الأطماع والميليشيات يهددان بتفكك ليبيا وانقسام أراضيها

أزمة طرابلس تعصف بإنتاج النفط.. وحاجة أوروبا للطاقة توجه الأطماع نحو ليبيا

  • 1352
ميليشيات في ليبيا

 الأوضاع الليبية تشتعل مع تفاقم الأزمة وتفرعها لأزمات عدة، فلم تعد المعضلة في قضية النزاع على السلطة بين حكومتين أو شخصين، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وانتشار الميليشيات والتدخل الدولي والأطماع الخارجية في الثروات الليبية؛ بل تفاقم الأمر لتوقف انتاج النفط في الحقول الليبية وسيطرت القبائل على عدة أبار نفط وموانئ رئيسية، مما يعني حرمان الليبيين من مئات المليارات في المستقبل القريب إذا استمرت الأزمة.

استمرار تسلط وعناد الدبيبة وتمسكه بكرسي الحكم في طرابلس عنوة، رغم خلعه من منصبه ووجود رئيس أخر للحكومة يعرقل كل مبادرات الحل، ويعطل ليبيا سنوات للأمام، وليبيا اليوم أمام مرحلة فارقة قد تؤدي لانقسام الإقليم الليبي لعدة دويلات يسيطر فيها القبائل والميليشيات على النفط والمقدرات الليبية، ومنذ ضياح الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر الماضي، تتدهور الأمور سريعًا وتودي بليبيا نحو الهاوية.

الدبيبة يُسَوق لنفسه

ورغم إعلان المباحثات بين الدبيبة وباشاغا والوعود بالحل، إلا أن الخلاف يزداد، ولازال الدبيبة يتمسك بالسلطة، والتقى في الجزائر برئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، وسلّم  الدبيبة خطته لإجراء الانتخابات إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مما يعني أن الدبيبة مستمر في سياسته ولن يردعه إلا القوة.

لقاء القاهرة

اجتمعت في القاهرة لجنة ليبية مشتركة من مجلس النواب بطبرق "شرق" والمجلس الأعلى للدولة "نيابي استشاري"، لوضع قاعدة ومسار دستوري لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وذلك بمبادرة من الأمم المتحدة، وتم الاتفاق في ختام لقاءات القاهرة على اللائحة الداخلية المنظمة لعمل لجنة المسار الدستوري المشتركة بين المجلسين، والاتفاق على استمرار اللقاءات عقب عيد الفطر، مع التأكيد على أن حل الأزمة الليبية لن تنتهي إلا بانتخابات تستند إلى إطار دستوري بمدد زمنية محددة.

سلاح النفط

توقف إنتاج النفط في أكثر من حقل نفطي، ويأتي على رأسها ميناء الزويتينة النفطي وسط البلاد، وسيطر مسلحين تابعين للقبائل على الحقل ومنعوا متابعة الإنتاج في إشارة لرفضهم تحويل أموال النفط للمصرف المركزي وعدم توزيعه على القبائل والمناطق الليبية بالتساوي، بالإضافة لرفضهم استمرار حكومة الدبيبة وعدم تسليم السلطة في طرابلس لرئيس الحكومة فتحي باشاغا، ويأتي توقف انتاج النفط وسط طفرة الأسعار، ومنطقة الزويتينة بها عدة حقول نفطية، إضافة لأكبر وأهم موانئ التصدير في ليبيا وهو ميناء الزويتينة النفطي.

حرب طرابلس

تنتشر الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس وكثير منها تابع لعبد الحميد الدبيبة رئيس الوزراء السابق للحكومة الليبية والمتمسك بالحكم بصورة غير شرعية مستمدًا قوته من مساندة الميليشيات، ومع تعهد باشاغا باللجوء للمحادثات وتجنب الصدام في طرابلس، لايزال يجتمع مع القادة العسكريين من مدينة مصراته ووزراء مستقيلين بحكومة الدبيبة وعدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة بالعاصمة التونسية تونس، وهو ما قابله توجه حشد عسكري ضخم يحتوي مدرعات وعشرات السيارات المسلحة لدعم الدبيبة في العاصمة وهو ما ينذر بحرب مستقبلية في طرابلس.

شبح الانقسام

وقال نبيل فهمي وزير الخارجية السابق، وسفير مصر الأسبق بالأمم المتحدة، إن أسباب أزمة ليبيا تتمثل في غياب الدولة وضعف المؤسسات وتعدد الأطراف الدولية والإقليمية والوطنية المتصارعة؛ طمعًا فى النفوذ والخيرات والسلطة بالبلاد.

وأوضح وزير الخارجية السابق في مقال له نشرته "إندبندنت عربية"، بأن ليبيا تشهد حربًا دبلوماسية باردة مصغرة بين روسيا والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، وبين تركيا وأطراف عربية من ناحية أخرى منها مصر، لافتًا إلى التنافس الإيطالي الفرنسي الإماراتي القطري في ليبيا عبر مراحل مختلفة.

وأكد الدبلوماسي السابق أن ليبيا منقسمة بين الشرق والغرب والجنوب ساحة مفتوحة للجميع، مضيفًا أن كل الجهود للحل لم تكن فاعلة من الأساس، مشيرًا إلى أن التوتر بين روسيا والغرب في أوكرانيا سيصعب من الأزمة الليبية، وسيدفع أوروبا لدخول ليبيا بقوة، طمعًا في النفط.

وشدد على أنه لن يكون أمام الليبيين غير التفاهم، ووضع المصلحة الوطنية في المقام الأول، لتجنب تفكك وانقسام ليبيا وسفك دماء شبها وإهدار خيراتها.  

وقال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الإفريقية، إن ليبيا تنتظر عواقب وخيمة للأسف لن يواجه عواقبها سوى الشعب الليبي، مضيفًا إن إقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هو الحل الأمثل، لافتًا إلى ضرورة أن يكون للبيا جيش وطني قوي.

وأكد نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الإفريقية في تصريحات لـ"الفتح"، أن القوى الدولية ودول الجوار يجب أن تدعم حكومة باشاغا وتُعجل بخطوة الانتخابات، موضحًا أن بقاء حكومة الدبيبة والميليشيات يعني تفاقم الأزمة خاصة مع توقف انتاج النفط في بعض الحقول.