شركات السلاح الأمريكية تستغل الأزمة الأوكرانية وتحقق مزيدًا من الأرباح

  • 24
صورة أرشيفية معبرة

مضى أكثر من شهر ونصف على بدء الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، وفي الوقت الذي يترقب العالم أجمع تبعات تلك الحرب، تستغل شركات السلاح الأمريكية الأزمة وتحقق أرباحًا هائلة نتيجة سعي عدد من الدول لتعزيز دفاعاتها وترساناتها، ويتزامن ذلك مع إعلان بعض الدول الأوروبية زيادة ميزانياتها من الإنفاق العسكري على إثر تلك الأزمة.

استرتيجية أمريكا

لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مخزوناتها لتزويد أوكرانيا بصواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، وصواريخ "جافلين"، والطائرات المسيرة؛ وهذا التصرف أوجد نقصًا في المخزون الاستراتيجي لهذه الأسلحة داخل مستودعات القوات المسلحة الأمريكية وجيوش أوروبية أخرى، وهذا الأمر يتطلب وجود تعويض من هذه الأنواع. وقد سددت واشنطن أثمان تلك الأسلحة لشركتي "لوكهيد مارتن" و"ريثيون تكنولوجيز"، وهما شركتان أمريكيتان، وتعدان الأكثر استفادة وتحقيقًا للأرباح خلال تلك الأزمة، وسيقع على عاتقهما تزويد الجيش الأمريكي بأي نقص في مخزونه من الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للدبابات.

وتخطط وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" لشراء أسلحة تقدر بـ3.5 مليارات دولار، خصصتها واشنطن لهذا الغرض في قانون الإنفاق الحكومي الذي اعتمدته في منتصف مارس الماضي. ويجري الآن تصنيع صاروخ "جافلين" المضاد للدبابات عن طريق مشروع مشترك بين شركتي "لوكهيد مارتن" و"ريثيون"، في حين توقف إنتاج صاروخ "ستينجر" المضاد للطائرات الذي كانت تنتجه شركة "ريثيون تكنولوجيز" لفترة طويلة من الزمن، لكن وزارة الدفاع طلبت منها في الصيف الماضي إنتاج دفعة جديدة من تلك الصواريخ، بمبلغ يقدر بنحو 340 مليون دولار خلال، وبسبب الأحداث الحالية وتسارع أوكرانيا على امتلاك السلاح فمن المتوقع أن يطلب "البنتاجون" مزيدًا من تلك الصواريخ كي يزود بها كييف، لأنها الصواريخ الأكثر استخدامًا حاليًّا من الجنود الأوكران بسبب خفتها وسهولة التدريب عليها واستخدامها ونتائجها المؤثرة في أرض المعركة، والتي يزوَّدون بها منذ بدء الحرب؛ ما يزيد في نهاية المطاف من أرباح شركات السلاح الأمريكية.

حجم المكاسب

رغم ذلك يبدو أن الأرباح التي ستحققها الشركتان الأمريكيتان من بيع صواريخ "جافلين" و"ستينجر" ستكون أقل من العام الماضي؛ فعلى سبيل المثال إذا شُحن 1000 صاروخ "ستينجر" ومثلهم من صواريخ "جافلين" إلى دول شرق أوروبا كل شهر -وهو وضع متوقع نظرًا لوتيرة الحرب الحالية- فربما يعادل ذلك من مليار إلى ملياري دولار كعائدات للشركات المصنعة؛ وهي عائدات قليلة مقارنة بالعام الماضي الذي حققت فيه هذان الشركتان "ريثيون تكنولوجيز" و"لوكهيد مارتن" أرباحًا كبيرة قُدرت بنحو 64 مليار دولار، و67 مليار دولار على الترتيب. لكن مع ذلك فإن الوضع الحالي في صالح تلك الشركتين على المدى القريب والبعيد.

علاوة على ذلك فإن زيادة التوتر والصراعات في قارة آسيا والمنطقة العربية وأوروبا الشرقية سيؤدي إلى زيادة المبيعات في العالم خلال العام الحالي وما بعده، إضافة إلى وجود منافسة قوية بين القوى العظمى على امتلاك أحدث الأسلحة؛ ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة تلك الدول أحجام إنفاقها العسكري باستمرار؛ وبِناءً عليه سيحقق ذلك مزيدًا من الأرباح لشركات تصنيع السلاح.

وبالنظر إلى الوضع الحالي؛ فإن الحرب في أوكرانيا تعيد تشكيل النظام الجيوسياسي بصورة لم يوجد لها مثيل منذ 30 عامًا، وبدأت مختلف الدول تدرك أن العالم لم يعد آمنًا كثيرًا أو على الأقل كما كانت تتمنى؛ وبالتالي ستضطر إلى زيادة الاستثمار في المنتجات الدفاعية والتسليحية؛ وهو وضع في صالح شركات تصنيع  السلاح وعلى رأسها الشركات الأمريكية بالطبع.