أزمة باكستان من مقترح المعارضة وحتى إقالة عمران خان.. إليك التفاصيل

سحب الثقة من عمران خان وانتشار الجيش في البلاد واختيار رئيس وزراء جديد غدًا

  • 778
شرطة باكستان في الميادين

من رياضي في منتخب بلاده إلى رئيس وزراء باكستان الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك التكنولوجيا والسلاح النووي، وسابع أقوى دولة عسكرية على مستوى العالم، كما أضحى عمران خان رئيس وزراء باكستان ذو قاعدة سياسية وشعبية لا بأس بها في باكستان رغم انخفاضها نسبيًا بعد عدة أزمات بين خان وبين المعارضة وجهات داخلية أخرى في باكستان، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الشائك.

أزمة سياسية

وتصاعدت الأزمة السياسية في البلاد، بالاقتراح الذي تقدمت به أحزاب المعارضة الباكستانية إلى البرلمان الباكستاني للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء عمران خان وسحب الثقة منه، وسمح البرلمان للنواب بالتداول في أسباب وحيثيات سحب الثقة عن رئيس الحكومة لمدة 3 أيام، ووجهت المعارضة عدة اتهامات لعمران خان، وأعلن زعيم المعارضة شهباز شريف وهو يقدم الاقتراح في العاصمة إسلام أباد، أن رئيس الوزراء لن يحظى بثقة هذا المجلس.

عمران خان يدافع

ووجه خان عدة اتهامات لجماعات المعارضة، قائلًا أن ما يحدث مؤامرة وذلك في كلمة له أمام أنصار حزبه في إسلام آباد، لافتًا إلى أنها محاولات الانشقاق عليه ومدعومة من الخارج وتهدد أمن واستقرار بلاده"، مؤكدا أنه تلقى "تهديدًا مكتوبًا ولديه الدليل"، وأشار إلى أنه يعرف أن أشخاصًا يعملون بالنيابة عن قوات أجنبية يرغبون في الإطاحة بحكومته وأنه على دراية بكل التفاصيل وسيكشف عنها للشعب قريبا، وقال إنه لن يستقيل من منصبه رافضا دعوات المعارضة للتنحي قبل تصويت لسحب الثقة منه.

غير دستوري

وتمكن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، من البقاء في منصبه عقب إلغاء جلسة التصويت على سحب الثقة منه ورفض البرلمان للمقترح واعتباره غير دستوري، وهي المرة الثانية التي ينجو فيها من سحب الثقة، وطلب عمران خان من الرئيس الباكستاني، حلّ البرلمان، ودعا لإجراء انتخابات مبكّرة، ووافق رئيس باكستان عارف علوي، على طلب عمران خان، بحل البرلمان، وانتشرت قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية بشكل مكثف في شوارع العاصمة إسلام أباد وقتها، ويقول خان إن الولايات المتحدة نسقت التحرك الذي يستهدف الإطاحة به.

مرحلة جديدة

وظن المحللين السياسيين أن رئيس الوزراء عمران خان نجا من سحب الثقة وبقى في منصبه، وأشاروا إلى أن سيكون أقوى في المستقبل بعد انتصاره على المعارضة وسيشكل ا لحكومة الجديدة بأغلبية بعد انتصار توقعوه في الانتخابات التي لم تعقد بعد، وأن باكستان ستشهد مرحلة جديدة يقودها عمران خان.

المحكمة العليا

وأصدرت المحكمة العليا في باكستان قرارها يوم الخميس الماضي، بأن رئيس الوزراء عمران خان خالف الدستور وعرقل تصويت سحب الثقة وحل البرلمان دون وجه حق، وأمرت المحكمة بانعقاد البرلمان مرة أخرى وإعادة التصويت على سحب الثقة من عمران خان مرة أخرى، وتلك هي المرة الأولى التي يتم فيها سحب الثقة عن رئيس وزراء باكستاني عقب تصويت برلماني.

استقالة رئيس برلمان باكستان 

وأعلن رئيس المجلس الأدنى بالبرلمان الباكستاني استقالته مساء أمس السبت مع تفاقم الأزمة حول تصويت في البرلمان للإطاحة برئيس الوزراء عمران خان، وكان من المقرر أن يرأس رئيس البرلمان أسد قيصر، وهو حليف لخان، جلسة الاقتراع على حجب الثقة للإطاحة بخان أمس تنفيذا لحكم المحكمة العليا الباكستانية.

البرلمان يصوت

وصوت البرلمان الباكستاني، مساء السبت، لصالح حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، بواقع 172 نائبا، أدلوا بأصواتهم لصالح عزل عمران خان، وتم استئناف التصويت على حجب الثقة عن رئيس الوزراء الباكستاني، قبل أن يتم بعدها فرز الأصوات التي كشفت نتيجة التصويت لصالح عزل خان من منصبه، وقال مشرعون معارضون ومحللون إن الحزب الحاكم حاول تأخير التصويت، لكن الأمر لم يتم، فتم التصويت أمس السبت.

رئيس وزراء جديد

وأعلن البرلمان الباكستاني بدء إجراء عملية تصويت، غدًا الإثنين، عقب حجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان من السلطة، وانتشرت وحدات الجيش الباكستاني بكثافة في شوارع العاصمة الباكستانية إسلام آباد بعد عزل حكومة عمران خان إثر نزول الآلاف من أنصاره للشوارع دعمًا له، بعد قرار عزله ومنعه من السفر، وعقب عزل رئيس الوزراء الباكستاني مباشرة، تم إصدار حالة تأهب قصوى في جميع مطارات باكستان، كما تم إلغاء إجازة جميع ضباط الشرطة في العاصمة إسلام آباد، وإعلان حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة.

وعقب جلسة عزل خان، صرح  زعيم المعارضة الباكستانية شهباز شريف بأنه يتعهد للبرلمان بتشكيل تحالف جديد لبناء البلاد، وتقول المعارضة إن خان على خلاف مع الجيش، وهو اتهام ينفيه هو والجيش الذي حكم البلاد على مدى نصف قرن، ولم يكمل أي رئيس وزراء فترة ولايته البالغة خمس سنوات، وقال خان الذي حظي بدعم شعبي واسع عندما تولى منصبه، إنه يشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة، لكنه وافق عليه.

شهباز شريف 

شهباز شريف هو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويتزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضاً الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وكان قد تولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه، وشغل شهباز شريف 3 مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، أغنى ولايات باكستان، وشملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في السعودية بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهماً تتعلق بفساد مالي.

الولايات المتحدة 

ويتهم خان الولايات المتحدة بدعم مؤامرة لإطاحته دون تقديم دليل على اتهامه، وتنفي واشنطن هذا الاتهام، وصعد خان "69 عامًا" إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش، لكنه فقد أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية، وتقول أحزاب المعارضة، إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من الجائحة، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد.

سياسات عمران خان

منذ تنصيبه رئيسًا للوزراء عام 2018، يتقارب خان مع الصين وروسيا ويبتعد بباكستان عن واشنطن، واتهم خان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بالتقاعس عن حماية حقوق الأقلية المسلمة في بلاده، كما رفض منح أمريكا قواعد عسكرية قرب الحدود مع الصين، كما امتنعت إسلام أباد عن التصويت على مشروع قرار غربي يدين حرب روسيا على أوكرانيا.