أعلن الدكتور طارق شوقي عن نيته إلغاء التشعيب في الثانوية العامة، قبل أن يعلن تراجعه عن تطبيق الإلغاء في الوقت الراهن، وتأجيل قرار الإلغاء لعام أو اثنين أو لحين وصول تطوير المناهج لمرحلة الثانوية العامة.
فيما أبدى مراقبون استيائهم من عدم وضوح رؤية وزير التربية والتعليم، ولا الاستراتيجية التي يعتمدها لتسيير المنظومة التعليمية.
التشعيب في دول العالم
من جانبها، أعربت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، عن رفضها لفكرة إلغاء التشعيب التي يروج لها الدكتور طارق شوقي، مؤكدة أن التشعيب هو مرحب به تربويا، كما أنه معمول به في كل دول العالم.
وأكدت عبد الرؤوف في تصريحات لـ "الفتح" أن كل دول العالم تسمح بالتشعيب، وعندما يصل الطالب إلى مرحلة الثانوية العامة، يجد مواد تسمى مواد التخصص او التميز، ومن ثم يختار من بين هذه التخصصات المواد التي يرغب في داستها، حيث يختار موادا دون غيرها، وهو ما نطلق عليه مصطلح "التشعيب" هنا في مصر.
وأوضحت الخبيرة التربوية أن التخصص أو ما نسميه نحن "التشعيب" هو نظام معمول به في كل دول العالم، بل لا يقتصر الأمر على علمي وأدبي، بل هناك تخصص داخل التخصص نفسه، موضحة أن الأسس التربوية تؤكد أن التشعيب هو أمر ضروري ولابد منه.
وأشارت عبد الرؤوف إلى أن النظم التربوية والتعليمية في دول العالم تسمح بالتخصص، مؤكدة أن الطالب الذي يريد التخصص في الرياضة يدرس المواد الرياضية ولا يدرس غيرها سواء أحياء أو فيزياء أو خلافه، وهكذا هو الحال في باقي التخصصات، متسائلة لماذا أدرس الأحياء إذا كانت لدي الرغبة في دخول الكليات التي لها علاقة بالرياضة مثل الهندسة وعلوم الحاسب وغيرها.
خطوة للخلف
كما انتقدت الخبيرة التربوية، بعض التصريحات التي أدلى بها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وفي مقدمتها الحديث عن إلغاء التشعيب، وكذلك الحديث عن ضوابط امتحانات الثانوية العامة، واصفة تلك القرارات بأنها خطوة للخلف.
وأوضحت أن وزير التربية والتعليم يسعى لإلغاء التشعيب دون أن يعلن عن الفائدة المرجوة من هذا الإلغاء، موضحة أنه يجب أن يٌسأل عن هدفه من هذا القرار، مؤكدة أن ما يحدث هو أمر غير مقبول، وأننا كلما تقدمنا خطوة للأمام نعود عشر خطوات للخلف.
وتوقعت عبد الرؤزف أن يكون هدف الوزير من إلغاء التشعيب أن الإلغاء سوف يخفف الضغط عن بعض الكليات، مشيرة إلى أن من يفشل في دخول الطب أو الهندسة لا تكون أمامه فرصة سوى كلية العلوم مثلا، أو أن يكون هدف الوزير من إلغاء التشعيب هو فتح المجال أكثر أمام الطلاب، مشيرة إلى أن الوزير يُسأل عن وجهة نظره التي لا يعلمها أحد سواه.
لائحة المنظومة التعليمية
بدوره، طالب الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، المسؤولين القائمين على المنظومة التعليمية بالإعلان عن اللائحة التي تنظم عمل التعليم في مصر، واصفا هذه اللائحة بأنها تعاقد بين وزارة التعليم وبين المجتمع.
وأوضح مغيث في تصريحات لـ "الفتح" أن منظومة التعليم أو اللائحة المنظمة لها هي عبارة عن لائحة تكون موجودة على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، ويكون لها فلسفتها وأهدافها واستراتيجيتها، حيث توضح هذه اللائحة آلية التدريس وطرق التمويل، وكذلك طرق التدريب والمناهج الدراسية.
وقال الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن هذه اللائحة تكون موجودة على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، حيث يقرأها المواطنون والمتخصصون، ويكون هذا بمثابة التعاقد بين وزارة التعليم من ناحية وبين المجتمع من ناحية.