الحرب الأوكرانية تهوي بمبيعات السيارات في روسيا

  • 24

 تراجعت مبيعات السيارات الروسية الشهر الماضي مع تضرر الروبل، بسبب العقوبات المفروضة على غزو أوكرانيا، وانضمام العديد من شركات السيارات العالمية إلى حملة مقاطعة البلاد، ما ترك المشترين في مواجهة انخفاض عدد صالات العرض.

 

هبطت مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 60% في مارس عن الشهر السابق في "رولف"، التي تُعدّ أكبر وكالة تجارية في روسيا، وتوقعت الرئيسة التنفيذية للوكالة سفيتلانا فينوغرادوفا، أن ينخفض الطلب بمقدار النصف هذا العام إلى مستوى مساوٍ لإسبانيا التي يبلغ عدد سكانها ما يوازي ثلث سكان روسيا.

 

يأتي الانهيار في مبيعات السيارات مع قيام المستهلكين بتحويل إنفاقهم إلى السلع الضرورية، بينما يستعدون للركود الناجم عن الحرب. وارتفعت أسعار السيارات بنسبة 40% في مارس حسب بعض التقديرات، في حين أوقفت شركات صناعة السيارات بدءاً من "تويوتا موتور" وصولاً إلى "فولكس واجن" الإنتاج في روسيا كجزء من مقاطعة دولية غير مسبوقة.

 

ومع مواجهة المشترين لأسعار أعلى وخيارات أقل، تسعى الحكومة لتحفيز الإنتاج المحلي؛ إذ قد يتم استبدال السيارات المستوردة من أوروبا واليابان بطرازات صينية وهندية، وفقاً لما ذكره أنطون شابارين، نائب رئيس الاتحاد الوطني للسيارات.

 

"شابارين" أشار أيضاً إلى أن أسعار سيارات "هافال" من شركة "جريت وول موتور" التي تم تجميعها في روسيا ارتفعت بنسبة 50% منذ الغزو، مضيفاً: "كثير من الناس يقولون إن رفاقنا الصينيين لن يغادروا سوقنا، وهم لن يفعلوا ذلك بالطبع، حيث سيستفيدون من السوق الروسية حتى آخر روبل".

 

يتناقض ذلك مع المنتجين من شركة "فورد موتور" إلى شركة "هوندا موتور" الذين لم يعودوا يشحنون المركبات أو قطع الغيار إلى روسيا. في حين علّقت "رينو"  عملياتها في ثاني أكبر سوق لها، وحذّرت من أنها قد تُخفّض قيمة أعمالها.

 

كما أدى الاعتماد الكبير لشركات صناعة السيارات المحلية على المكونات المستوردة إلى صدمة شديدة، حيث رفعت أكبر شركة محلية لإنتاج السيارات، وهي شركة "أفتوفاز" التي تملكها "رينو"، الأسعار ثلاث مرات حتى الآن هذا العام.

 

وقالت دائرة الإحصاء الفيدرالية الروسية الأسبوع الماضي إن أسعار السيارات الأجنبية ارتفعت بنسبة 29% عن بداية العام.

 

مع صعوبة العثور على سيارات جديدة في روسيا، والتضخم المتسارع الذي يُهدد بخفض المدخرات، لجأ بعض الروس إلى الأسواق المجاورة، التي ظلت مفتوحة أمامهم.

 

حيث استحوذ العملاء الروس على حوالي 10% من المبيعات في شركة "أوتودوم" في مدينة كوستاناي الكازاخستانية التي تقع على بعد 180 كيلومتراً (110 أميال) من الحدود، وفقاً لمدير مبيعات الوكالة يفغيني بيبر. وفي السابق، كانوا يشكلون حوالي 1% من المشترين، على حد قوله.

 

حتى قبل الأزمة، كانت روسيا تكافح بالفعل من العجز في السيارات الجديدة بسبب اضطرابات سلسلة التوريد وتأخيرات التوزيع التي واجهتها صناعة السيارات على مستوى العالم.