• الرئيسية
  • الأخبار
  • عضو رئاسي النور يوضح دور المسجد في حياة المسلمين ويحذر من مخاطر إغفال أهميته

عضو رئاسي النور يوضح دور المسجد في حياة المسلمين ويحذر من مخاطر إغفال أهميته

  • 2082
الأزهر الشريف

قال غريب أبو الحسن عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور، إن المساجد هي أوتاد المجتمع، مضيفًا أن المسلمون كانوا إذا أرادوا إنشاء مدينة جديدة بدأوا أولًا ببناء المسجد الجامع في مركز المدينة، ومن ساحة المسجد تتفرع الشوارع، ويتجمع أصحاب المهن المختلفة في بدايات هذه الشوارع، وتأتي بعد ذلك بيوت الناس بحيث يظل المسجد في مركز المدينة، وتنمو المدينة من حوله.

وأكد أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح، أن التجار قديمًا كانوا يجعلوا محالهم في طريق المسلمين للصلاة يمرون عليها ذهابًا وإيابًا وذلك لأهمية المسجد في حياة المسلمين، لافتًا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما بنى في المدينة المسجد 

رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد

وأشار عضو الهيئة العليا للنور، إلى اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد في كلِّ شيء، وكان يتفقد أحواله، ويستقبل فيه الوفود، ويعقد فيه ألوية الحرب، ويبرم فيه الاتفاقات، ويعلِّم ويربي فيه المسلمين، بل ويحبس فيه الأسرى الذين يرجو إسلامهم؛ فقد أسلم ثمامة بن أُثَال؛ فقط لأنه رُبِط في سارية المسجد ثلاثة أيام يَرَى أثر الدِّين الجديد على سلوك أتباعه!.

وأضاف أن المساجد هي النقاط المضيئة على أرض الله يهوي إليها الصالحون والعابدون، موضحًا أن المساجد منطلق تعاون المسلمين على البرِّ والتقوى، وفعل الخير؛ وفيها تتلاقى الأبدان والأفكار وتتشابك الأيدي لتقديم المعونة لأبناء مجتمعهم، وتنطلق منها المبادرات.

المساجد والأمن القومي

وشدد أبو الحسن على أن المساجد كانت -ولا زالت- حَجَر الزاوية في حماية الأمن القومي للبلاد، فمقاومة الغازي الفرنسي انطلقت من الأزهر؛ فكان شاهدًا على دحره وتراجعه، وفراره يجر أذيال الخيبة!

واستطرد، عضو الهيئة العليا والمجلس الرئاسي لحزب النور، إن المساجد تحافظ على استقرار المجتمع ومتانة وصلابة بنائه، وفيها تتجمع صدقات أغنيائهم بالمساجد لترد على فقرائهم، في تكافل اجتماعي لا يوجد له مثيلًا إلا عند المسلمين!.

وتابع: "أن المسجد هو ذلك الرابط الذي يجمع كل المسلمين على اختلاف مستواهم الاجتماعي، فيلتصق كتف الغني بكتف الفقير في الصلاة؛ فكيف بعد ذلك لا يشعر به وبمعاناته؟!،  والدعوات الإصلاحية التي نشأت في المساجد، كانت دعوات بعيدة عن القسوة والعنف، كما أن الدعوات أو الجماعات التي نشأت بعيدًا عن المساجد اتسمت بالعنف والقسوة والصدام؛ وذلك لما للمسجد من الأثر العميق على نموذج التديُّن، ولما يصنعه التواجد في المساجد من اندماج مع المجتمع، وتوطد العلاقات بين أبنائه".

وأوضح أن المساجد هي تلك المؤسسات الإسلامية التي ساهمت في الصلح بين المسلمين أفرادًا وجماعات؛ لافتًا إلى دور المساجد في المساهمة في الصلح بين الزوج وزوجه، والأخ وأخيه، والجار وجاره؛ فحافظت على صلة الأرحام، وحقوق الجيرة.

