المرأة والأزمات الاقتصادية

أمل السلاحجي

  • 29

في ظل المتغيرات الجديدة اليوم على المستويين المحلي والعالمي، التي تؤثر في ارتفاع الأسعار، وتوافر السلع، بات من المحتم على الأفراد -لا سيما النساء- إتقان فن التدبير المنزلي، والعمل على توفير احتياجات الأسرة بما يتناسب مع المدخول، بحيث يحدث التوازن بين الراتب والإنفاق، فلا تضطر إلى الاقتراض مثلًا، أو التقتير على البيت والأبناء فيما لابد منه.

فلعل من الأمور المهمة التي تساعد في تدبير المنزل معرفة وتحديد الاحتياجات الأساسية للبيت، التي لا غنى عنها، لتكون في أولويات الإنفاق، ولا يكون الإنفاق عشوائيًا بلا ترتيب وتحديد.

وكذلك المصارحة، ومشاركة الأولاد في تدبير ميزانية البيت حتى إذا ما اضطررنا إلى تقليل ما اعتادوا الحصول عليه كانوا أكثر تفهمًا وتقبلًا، ولكن نحذر أيضا من التقتير على الأولاد الذي يؤثر سلبًا عليهم وعلى صحتهم النفسية والجسدية، فلا بأس من بعض الرفاهية كلما سنحت الفرصة.

ويفيد أيضا عند التسوق البحث عن الخيارات الأرخص سعرًا، ولا يعني ذلك الأردأ، بل عدم اللهث خلف الماركات العالمية، أو التسوق من المحال ذات الأسعار المرتفعة، التي قد تتشابه معروضاتها مع تلك التي تباع في أسواق أخرى أقل سعرًا منها.

وكذلك في وصفات الطعام الشهية التي قد تنفذ ببدائل رخيصة وصحية أيضا، ومواقع الطبخ على الإنترنت بها الكثير من تلك الوصفات والبدائل.

أما أهم ما نواجه به تلك الأزمات حقًا هو الرضا واليقين في الله الرزاق سبحانه، وتعليم أولادنا معاني القناعة وحقيقة الدنيا، وكونها دار ابتلاء واختبار، ونتلو عليهم كلام الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، ونعلمهم أن نحمد الله على القليل والكثير، فالكثير معه الشكر والقليل معه الصبر وكل للمؤمن خير، المؤمن الحق لا يجزع مع تلك الأزمات، ولا يقنط، بل يحمد الله ويرضى، ولعل الصبر على تلك الأزمات والرضا خير للمرء من الذهب والفضة، بل ومما طلعت عليه الشمس.

وهمسة أخيرة في أذن كل امرأة مسلمة التمسي البركة لبيتك، ومالك، وولدك، بقراءة القرآن، وابدئي به يومك، وكذلك صلتك لرحمك، يبسط الله لك في رزقك، والاستغفار، والصدقة، الصدقة في تلك الأيام حيث كثر الاحتياج، وزادت الأزمات، فانفقي ولا تخشي من ذي العرش إقلالًا.

والله نسأل أن يرفع عنا وعن المسلمين أجمعين كل غلاء وبلاء ووباء.