أمريكا قلقة من الهجوم السيبراني الروسي المحتمل

  • 24
صورة أرشيفية معبرة

لا تزال الحرب الباردة مستمرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لكن مع اختلاف أشكالها وصورها وتطورها وفقًا لكل عصر؛ فاليوم تبدو الحرب السيبرانية بينهما أحد أبز تلك الصور، وتسعى العديد من إدارات الأمن الإلكتروني الأمريكية إلى تعزيز حماية الشبكات ووضع مزيد من برامج التحصين وجدران الحماية الإلكترونية، وكذلك الحال بالنسبة لروسيا وغيرها من البلدان.

وتستعد أمريكا بكل إمكانياتها وباستمرار لاحتمال تعرضها لهجوم إلكتروني يشنه قراصنة روس على البنية الأساسية في واشنطن، ويحاول هؤلاء القراصنة الدخول إلى أجهزة الكمبيوتر والشبكات في قطاعات متعددة، خاصة قطاع الطاقة. وقد أصدرت السلطات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي تحذيرًا من فيروس جديد يتمثل في صورة برمجية خبيثة يمكنها تهديد جميع الأنظمة في قطاعات الصناعة المختلفة حول العالم. جاء هذا التحذير عقب إعلان أوكرانيا عن محاولة قراصنة روس تعطيل شبكات الكهرباء لديها.

وبمرور الوقت تستمر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الإفصاح عن معلومات استخباراتية، ونشر تحذيرات تخص تلك المجالات، موضحة أن موسكو تستعد لشن هجمات إلكترونية من الجيل الجديد على مؤسسات وهيئات أمريكية. وقبل الغزرو الروسي لأوكرانيا حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من هجوم إلكتروني روسي.

أخطار متوقعة

يتابع المسؤولون الأمريكيون تخطيط قراصنة روسيا لشن هجوم إلكتروني، ويتحدثون عن توافر المعلومات لديهم حول هذا المخطط، وأن بلادهم تواجه خبراء قرصنة متمرسين وفي غاية الخطورة تدعمهم موسكو. ورغم أن شبكات الكهرباء ومحطات الطاقة هدف رئيس لتلك الهجمات الإلكترونية المحتملة، فإن هناك قطاعات أخرى تقع ضمن نطاق الخطر كذلك؛ منها على سبيل المثال القطاع المالي الذي يمكن استهدافه كنوع من الانتقام بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها على موسكو.

ليس ذلك فحسب، بل إن جميع القطاعات الأمريكية يمكن أن تتعرض لهجوم إلكتروني روسي محتمل، لا سيما مع تطور مناحي الحياة كافة بصورة أصبحت معها تعتمد أساس على التكنولوجيا وأجهزة الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت. ولو حدث ذلك فمعناه عدم وصول الوقود إلى محطات البنزين، وعدم وصول الأغذية إلى محلات البقالة، وكذلك عدم حصول المواطنين على أموالهم من ماكينات الصرف الآلي، وتعطيل وصول الكهرباء والغاز والمياه إلى بيوتهم، بجانب قطع الاتصالات؛ بما يعني في نهاية الأمر شلل تام للحياة الأمريكية.

تجسس إلكتروني

لقد اخترق القراصنة الروس في وكالة الاستخبارات العسكرية 3 شركات كهرباء في أوكرانيا قبل نحو 6 أشهر من الغزو العسكري الروسي، ودخلوا إلى الشبكات وبدأوا في تعلم كيفية تشغيل الأنظمة، ومع قدوم فصل الشتاء عطلوا 60 محطة فرعية؛ نتج عنها انقطاع الكهرباء عن حوالي 225 ألف مواطن. كل ذلك الهجوم المرعب تم عن بعد، وفي العام التالي طور هؤلاء القراصنة برمجية خبيثة يمكنها شل العديد من المحطات في توقيت واحد بضغطة زر.

وخلال عامي 2014 و2015م تعرضت الكثير من شركات الكهرباء الأمريكية للاختراق، وحققت شركة "دراغوس" في الموضوع واكتشفت أن مصدر الهجوم هو نفس المجموعة التي شنت الهجوم الإلكتروني على أوكرانيا. وتركز واشنطن حاليًّا على سد الثغرات والمنافذ الإلكترونية التي يستغلها هؤلاء القراصنة وينفذوا منها ويخترقون الأجهزة والشبكات ويثبتوا برامجهم الخبيثة.