ماذا حدث في باكستان بعد الإطاحة بعمران خان؟

شهباز شريف يواجه تحديات عديدة حتى الانتخابات المقبلة

  • 338
عمران خان وشهباز شريف

بعدما استطاع أسد قيصر رئيس مجلس النواب الباكستاني تخطي أزمة سحب الثقة عن عمران خان رئيس الوزراء، وحل عمران خان البرلمان الباكستاني، وظن الجميع أن الأيام المقبلة ستشهد زيادة قوة وتمكين عمران خان من الأوضاع في باكستان، إلا أن المحكمة العليا فاجأت الجميع بحكمها التاريخي بعدم دستورية حل البرلمان، وأعادت المحكمة العليا تشكيل البرلمان، كما حكمت بإعادة التصويت على سحب الثقة من خان، وصوت البرلمان الباكستاني السبت الماضي بأغلبية 172 عضو بسحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان صاحب الشعبية الكبيرة في باكستان.

شهباز شريف

قبل التصويت على سحب الثقة، أعلن أسد قيصر استقالته من رئاسة مجلس النواب، وبعد التصويت بسحب الثقة من عمران خان، عاد خان لمنزله وانتشرت قوات الجيش الباكستاني في ميادين إسلام آباد، كما خرج الآلاف من أنصار خان دعمًا له، وهنا جاء دور شهباز شريف، حيث تعهد بتشكيل تحالف جديد لبناء البلاد، وشهباز شريف هو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، ويتزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضاً الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وكان قد تولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه، وشغل شهباز شريف 3 مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، أغنى ولايات باكستان، وشملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في السعودية بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهمًا تتعلق بفساد مالي وغسيل الأموال، كما يلقب بأنه صديق الغرب.

يوم تاريخي

ويوم الإثنين الماضي، استطاع شهباز  شريف أن ينال رئاسة الوزراء بحصوله على 174 صوت من نواب باكستان من أصل 342 صوتًا في البرلمان، وسيشغل منصب رئيس الوزراء حتى الانتخابات العامة المقبلة، والتي من المتوقع إجراؤها في عام 2023، وأدلى شهباز شريف بعدة تصريحات في أول خطاب له بعد اختياره رئيس وزراء منها، "إن الله تعالى حفظ البلاد بسبب، وإنها المرة الأولى في تاريخ باكستان التي يتم فيها عزل رئيس الوزراء من خلال اقتراح سحب الثقة، ووصف اليوم بأنه "يوم تاريخي"، وفي أول قرار له، رفع شهباز شريف، الحد الأدنى للأجور لموظفي الحكومة إلى 25000 روبية.

تحديات كبيرة

ويرى محللون أن حكومة شهباز شريف ستواجه تحديات كبيرة، منها تراكم الديون وتسارع التضخم وضعف العملة الوطنية "الروبية"، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية، والعلاقات الداخلية والخارجية، خاصة في ظل علاقات سيئة لعمران خان مع أمريكا والصين في آنٍ واحد، كما سيواجه شريف معضلة تحسين العلاقات مع الجيش بسبب علاقاته السابقة الغير جيدة مع المؤسسة العسكرية.

خيارات عمران خان 

بعد الإطاحة به لم يعد لعمران خان، إلا الانتظار والحشد للانتخابات المقبلة، وهذاء سواء قرر الانتظار في البرلمان بأعضاء حزبه ويتزعم المعارضة ضد الحكومة الجديدة، لمدة وهي سنة ونصف، أو أن يتقدم بقية أعضاء حزبه باستقالات جماعية كما فعل مائة نائب من حزب عمران خان بعد سحب الثقة منه، وكلتا الحالتين سينتظر عمران خان الانتخابات المقبلة، أو أن يعتزل عمران خان الحياة السياسية ويعود كمواطن لا صلة له بمقاليد الحكم.

وفي أول رد فعل لخان بعد انتخاب شهباز شريف رئيس للوزراء، طالب عمران خان، بإجراء انتخابات برلمانية على الفور في البلاد، وانتخاب رئيس جديد للحكومة، وكتب عمران خان علي حسابه الرسمي على تويتر، أنه سيقيم في بيشاور أول جلسة له منذ الإطاحة به، ودعا جميع أفراد الشعب الباكستاني بالحضور.

ردود فعل دولية

هنأت كلًا من الصين وروسيا شهباز شريف على انتخابه رئيسا لوزراء باكستان، وأعربوا عن تطلعهما لأن تكون الشراكة بين بكين وموسكو وإسلام أباد أوثق من أي وقت مضى، وأكدت الصين أنها تجمعها شراكة استراتيجية مع باكستان، وأوضحت أن علاقتهما متينة للغاية وغير قابلة للكسر، وأعربت بكين عن تطلعها إلى العمل مع الجانب الباكستاني لمواصلة الصداقة والتعاون، وبناء الممر الاقتصادي بينهما، وبناء "مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وباكستان في العصر الجديد.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الباكستاني الجديد شهباز شريف، على انتخابه رئيسا للحكومة، معربًا عن أمله في أن تساهم أنشطة شريف على رأس الحكومة في زيادة تطوير التعاون متعدد الأوجه والشراكة بين البلدين.

استقالات جماعية

قدم أعضاء حركة الإنصاف التابعة لعمران خان استقالات جماعية، احتجاجًا على سحب الثقة من عمران خان واختيار شهباز شريف رئيسًا للوزراء، وفي حالة قبول رئيس مجلس النواب إياز صادق لتلك الاستقالات، ستواجه باكستان احتمال إجراء أكثر من 100 انتخابات تكميلية في غضون شهرين، ويذكر  أن باكستان دولة مسلمة تمتلك التكنولوجيا والسلاح النووي، وهي سابع أقوى دولة عسكريًا في العالم، ويبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.