صحيفة أمريكية: شاهد التحول العسكري للحوثيين منذ 2014 والدور الإيراني

  • 36
الحوثي

 قال تقرير نشرته، أمس الأحد، صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية، إن مليشيا الحوثي مرت بتحول ملحوظ، منذ العام 2014. وهي الآن تدير سلطة قمعية بدائية في شمال اليمن.

وأوضح التقرير، الذي أعده مدير مكتب الصحيفة بن هوبارد، أن تربية إيران للحوثيين على مدى سنوات الحرب في اليمن أدت إلى تسليحهم بالصواريخ والطائرات بدون طيار، مما عرض شركاء واشنطن وخصمي طهران، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للخطر.


وأضاف: أن “الفضل في التوسع السريع لقدرات الحوثيين يرجع إلى حد كبير إلى المساعدة العسكرية السرية من إيران. وفقًا لمسؤولين ومحللين أمريكيين ومن الشرق الأوسط”.

كما أشار إلى امتلاك الحوثيين ترسانة ضخمة تضم مجموعة من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية وقوارب كاميكازي.

وذكر التقرير، أن الحوثيين أيضا يجمعون طائرات بدون طيار بعيدة المدى، وسعوا من نطاق وصولها عبر شبه الجزيرة العربية. في تضخيم التهديدات للقوى الخليجية العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأفاد التقرير، أن إيران، وسعيا منها وراء طرق جديدة لتهديد المملكة العربية السعودية، خصمها الإقليمي. دمجت الحوثيين في شبكة الميليشيات التابعة لها وبنت قدرة الحوثيين على تخريب دفاعات جيرانهم الأثرياء بأسلحة رخيصة نسبيا. والعديد من هذه الأسلحة يُصنع الآن في اليمن، أفقر دولة في العالم العربي.


ونقل عن الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عبد الغني الإرياني، قوله “ما نشهده في اليمن هو أن التكنولوجيا هي عامل التعادل العظيم”.


وفي تلخيصه لعقلية الحوثيين، قال: “طائرة F-15 التي تكلف ملايين الدولارات لا تعني شيئا، لأنني أمتلك طائرتي بدون طيار التي تكلف بضعة آلاف من الدولارات والتي ستسبب نفس القدر من الضرر”.


ويرى التقرير، أن صعود الحوثيين كقوة قادرة على الضرب إلى ما هو أبعد من حدود اليمن، ساعد على دفع عملية إعادة ترتيب سياسية أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. الأمر الذي أدى ببعض الدول العربية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 2020، ودفع بدول أخرى للتحرك نحو التعاون العسكري والاستخباراتي السري لمواجهة إيران.

كما لفت إلى مشاركة السعودية والإمارات، إسرائيل القلق بشأن الدعم العسكري الإيراني للميليشيات في جميع أنحاء المنطقة. وأن السعودية والإمارات تتطلعان إلى إسرائيل كشريك دفاعي جديد محتمل، على أمل أن تكون التقنيات التي طورتها للدفاع عن نفسها ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان – وكلاهما من عملاء إيران – يمكن أن تحميهم أيضا.


ويعتقد التقرير، أن التكنولوجيا العسكرية المتطورة للحوثيين، وما أظهروه في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، من تهديد على دول الخليج. كل ذلك أضاف إلحاحا جديدا للجهود السعودية لإنهاء الحرب بعد سبع سنوات من التدخل. لكن هذا التقدم ربما جعل الحوثيين أقل اهتماما بإنهائه. على الرغم من أنهم وافقوا على وقف إطلاق النار لمدة شهرين بدأ مطلع هذا الشهر، بهدف إطلاق محادثات السلام. كما ألقت السعودية والإمارات بدعمهما وراء مجلس رئاسي جديد تم تشكيله هذا الشهر، لإدارة الحكومة اليمنية وقيادة المفاوضات مع الحوثيين.


وبحسب التقرير، فإن الحرب في اليمن عمقت علاقة الحوثيين مع داعمهم القوي إيران، ما سمح لهم بتطوير اقتصاد حرب واسع لتمويل عملياتهم. ما جعلهم أيضا سلطة لا جدال فيها على جزء كبير من شمال اليمن، حيث يعيش أكثر من ثلثي سكان البلاد – وهي مكاسب من غير المرجح أن يتخلوا عنها طواعية، وفق ما قاله محللون.

كما نقل عن الباحثة في معهد الشرق الأوسط ومحللة شؤون اليمن ندوى الدوسري، قولها إن الحوثيين يزدهرون في الحرب وليس السلام.


