لصناعة إنسان!

هبة الشامي

  • 33

يهتم الكثير من الآباء بالمستوى الدراسي لأطفالهم، والسعي لتحصيل أعلى الدرجات، ويهتمون بتنمية ذكائهم العقلي، وقد يغفلون عن الأهم منه، وهو الذكاء العاطفي الذي إن وجد قد يصل بالمرء لتحصيل أعلى النجاحات ممن هم لديهم ذكاء عقلي أعلى!!

إذن ما هو الذكاء العاطفي، وكيف ننميه لدى أطفالنا؟!

الذكاء العاطفي هو الوعي بالمشاعر، والعواطف، والانفعالات، وكيفية إدارتها والتعامل معها بشكل إيجابي مع الذات، ومع الآخرين.. وعلى المربي تنمية هذا النوع من الذكاء لدى الأطفال منذ نعومة أظفارهم، عن طريق تنمية وعيه بمشاعره اللحظية، وعن طريق تكوين القيم، والمبادئ لديه بشتى الوسائل التربوية التي من أهمها القصص..

وكذلك عن طريق النمذجة، أن يكون المربي ذاته نموذجًا يحسن أن يقتدي به الطفل، في تعامله مع ذاته، ومع الآخرين، وبالحديث معه، وحسن الإصغاء له، وكذلك بالبرامج، والأنشطة المختلفة، كالوجوه التعبيرية في التعرف على المشاعر المختلفة مثل الحزن، أو السعادة، أو الغضب..

ثم نعلم الطفل، كيف يتعامل مع تلك المشاعر، ويتحكم فيها، وكيف يحول مشاعر الإحباط إلى دافعية نحو الإنجاز.. وتعليمه كيف يكون إيجابيًا، أيضا مع الآخرين عن طريق أولًا قراءة وجوههم للتعرف على مشاعرهم، ثم التفاعل مع تلك المشاعر بشكل سليم..

وتعليمه كيف يحافظ على علاقته بالآخرين، وكيف يطورها، أيضا بترسيخ المبادئ، مثل احترام الخصوصية، والتعاون، وحب الخير للناس، والسؤال عنهم، والسعي في قضاء حوائجهم..

كل ذلك لينتج في النهاية لدينا إنسان صالح ناجح يعرف أهدافه ويسعى للمعالي، فهنيئًا لك أيها المربي، إن كان في ميزان حسناتك هذا الإنسان..