوط اقتصادية يتم توقيعها على إثيوبيا، لأن سياستها اعتداء واضح على حياة مصر والسودان.

وأوضحت السفيرة السابقة أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك ويخرج عن صمته من أجل الضغط على آبي أحمد، منوهة بأن مصر تحتاج لخلق مصالح للمجتمع الدولي ليتدخل، لتقبل أديس أبابا البدائل والحلول والمقترحات التي وضعتها مصر والتي تساعد إثيوبيا تعلى حقيق الأهداف المعلنة لتطوير الطاقة والكهرباء بما يضمن مصالح القاهرة والخرطوم.

وأفادت الدبلوماسية المعنية بالشأن الأفريقي، بأن الهدف الحقيقي لإثيوبيا ليس الطاقة أو التنمية، إنما لها أهداف سياسية واستراتيجية مع دول أخرى، لافتة إلى أهمية تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وضرورة التزام إثيوبيا بالمواثيق الدولية، لحماية أمن مصر الداخلي.

وأعلنت إثيوبيا في 20 نوفمبر الماضي عن تشغيل أولي توربين لتوليد الكهرباء من السد، كما زعمت أديس أبابا بدء المرحلة الثالثة الملء، ويذكر أن المفاوضات متوقفة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، منذ أبريل 2021.