وأد القدوة

وفاء الشحات

  • 45

في زمن سماوات النت المفتوحة في قنوات يوتيوب وفيس وقنوات تلفزيون بأفلام ومسلسلات وبرامج الغث فيها أكثر من الثمين وكأنهم يتنافسون من يفسد أكثر؟! فتجد ساعات تفرغ لمن يصفوهم بنجوم المجتمع، إحداهن تتباهى أنها صريحة وليست منافقة وأنها تحارب فكر داعش والحقيقة كل تصريحاتها محاربة لشرع الله.. بل وتحارب كل من يريد التمسك ببعض الأخلاق في هذه المهنة، وأخرى تجسد دور الزوجة المقهورة ولكن الرسالة التي يخرج بها المشاهد هي التمرد على الشرع والدين فهي لا تريد قول الفقهاء! هذه مسلسلات يعملون جاهدين طوال العام لكي تعرض في رمضان، وكأنه شهر المسلسلات وبرامج الفنانين والفنانات لا شهر الصيام والقيام!!

فتجد مسلسلات تدعو للعهر والبلطجة تارة.. والسحر والشعوذة تارة.. وتخريب العقيدة والثوابت الدينية تارة وحجتهم أن هذا هو الواقع!! وكأنهم ذباب لا يقع إلا على ما خبث فلا يرون فضيلة أو نماذج مشرفة في المجتمع ليجسدوها.

والأدهى إخراج دور الشيخ بصورة مشوهة فهو فاسد الأخلاق قليل الحجة أو متطرف تكفيري وأما من يجسد المعتدل المتسامح فهو فاسد العقيدة ليس على عقيدة أهل السنة..

وهنا نطلق صرخة إنذار لكل مسؤول لا نقول قبل الكارثة ولكن قبل مزيد من الكوارث فهناك جيل صاعد يُحارَب بكل الوسائل ويدمّر على جميع المستويات أخلاقياً وأسرياً ودينيًا..

ويا كل رب أسرة أباً كان أو أماً ضعوا نصب أعينكم أولادكم فلذات أكبادكم لا تتركوهم لهؤلاء هم من يشكلون وعيهم وأفكارهم فرسولنا قد تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا زائغ.. وتاريخنا الماضي والحاضر مليئ بالأبطال والنماذج المشرفة التي فيها القدوة والنبراس لأولادكم.. فلا تشغلنكم الحياة ومشاكلها ومشاغلها عن مسؤوليتكم تجاه أولادكم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.