مؤتمر المقاطعة العربية لإسرائيل يدعو لتفعيل المقاطعة ويحدد شروط التطبيع

  • 85
الجامعة العربية


بدأت اليوم "الأحد" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية أعمال المؤتمر الثامن والثمانين لضباط اتصال المكاتب الإقليمية للمقاطعة العربية لإسرائيل، برئاسة السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة ومشاركة وفود من السعودية وقطر والإمارات والعراق ولبنان والسودان والمغرب وفلسطين وجمهورية القمر المتحدة بالإضافة إلى ممثلين من منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، ويعقد الاجتماع بعد تأجيله ثلاث دورات نظرًا للظروف التي مرت بها العديد من الدول العربية ونظرًا لأن المكتب الرئيسي للمقاطعة مقرًا له.


وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، على أهمية تعاون الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي كجناحان للتكاتف من أجل استراداد الحقوق الفلسطينية وتفعيل سلاح المقاطعة ضد الاحتلال الفسلطيني.


وأكد أهمية ذلك الاجتماع في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. واصفًا النظام الإسرائيلي بالكيان العنصري الذي لا يقل شراسة عن نظام الأبارتيد العنصري في جنوب أفريقيا، وأنهم فاقوا النازيين في عدوانهم، مشيرًا إلى أن مقاطعة منتجات الاحتلال رسالة سلام وواجب وطني وعربي وإسلامي لتصحيح الأمور ولأننا أصحاب حق، مناشدًا الصحافة الصحافة العربية أن تأخذ دورها الكبير في دعم عملية المقاطعة كما تفعل الصحافة الغربية.


وأشار إلى أنه لا يجوز أن تمر 3 دورات ولا ينعقد هذا الاجتماع، مرجعًا ذلك إلى ظروف الدول العريية خلال السنوات القليلة الماضية، مشيدًا بتعاون مكتب دمشق ولبنان لعقد هذا الاجتماع في القاهرة.


وقال السفير "صبيح" تأتي متابعة ذلك الملف في ظل ظرف عربي ودولي صعب، وفي خضم معركة قاسية جدًا لفلسطين وقطاع غزة وأيضًا في دول عربية تتعرض لأمور قاسية للغاية، مشددًا على أن وضع العالم العربي الآن يحتاج إلى أبناء الأمة العربية.


وتابع: نعقد اجتماع المقاطعة في القاهرة ونحن نرى المقاطعة ضد إسرائيل في العالم إزدادت مئات الأضعاف عما كانت عليه، مشيدًا بقرار الاتحاد الأوروبي حظر منتجات المستوطنات، وبالدور الذي تقوم به مدارس واتحادات وكنائس ومؤسسات كثيرة في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا، لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية.


وقال أن حركة المقاطعة الدولية تنتشر في كل مكان، لافتًا إلى وجود مائتي مدينة تقاطع الاحتلال على مستوى العالم.


وأشار إلى أن المقاطعة تزداد الآن ضد إسرائيل، لانتهاكها القوانين والأعراف الدولية وعلى مدار الساعة تمارس انتهاكات تخالف القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.


وتهكم على إسرائيل قائلا أنه تفعل تلك الانتهاكات لأنها تعتقد انها دولة محمية محصنة، لكنها واهمة لأن الحركة الشعبية أقسى عشرات المرات في مواقفها من النظم الرسمية في العالم، مستشهدًا بأن الذي أطاح بنظام "الأبارتيد" العنصري في جنوب أفريقي، كانت حركة المقاطعة الشعبية، رغم أن هذا النظام كان مدججًا بالأسلحة المتطورة ولديها أيضًا سلاح نووي.


وقال: ليس العرب من اخترع المقاطعة، فهناك دول كثيرة اتبعت هذا الأسلوب ضدنا وبشكل ظالم، مثلما حدث مع مصر سنة 54، حيث منعت عنها الأدوية والأقماع لتجويع الشعب المصري، وكذا حصل مع سوريا وليبيا والسودان تعرضت لهذه العقوبات وهي عقوبات ظالمة، فما بالنا إذا كان العدو عنصري ومتطرف وعدواني وينتهك القانون الدولي ويحوز على أكبر عدد من الإدانات والقرارات ورغم ذلك يقوم بهذه العربدة.


وأوضح أن الدول العربية لا تتتهج المقاطعة ولكنها أتمارسه كأسلوب لتصحيح الأوضاع.


ورهن التطبيع مع إسرئيل وتبادل السفراء معها، عندما تقوم بمنع الظلم عن الشعب الفلسطيني والعربي وإعادة الأراضي المحتلة وتنفيذ مبادرة السلام العربية التي ترمي إلى إقامة الدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينين، وينتهي الصراع إلى هذا الحد، مشددًا على أنه لا سلام مع الاحتلال.


وانتقد محاولات تسريب البضائع الإسرائيلية لبعض دولنا، داعيًا إلى تشجيع المنتج العربي الوطني، قائلا لا اعتقد أن يرى أي شريف تهدم المساجد والكنائس والمواطنين أشلاءًا ويقوم باستقطاب البضائع الإسرائيلية.


ولفت إلى ما يجري في القدس من عدوان موازي للعدوان الذي تقوم به إسرائيل على غزة على مدار الساعة من اقتحامات على المسجد الأقصى غير الاعتقال والهدم والاستيطان، واعتقال 2500 شاب لدواعي أمنية في الضفة الغربية!.


وأشاد بنجاح عمليات المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية في فلسطين نجاحًا كبيرًا، إذ لا يجوز أن يقوم اقتصاد إسرائيل على الانتهاكات والعدوان والاستيطان.


وأضاف مسؤوليتنا كبيرة كمكتب مقاطعة كبير وشعوب الأمة العربية مطالبة بتفعيل المقاطعة على أعلى مستوى، موضحًا أنه من غير الممكن أن يكون الغرب والمنظمات الأهلية التابعة له موقفها من المقاطعة أقوى من الدول العربية والإسلامية.


من جانبه أكد السفير أنور عبد الهادي، مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدمشق، على أهمية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية الآن أكثر من أي ظروف مضت، كعنصر أساسي في مقاومتنا السلمية، مشيرًا إلى أن الظروف صارت مواتية لأشقائنا لأن يلتزموا بالمقطاعة، بعدما رأيناه من وجه إسرائيل القبيح.


وقال نوجه رسالة واضحة لهذا الكيان أنه لا تعاون معك قبل إقامة السلام.


وقال أن أوروبا سباقة عن العرب في هذه القضية، منائد بالقول: رجاء من أجل الأطفال والدماء أن يتكون رسالتنا واضحة لإسرئيل أنه لا تعامل معه حتى إقامة السلام العادل.


من جهته قال عادل سلامة ممثل منظمة التعاون الإسلامي، في الاجتماع، أن الأمانة العامة للمنظمة إنشأت مكتب للمقاطعة منذ الثمانينات، بمشاركة 57 دولة إسلامية.


وأكد حرص المنظمة على التعاون مع المكتب العربي لمقاطعة إسرئيل والتعاون لتفعيله خاصة في ظل العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني الذي تجاوز كل الأعراف والقيم الدولية.


ولفت إلى تلقي منظمة التعاون قائمة واسعة من شركات إسرائيلي تعمل في دول إسلامية أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، كاشفًا عن عمل إحدى تلك الشركات الإسرائيلية مع 54 دولة إسلامية.


وقال أن المقاطعة سلاح قانوني وحق سيادي ينبغي تعميمه كنموذج لرفض العدوان الإسرائيلي ولعزل إسرائيل على الساحة الدولية.