إمام المسجد

ولفت إلى أن رسالة المسجد تستلزم إمامًا معدًّا ومؤهَّلًا ليس لإمامة الصلاة وخطبة الجمعة فقط، بل للقيام بهذه الرسالة بكلِّ أبعادها العلمية والاجتماعية، وأن يكون قادرًا على توظيف طاقات رواد المساجد في خدمة دينهم ومجتمعهم، وأن يكون رحب الصدر، بشوش الوجه، مبادرًا لفعل الخير؛ فينبغي أن يكون متشبعًا ومتفهمًا لرسالة المسجد.

وقال إن مؤسسة المسجد ضاربة بجذورها في أعماق المسلمين وتاريخهم: مضيفًا أن المسلم يعمِّر المسجد، والمسجد يصلح المسلم؛ والمسلم يراعي المسجد وينظفه، ويُبعِد عنه أنواع النجاسات، والمكث في المسجد يطهِّر المسلم من أدرانه ويجلوا صدأ قلبه، فيأخذ المسلم زينته عند المسجد فيزيد المسجد من زينة المؤمن أدبًا وخُلُقًا.

علاقة المسلمين بالمساجد

ونوه بأن المسلم يزور المسجد ربما أكثر من زيارته لأبيه وأمه، وصاحبه المقرَّب، لافتًا إلى أن المسلم يذهب للمسجد خمس مرات في اليوم الواحد؛ وأنه لا توجد علاقة أعمق من ذلك.

وأشار إلى أن فهم العلاقة الوطيدة بين المسلمين والمساجد يوفِّر علينا كثيرًا من النقاش والجدل حول متى تُفتَح ومتى تغلق! وما هو مسموح وما هو ممنوع؛ فيكفي أن تعرفَ أن قلوبَ المسلمين معلَّقة بها، ولا يكاد يوجد مسلم إلا وللمسجد دورًا أصيلًا في تربيته.

وأردف أبو الحسن أن فهمَ العلاقة بين المسلمين والمساجد تجعلنا نتفهم حجم الألم الذي يعتصر قلب المسلم حين يُحَال بينه وبين المسجد، أو التهجد أو الاعتكاف؛ حتى لو كان هناك مسوغٌ مقبولٌ لمنعٍ مؤقتٍ؛ هذا الفهم يجعلنا نتجنب هذا المنع إلا للضرورة القصوى، وتجعلنا حين نخبر الناس بذلك نخبرهم بأرق العبارات، وأرحمها وأعطفها، وأن تكون ممَّن يُحسِن فهم هذه العلاقة الخاصة بين المسلم ومسجده.

السماوات المفتوحة والنموذج الغربي

وأكد إن عالم السماء المفتوحة، والشبكة العنكبوتية، والهواتف الذكية، والفيديوهات والتطبيقات والألعاب جعلت من الضروري الاهتمام بالدور التربوي للمسجد، وإمام المسجد، وأن يظل المسجد مركزًا تربويًّا مُشِعًّا يتعلم فيه الأبناء صحيح الدِّين، فينشأ مندمجًا مع مجتمعه ملتحمًا معه، حريصًا عليه رحيمًا به.

وأضاف أنه مِن الخطورة حصر دور المسجد في إقامة الصلاة والمسارعة لإغلاقها بعد الصلاة، والتأفف من المتأخرين عن الصلاة، ووصد الأبواب أمام وجوههم حتى لا نخسر المسجد كمؤسسة تعليمية اجتماعية يتلاقى فيه المسلمون.

وحذر بأن الخطورة تشتد، بسبب العَالَمٍ الذي بات تحكمه الشركات متعددة الجنسيات، التي تمتلك ميزانيات تفوق ميزانيات بعض الدول، وتتحكم في سياسات الدول الكبرى، وتسعى لقولبة العالم، وهدم الدِّين والأخلاق والقِيَم وحتى القومية! وتفرض النموذج الحضاري الغربي في ثوبه الاستهلاكي الشهواني على كلِّ العالم؛ على حساب انهيار المبادئ والقِيَم؛ وعلى رأسها المساجد.