ما هي الأولوية الأولى في حياة المسلم العاقل؟.. سامح بسيوني يجيب

  • 47
أرشيفية

قال سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، إن مِن الغايات الكبرى التي يسعى إليها الإنسان في رمضان: الفوز بالعتق من النار، موضحًا أن العتق من النار يجب أن يكون أولوية أولى في حياة المسلم العاقل في رمضان، بل وفي بقية أيام الحياة.

وأكد رئيس الهيئة العليا للنور في مقال له نشرته الفتح، أن العتق من النار ضمان لمستقبل الإنسان الأبدي بخلاف المغفرة التي هي محو لماضي الإنسان في وقتٍ ما قد يتبعه وقوع فيما يستوجب النار بعدها، مضيفًا أن فرص العتق من النار في رمضان كثيرة جدًّا كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "إِنَّ لِلَّهِ ‌عِنْدَ ‌كُلِّ ‌فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" (رواه ابن ماجه، وقال الألباني: "حسن صحيح")، وقوله أيضًا: "وَلِلَّهِ ‌عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ ‌فِي ‌كُلِّ ‌لَيْلَةٍ" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

وأوضح بسيوني، أن الثلاثون فرصة في كل ليلة وعند كل فطر من رمضان ليكون الإنسان منا من عتقاء الله من النار هي ضمان حقيقي لمستقبله الأبدي؛ تستوجب منه الحرص على ترتيب أولوياته، بل وتعلمه ذلك السلوك الحياتي اللازم له طيلة وجوده في الحياة بأن يكون في كل أعماله وحركاته وتصرفاته حريصًا على ضمان مستقبله الحقيقي الأبدي بنجاته من النار وإرضائه للمَلِك العَلَّام في كل تصرفاته.

وأشار إلى أن مفهوم الحرص على النجاة من النار يضبط بوصلة تصرفات الإنسان منا، وبوصلة سلوكياته في تلك الحياة وهذا أمر عظيم كما جاء في حديث معاذ رضي الله عنه قال: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: "لَقَدْ ‌سَأَلْتَ ‌عَنْ ‌عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ" (رواه أحمد، وقال الألباني: "صحيح لغيره").

وأجاب بسيوني عن سؤال: لماذا لن نفعل هذا؟ لأن هذا حرام يقرِّبنا من النار، ولماذا نفعل هذا؟ لأن هذا يباعدنا عن النار، ويقرِّبنا من الجنة.

وأكد أن الحرص على النجاة سيجعل رب الأسرة يمتنع عن التعامل بالربا، وسيمتنع حينئذٍ الشاب أو الفتاة عن إقامة علاقات محرمة هادمة للقِيَم والأخلاق في المجتمع خوفًا من ولوج النار، وسيمتنع النفعيون من العملاء عن المكر ببلادهم الإسلامية بحثًا عن شهواتهم المادية؛ خوفًا من عذاب النار، وسيتقي الموظف ربه في عمله، ويمتنع عن الإهمال في عمله أو الإفساد فيه، أو أخذ الرشوة وتعطيل مصالح الناس أو ظلمهم؛ لأن هذا يقربه من النار، إلخ.

وتابع: بضبط هذه الأولوية في حياتنا تنصلح أحوالنا وأحوال مجتمعاتنا، وتفوز حينئذٍ بسعادة الحاضر والمستقبل، لكن هذه الأولوية تحتاج إلى تطبيق واضح، وقدوة عملية من الأسرة، والاستفادة من شهر رمضان في ذلك لترسيخ هذا المفهوم في وجدان الأجيال، وجعله قيمة مؤثرة في السلوك طيلة العام.