لكنِّي لم أبلُغهُ

ٱية الشهاوي

  • 50

يوم تتطاير الصحف ويقرأ كل منا صحيفته.. سيندهش الكثير بأعمال لم يبلغها ولكنها كتُبت له..! كتُب من المتصدقين ولم يكن لديه مال يتصدق به..! قال رسول اللهﷺ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ»

كتُب من المهاجرين وقد أدركه الموت قبل الهجرة..! قال تعالى: "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّه"

بَلغ منازل الشهداء وهو ميت على فراشه..! قال رسول اللهﷺ: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"

فقد يعجز العبد عن عمل خير يتطلع إليه لضعف صحته، أو قلةِ حيلته، لكن الله ينظر إلى قلوبنا، فيرفع أصحاب النوايا الصادقة إلى ما تمنوه، لأن طِيبَ مقصدهم أرجحُ لديه من عجز وسائلهم.

 فما أعظم النية! فإنك تستطيع بنيتك الصادقة وعمل قلبك الخالص أن تلحق بأجر المحسن..

فإن نية المرء أبلغ من عمله، وإن العبد يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله..

ولكن ننتبه فلن يُكتب لنا الثواب إلا إذا علم الله منَّا صدق النية، وأنه لم يمنعنا من فعل الخير إلا عدم القدرة عليه.. ولن نصل إلى الصدق في تمني عمل صالح إلا إذا عرفنا فضل العمل فيقوى الدافع لدينا ونعمل ما بوسعنا لنصل إليه فإن عجزنا عنه كُتب لنا الأجر بصدق النية ومحاولة السعي..