• الرئيسية
  • الأخبار
  • تل أبيب تزوِّد كييف بمعدات دفاعية.. والتوتر يتصاعد بين روسيا والكيان المحتل

تل أبيب تزوِّد كييف بمعدات دفاعية.. والتوتر يتصاعد بين روسيا والكيان المحتل

  • 42
صورة أرشيفية معبرة

    يزداد التوتر بين روسيا والكيان المحتل يوما بعد يوم؛ فقد أعلنت تل أبيب منذ أيام قليلة مصادقتها على تزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية تشمل الخوذ والسترات الواقية، عبر وزير الأمن "بيني جانتس"؛ كي تساعدها على مواجهة الغزو العسكري الروسي المستمر منذ أكثر من شهرين؛ وهذا القرار يزيد قلق الكيان المحتل من تأثيره على حرية سلاحه الجوي في سوريا، الذي يواصل قصفه أهدافًا داخل سوريا بحجة القضاء أنها أهداف إيرانية أو تابعة لـ"حزب الله"، وهي من وجهة نظر الكيان المحتل تتجاوز الخطوط الحمراء التي حددها.

الرد الروسي

وعادت أجهزة الأمن في تل أبيب إلى مباحثات التعامل مع الرد الروسي على هذا القرار، لا سيما في ضوء تهديد سفير روسيا في دولة الكيان المحتل سابقا بالرد إذا أقدمت على دعم وتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية، وتبحث الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إذا ما كان تدهور العلاقة مع موسكو سيؤدي إلى رد يمثل يهديدًا لسلاح الطيران الإسرائيلي في سوريا، عن طريق تفعيل منظومات دفاعية روسية متطورة.

ويحاول "جانتس" جاهدًا توضيح أن هذه الخطوة ليست دعمًا عسكريًّا لكييف في حربها مع موسكو، بل إنه يأتي ضمن إطار الجهود الإنسانية، وأكد موقف بلاده الرافض تزويد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"؛ لأن بلاده لا تريد التدخل في المعارك الدائرة بين الطرفين، بل ترغب في الاحتفاظ بعلاقاتها مع الجانبين.

توتر العلاقات

تعيش دولة الكيان المحتل في حالة أزمة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا بسبب خوفها من تدهور علاقتها مع روسيا؛ لأنه هذه العلاقة لها أهمية قصوى على حرية الطيران الإسرائيلي داخل سوريا. وزيادة التوتر بين موسكو وتل أبيب بدأت قبل موافقة وزير الأمن الإسرائيلي على طلب أوكرانيا بتزويدها بمعدات دفاعية حينما قال وزير الخارجية يائير لبيد تصريحات اتهم فيها روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وردت عليه وزارة الخارجية الروسية ببيان شديد اللهجة مفاده أن هذه محاولة لاستغلال الوضع في أوكرانيا لصرف نظر المجتمع الدولي عن أحد الصراعات الأقدم في العصر الحديث التي لم تُحسم بعد، وهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال "أنتولي فيكتوروف" السفير الروسي في إسرائيل أن تصريحات لبيد مجرد اتهامات لا أساس لها من الصحة، ودعا دولة الكيان المحتل إلى اتخاذ موقف متزن من القضية، وحذرها بصورة غير مباشرة عبر قوله إن موسكو وتل أبيب ما زالتا صديقتين.

وقد فهم الإسرائيليون مضمون الرسالة من تصريح السفير الروسي بأن موضوع الصداقة مرهون بمواقف بلادهم من الحرب الروسية الأوكرانية؛ ومن أجل ذلك امتنعت إسرائيل عن التصويت بالموافقة على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، لكن قرار "جانتس" الأخير بجانب تصريحات "لبيد" ربما يفقدان روسيا صبرها ويكون لها رد فعل قوي.

يخشى الإسرائيليون من وصول التوتر لدرجة وقف التنسيق بينهما في مجالات متعددة، ولا ينبغي نسيان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ فقد أكد بوتين خلاله دعمه حقوق الشعب الفلسطيني، وأن بلاده ستواصل تقديم الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وشدد على رفضه ممارسات إسرائيل التي تحول دون وصول المصلين بحرية إلى المسجد الأقصى، مع تأكيده أهمية احترام الوضع التاريخي للحرم القدسي والقدس.

وفهم الإسرائيليون مضمون الرسالة من خلال تلك المحادثة بأنها تعد مؤشرًا على بداية تصعيد الموقف الروسي ضد بلادهم؛ وبِناءً عليه تدهور إضافي للعلاقة بين البلدين. وما زاد الأمر سوءًا أنه خلال هذا الأسبوع كُشف عن وجود مجموعة من ضباط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي موجودن في مواقع سرية داخل أوكرانيا لتدريب متطوعين للقتال ضد القوات الروسية. وجاء هذا الكشف عقب إعلان جنود إسرائيليين ذوي أصول أوكرانية عن استعدادهم للسفر إلى كييف والإسهام في القتال ضد موسكو.