ويبيّن التقرير، كيف أن الحوثيين طوروا قدراتهم في حرب العصابات من خلال سلسلة من المعارك الوحشية مع الدولة اليمنية والمملكة العربية السعودية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأن  تلك الصراعات عززت من شعورهم بأنهم مستضعفون يدافعون عن اليمن ضد المعتدين الأكثر قوة.

وقال التقرير، إن “إيران مع وصول الحرب إلى مأزق طاحن وأزمة إنسانية متفاقمة، عززت بهدوء دعمها لآلة الحرب الحوثية. حيث سافر تقنيون من الحوثي إلى إيران للتدريب، وسافر خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى اليمن لتنظيم مقاتلي الجماعة وفرقها الإعلامية. وبعد ذلك لتعليم الفنيين الحوثيين كيفية صنع الأسلحة”، بحسب أعضاء المحور الإيراني في المنطقة، ومحللون يتابعون الصراع.


وأوضح التقرير، أن الحوثيين في بداية الحرب، ردوا في الغالب على المملكة العربية السعودية بضرب أهداف على طول الحدود السعودية مع شمال اليمن. لكن مدى تطور أسلحتهم زاد بسرعة، ومكنهم من استهداف المواقع الحساسة بدقة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على بعد مئات الأميال من حدود اليمن.


وأضاف: “تشمل أسلحتهم (الحوثيين) الآن صواريخ كروز وصواريخ باليستية، يمكن أن يطير بعضها أكثر من 700 ميل. وفقًا لتقرير حديث عن الحوثيين أعدته كاثرين زيمرمان، الزميلة في معهد أمريكان إنتربرايز”.

وأشار، إلى نشر الحوثيين زوارق كاميكازي مُسير عن بعد لضرب السفن في بحر العرب. ولديهم مجموعة من الطائرات بدون طيار التي تحمل عبوات ناسفة ويمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 1300 ميل.

ونقل عن كاثرين زيمرمان، قولها: إن بعض المعدات، مثل محركات الطائرات بدون طيار وأنظمة تحديد المواقع، يتم تهريبها بمساعدة إيرانية. لكن معظم أسلحة الجماعة مصنوعة في اليمن. يتم تجميع الطائرات بدون طيار من أجزاء مهربة ومحلية باستخدام التكنولوجيا والمعرفة الإيرانية. كما يتم تصنيع الصواريخ من نقطة الصفر أو تعديلها لمنحها المدى المطلوب للوصول إلى عمق المملكة العربية السعودية”.


ومع الكلفة العالية للدفاعات ضد النيران القادمة. تضيف زيمرمان، أن “صاروخا لنظام دفاع باتريوت، على سبيل المثال، قد يكلف مليون دولار. بينما تقدر تكلفة طائرات الحوثيين بدون طيار والصواريخ ما بين 1500 و 10 آلاف دولار”.

ويخلص التقرير، إلى أن تربية إيران للحوثيين تعكس كيف أنشأت ميليشيات أخرى على مدى العقود الثلاثة الماضية لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط. بما في ذلك حزب الله في لبنان وحماس في غزة وجماعات مقاتلة أخرى في سوريا والعراق.

وقال: “هذه الشبكة، التي تطلق على نفسها اسم محور المقاومة وتضم أيضا حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. تنسق لمحاربة النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة مع إعطاء طهران وسيلة للتهديد وضرب أعدائها. ما يقلل من مخاطر الانتقام ضد إيران نفسها”.

 

كما نوه إلى أن علاقة إيران بالحوثيين تعود إلى عام 2009 على الأقل. لكنها استخدمت الحرب لدمج الحوثيين في شبكة وكلائها في المنطقة.

وأوضح، أن “هذا الدمج مكتمل لدرجة أن الحوثيين أعلنوا مرتين على الأقل عن هجمات لم يكونوا مسؤولين عنها في الغالب. لتوفير غطاء للجماعات الأخرى المدعومة من إيران”.

وبيّن التقرير، كيف يمارس الحوثيون سلطة بوليسية قمعية في الأراضي التي يسيطرون عليها تهدف إلى سحق أي تهديد لسيطرتهم. كما توجه كافة الموارد إلى آلة الحرب الخاصة بهم.

كما تطرق، إلى ما قدمته لجنة الخبراء المعنية باليمن في تقريرها إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا العام، من إن المليشيا الحوثية استخدمت بانتظام العنف الجنسي ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات. وحبست الصحفيين والمواطنين العاديين لانتقادهم الحركة.


وحول مصادر التمويل، قال التقرير، إن مليشيا الحوثي “تمول نفسها من خلال اقتصاد حرب متطور يتضمن فرض رسوم تعسفية على الشركات وعامة السكان وتحويل الأرباح من قطاعي النفط والاتصالات في المنطقة”.