بيان من "الدعوة السلفية" بشأن جريمة العدوان على "المصحف" في السويد

  • 180
الدعوة السلفية

أصدرت الدعوة السلفية اليوم بيانا بشأن جريمة العدوان على "المصحف" في السويد جاء فيه


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد أقدم بعض سفهاء السويد على تكرار فعلتهم النكراء بإحراق المصحف الشريف، واختاروا شهر رمضان المبارك لفعل جريمتهم؛ لعلمهم أنه الشهر الذي يذكِّر المسلمين بنزول القرآن.

ولو أنهم كانت لديهم مسكة مِن عقلٍ إذ ظنوا أن القرآن ليس مِن عند الله؛ فكان في وُسعهم أن يقبلوا التَّحدِّي الذي تحدَّاهم به القرآن: "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ".

ولو أنهم يتدبرون ويستعملون عقولهم؛ لوجدوا أن القرآن قد أرشدهم إلى اختبار عادل يختبرون به صدقه وصدق غيره، فقال تعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا".

وقد تدبَّره عقلاءُ كثر فهداهم إلى الإيمان كحال البروفيسور الفرنسي "موريس بوكاي" الذي تدبَّر القرآن من زاوية توافقه مع العِلْم الحديث، وبيَّن أن هذه الخاصية ينفرد بها القرآن، وتُثبِت بما لا يدع مجالًا للشك أنه مِن عند الله.

ومنهم مَن أبهره القرآن مِن جوانب متعددة، وإن قعدت به همته عن مخالفة دين قومه، مثل: الأديب والمفكر الذائع الصِّيت "جوته" حيث قال: "كلما قرأتُ القرآن شعرتُ أن روحي تهتز داخل جسمي؛ القرآن كتاب الكتب، وإني أعتقد هذا كما يعتقده كل مسلم، وإذا كان الإسلام يعني الاستسلام لله، فكلنا نحيا ونموت على الإسلام".

وقال: "إن التشريعَ في الغرب ناقص بالنسبة للتعاليم الإسلامية، وإننا -أهل أوروبا- بجميع مفاهيمنا لم نصل بعد إلى ما وصل إليه الإسلام، وسوف لا يتقدَّم عليه أحدٌ، وإذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون جميعنا مسلمين".

ونحن نقول لكل هؤلاء -الذين امتلأت قلوبهم غيظًا من القرآن، ومِن قوة حجته، ومِن إقناعه لذوي العقول والحجى، فأخرجوا غيظهم في حرق نسخ المصحف، وهو أمر لا يطفئ نار حقدهم، بل تبقى هكذا إلا أن يتوب أو يلقى الله بها- قول الله تعالى: "مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ".

والدعوة السلفية إذ تستنكِر ذلك الإجرام تطالِب قيادات جميع دول العالم الإسلامي باستعمال أشد لهجات الاحتجاج لدى هذه الدول الراعية لمَن يسيء إلى الدين الإسلامي! 

وتقديم شكوى في المؤسسات الدولية، ووضع الدول الغربية الكبرى أمام مسئوليتها في هذه الأحداث، وإن كنا لا ننتظِر منهم نصرًا، ولكن لعل الخجلَ أن يعرفَ إليهم طريقًا؛ فيكفوا عنا سفهاءهم. 

إن المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي "وعلى رأسها: الأزهر الشريف" مطالبَة بالرد العملي بنشر القرآن وتفسيره، والتعريف بالإسلام في كلِّ ربوع الدنيا.

فوالله ما نسدي إلى البشرية شيئًا أنفع لهم من هدايتهم إلى القرآن والإسلام، كما قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".

وتنصح "الدعوة السلفية" جميع المسلمين أن يستثمروا مواقعَ التواصل في التعريف بالإسلام وبالقرآن، وبالتعبير عن غضب الشعوب من هذا الإجرام المتكرر.

نسأل الله أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يرد كيدَ الكائدين إلى نحورهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الدعوة السلفية بمصر 

الاثنين 17 رمضان 1443هـ

18 أبريل 2022م

  • كلمات دليلية
  • الدعوة السلفية